يعتبر الصّيام من أعظم العبادات إلى الله تعالى، وهو سنّة يتقرّب بها العبد إلى الله-سبحانه وتعالى-، وللصّيام شأن عظيم، وهذا يعمّ الفرض والنّفل، وبعد صيام رمضان يستحب صيام ستة أيّام من شوّال، وثلاثة أيّام من كلّ شهر وصيام الاثنين والخميس، والعاشر من محرّم مع يوماً قبله أو بعده، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، وذلك لقول النّبيّ، -صلّى الله عليه وسلّم-: “كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ الحسَنةُ بعَشرِ أمثالِها إلى سَبعِ مائةِ ضِعفٍ إلى ما شاءَ اللَّهُ يقولُ اللَّهُ إلَّا الصَّومَ فإنَّهُ لي وأنا أجزي بِه يدَعُ شَهوَتَه وطَعامَه مِن أجلي للصَّائمِ فَرحَتانِ فرحةٌ عندَ فِطرِه وفَرحةٌ عندَ لقاءِ ربِّهِ ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيَبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المِسكِ”.
رُوي عَنْ أُمِّ الفَضْلِ بنْتِ الحَارِثِ: “أنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ، في صِيَامِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وَقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلْتُ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ، وَهو وَاقِفٌ علَى بَعِيرِهِ بعَرَفَةَ، فَشَرِبَهُ”، حكم صيام يوم عرفة لمن أراد الحج خلاف السّنّة، فالسنّة عدم صيامه للحاجّ، وذلك للرّفق بنفسه، وأداء مناسك الحجّ بأريحيّة، وعدم التعرّض للتّعب والإرهاق بسبب الصّوم، وأمّا غير الحاجّ فصيامه سنّة مؤكّدة، وذلك لعظم فضل صوم يوم عرفة، فيجتمع الجميع في ذلك اليوم الحاجّ وغير الحاجّ على باب رحمة الله -تعالى- ومغفرته ورضوانه، ولا يدري العبد الصّائم في يوم عرفة، فقد يكون من المشمولين بعفو الله ومغفرته ورحمته في هذا اليوم العظيم.