فطريات الفم عند الأطفال

الكاتب: وسام ونوس -
فطريات الفم عند الأطفال

 

 

فطريات الفم عند الأطفال

 

يُعدّ الفم من أكثر أجزاء الجسم عُرضةً لنمو الفطريات، حيث يتسبّب فطر الكانديدا (بالإنجليزية: Candida) بالإصابة بفطريات الفم (بالإنجليزية: Oral thrush).وفي الحقيقة يوجد هذا النوع من الكائنات الحية الدقيقة بشكل طبيعيٍّ في جسم الإنسان دون أن يُحدِث أيّ نوعٍ من الأمراض، حيث تكون الفطريات في توازنٍ مع البكتيريا في الأوضاع الطبيعية، إلا أنّ هناك بعض الظروف التي تؤدي إلى زيادة نمو هذه الفطريات بشكلٍ غير طبيعيٍّ، مما يؤدي للإصابة بأمراض الفطريات،ويُعتبر الأطفال من أكثر الفئات عُرضةً لفطريات الفم، إذ يُصاب واحدٌ من كل سبعة أطفالٍ بفطريات الفم، وإنّ أغلب الأطفال المصابين تقل أعمارهم عن عشرة أسابيع، ويتعرّض الأطفال للإصابة بفطريات الفم (بالإنجليزية: Oral thrush) نتيجة إعطائهم مضادّاً حيوياّ؛ إذ يؤثر المضادّ الحيوي في أعداد البكتيريا، فيُخلّ في التوازن الموجود بين البكتيريا والفطريات، وكذلك لا بُدّ من الإشارة إلى عدم اكتمال الجهاز المناعيّ لدى الأطفال في أول أعمارهم؛ مما يجعل الجهاز المناعيّ غير قادر على السيطرة على أعداد الفطريات، ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال قد يُصابون بفطريات الفم أثناء الرّضاعة في حال كانت حلمة ثدي الأم مصابة بالفطريات.

 

علاج فطريات الفم عند الأطفال

إنّ أغلب حالات فطريات الفم (بالإنجليزية: Oral thrush) عند الأطفال تكون خفيفةً وقصيرة الأمد، وعادةً ما تُشفى خلال بضعة أيام دون الحاجة لأيّ علاج، وهناك بعض الحالات التي يحتاج فيها الطبيب لصرف بعض مضادات الفطريات، ويجب أخذ المضاد كما يصفه الطبيب والاستمرار عليه يومَين بعد شفاء الفطريات، ومن هذه المضادّات؛ الميكونازول (بالإنجليزية: miconazole) الذي يأتي مُحضّراً على شكل جل تُدهن به المنطقة المُصابة بإصبعٍ نظيفٍ مع مراعاة عدم وصول الدواء إلى الحلق، ويجب إعطاؤه بعد تناول الطفل طعامه، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المضاد لا يُستخدم في الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن أربعة أشهر، وفي الحالات التي لا يتوفّر فيها الميكونازول أو الحالات التي لا يُبدي فيها الميكونازول أثره المرجوّ فإنّ الطبيب غالباً ما يلجأ لاستخدام النيستاتين (بالإنجليزية: nystatin)، ويُباع النيستاتين مُحضّراً على شكل مادةٍ سائلةٍ توضع على المنطقة المصابة على شكل نقطٍ، وكذلك يمكن استخدام اللبن أو الأطعمة الحمضيّة التي من شأنها أن تُرجِع التوازن بين الأحياء الدقيقة في الفم، وقد يُنصح باستخدام غسولات الفم المُعقمة، ويهتم أطباء الأطفال بمعالجة فطريات الفم عند الأطفال لما لها من أثرٍ سلبيٍّ على تغذيتهم.وتجدر الإشارة إلى ضرورة معالجة ثدي الأم في الحالات التي يكون فيها سبب الفطريات هو انتقالها من الأم إلى طفلها أثناء الرضاعة.

 

أعراض فطريات الفم عند الأطفال

هناك العديد من العلامات والأعراض المُصاحبة لظهور فطريات الفم عند الأطفال، وكما هو معلومٌ فإنّ العلامات هي ما تظهر على المصاب ويمكن للطبيب والآخرين ملاحظتها، أمّا الأعراض فهي ما يشعر به المريض ولا يستطيع الآخرون ملاحظتها أو الإحساس بها، ومن أعراض وعلامات فطريات الفم عند الأطفال ما يلي:

  • ظهور بقع بيضاء اللون ومخمليّة الملمس في الفم، وعلى سقفه، وفي باطن الخد، وعلى سطح اللسان، وغالباً ما تزداد هذه البقع بشكلٍ تدريجيٍ من حيث الحجم والعدد، وتوجد تحت هذه الطبقة البيضاء أنسجة حمراء اللون قابلة للنزف بسهولة، كما أنّ هذه البقع لا يمكن كشطها أو إزالتها بسهولة.
  • اضطراب سلوك الطفل وانزعاجه، وخاصةً عند إطعامه، ويرجع ذلك لإحساس الطفل بالألم عند تناوله الطعام، ولكن هناك بعض الأطفال الذين لا يشعرون بالألم عند ظهور فطريات الفم.
  • فقدان الإحساس بالطعم، وفي الحالات العسيرة من فطريات الفم قد يعاني الطفل من صعوبةٍ في البلع.
  • عدم رغبة الطفل في تناول الطعام.
  • ظهور الطفح الجلديّ الزغبي (بالإنجليزية: nappy rash).

 

تشخيص فطريات الفم

عادةً ما يتم تشخيص فطريات الفم عن طريق الفحص السريري من قِبَل الطبيب، حيث يمكنه تمييز منطقة الإصابة فور رؤيتها، وقد يلجأ الطبيب لاستخدام الميكروسكوب لرؤية العيّنة التي تمّ أخذها، وفي حالات الإصابة المُتقدمة التي ينتشر الفطر فيها إلى المريء (بالإنجليزية: esophagus)، يقوم الطبيب بأخذ عيّنة لغرض الزراعة، ويستخدم التنظير (بالإنجليزية: Endoscopy) كذلك، وبهذا يتم التأكد من صحة التشخيص وسلامته.

 

الوقاية من فطريات الفم عند الأطفال

على الرغم من غياب الأسباب المؤدية إلى حدوث فطريات الفم عند الأطفال، إلّا إنّ اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية قد يساعد على وقاية الطفل من فطريات الفم، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:

  • تعقيم الدّمى والألعاب المشتركة بين الأطفال.
  • تعقيم زجاجة الحليب التي يستخدمها الطفل، وكلّ ما يتعلّق بها.
  • الحرص على إعطاء الطفل قليلاً من الماء المُعقّم لشربه بعد تناوله الحليب؛ إذ إنّ الماء المعقّم يُساعد على زوال أثر الحليب من الفم، والذي يُعدّ بيئةً مناسبة لنمو فطريات الفم.
  • تجنّب إعطاء المضادات الحيوية للأطفال إلا عند الضرورة القصوى


ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال حديثي الولادة قد يتعرّضون للفطريات بسبب انتقالها من مهبل الأم عبر الولادة الطبيعيّة، وعلى هذا يجب على المرأة الحامل أن تُراجع الطبيب المختص لتجنّب حدوث هذا النوع من المشاكل في الولادة، وكما ذكرنا أنّ فطريات الفم قد تنتقل من ثدي الأم إلى طفلها عبر الرضاعة الطبيعيّة، فيجدر بالأم التي تعاني من فطريات الثدي أن تراجع طبيبها المختصّ للتخلص من هذه المشكلة

شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook