فهم حالات الحساسية

الكاتب: نور الياس -
فهم حالات الحساسية

فهم حالات الحساسية.

 

 

فهم حالات الحساسية و تجنبها

 

تحدث الحساسية( أو فرط الحساسية بتعبير أدق) حينما يغبر الجسم استجابته المناعية الطبيعية بطريقة ما، بسبب وجود مادة مسببة أو محفزة للحساسية و تسمى " أليرجين" و الأليرجينات مواد تسبب تلك الاستجابة المناعية، و الأمر الغريب فيها أنها لا تكون ضارة في حد ذاتها في كل الأحوال. و لكن الشخص المصاب بالحسايبة هو الذي يسبب الاستجابة الخطأ. و مما يثير الاهتمام مع ذلك أن كثيراً ممن يعانون الحساسية يعانون أيضاً نقصاً مناعياً بطرق أخرى.

و في حالة أمراض الحساسية التلامسية مثل الحساسية للمجوهرات أو المنظفات الصناعية تكون الخلايا الليمفية و البلعمية هي التي تتفاعل بشكل زائد، و لكن في معظم حالات الحساسية الأخرى تكون الأجسام المضادة هي المتفاعلة بشكل زائد. و لم يكن دور الأجسام المضادة معروفاً حتى عام 1967 م حين تم اكتشاف نوع الأجسام المضادة المسمى IgE و اكتشف صلته بحمى القش. و تقوم الأجسام المضادة من نوع IgE بإلصاق نفسها بما يسمى " الخلايا الصارية" في الجسم. و حينما يرتبط الأليرجين المهاجم بالجسم المضاد IgE فإن جزيء الـ IgE يحفز الخلية الصارية على إطلاق حبيبات تحتوي على الهيستامين و كيميائيات أخرى تسبب أعراض الحساسية التقليدية و هي طفح الجلد و حمى القش، و التهاب الأنف، و التهاب الجيوب الأنفية، و الربو، و الإكزيما، و تسبب الحالات الشديدة من الحساسية لأطعمة مثل أم الخلول أو الفول السوداني اضطرابات معدية – معوية فورية أو تورماً بالوجه أو الحلق و حالات الحساسية هذه تتخذ شكل تفاعلات التهابية فورية و شديدة و يمكن أن تهدد الحياة و تحتاج لعلاج طبي عاجل.

 

حالات الحساسية المتأخرى أو المختفية

 

ليست كل التفاعلات التحسسية فورية و ليست كلها تشمل عائلة الـ IgE من الأجسام المضادة و الرأي الظاهر الآن هو أن أغلب حالات الحساسية للأطعمة أو حالات عدم تحمل الأطعمة و التي تسمى، على سبيل اللباقة" تفاعلات فرط الحساسية "، دون ذكر كلمة أطعمة لا تكون قائمة على الـ IgE و هناك مدرسة جديدة تعتبر أن حالات عدم تحمل الأطعمة هذه تتضمن نوعاً آخر من الأجسام المضادة و هو IgG، و ربما IgA. و يقول دكتور جيس برالي، المدير الطبي للمعامل المناعية: ليست الحساسية للأطعمة نادرة، و ليست كذلك التأثيرات التي تخص المسالك التنفسية و الجلد و القناة الهضمية و أغلب حالات الحساسية للأطعمة تتخذ شكل تفاعلات متأخرى، إذ تستغرق أية فترة زمنية بدءاً من ساعة إلى ثلاثة أيام حتى تظهر، لذا تكون أكثر صعوبة في اكتشافها و يبدو أن الحساسية المتأخرة للأطعمة هي مجرد عدم قدرة القناة الهضمية على منع دخول كميات كبيرة من الطعام المهضوم جزئياً إلى مجرى الدم.

و لقد اكتشفت الأجسام المضادة من نوع IgG لأول مرة في فترة الستينات و ل ازال بعض علماء الحساسية التقليديون يعتبرونها غير ذات أهمية و يقول أولئك العلماء المعترضون إن الأجسام المضادة من نوع IgG و قد تعمل كوسائل إمساك أو التقاط و لكنها لا تبدأ التفاعل التحسسي و مع ذلك يقول المؤيدون إن حدوث تزايد كبير و تراكم للأجسام المضادة من نوع IgG تجاه نوع محدد من الطعام يشير إلى حدوث حالة مزمنة طويلة الأمد من الحساسية أو عدم التحمل للطعام و في حين أن تفاعلات الـ IgE تكون فورية، فإن تراكم الأجسام المضادة الـ IgG قد يكون عاملاً أولياً في الحساسية للطعام، كنتيجة لتناول كميات كبيرة من عدد من الأطعمة المحفزة للحساسية.

و قد بدأ مؤخراً ظهور بعض القلق من إطعام الأطفال الصغار بالمكسرات مثل الجوز و البندق خشية إصابتهم بالحساسية فيما بعد. و مع ذلك فإن القيمة الغذائية للمكسرات تتجاوز كثيراً أي احتمال لحدوث الحساسية و من المعروف أن القيمة الغذائية المرتفعة في حد ذاتها تقلل احتمال حدوث الحساسية.

أما عن وجود علاقة بين الأجسام المضادة من نوعي IgG و IgE فهي قضية تثير الجدل و لقد رأى أخصائي الحساسية د. جيمس برالي عدداً من المرضى الذين يعانون كلاً من نوعي التفاعل الفوري و المتأخر تجاه نوع من الطعام، مما يوحى بوجود رابطة بين التفاعل الفوري قصير الأمد من نوع IgE و التفاعل المتأخر طويل الأمد من نوع IgG.

 

شارك المقالة:
138 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook