تُعدّ الدهون جزءاً مهمّاً من النظام الغذائي للبشر، وهي تتكون من سلاسلٍ من الأحماض الدهنية المكوّنة من ذرات كربون وهيدروجين مرتبطةٍ ببعضها، وتنقسم الأحماض الدهنية في الأغذية إلى نوعين رئيسيين؛ وهما الأحماض الدهنية المُشبعة (بالإنجليزيّة: Saturated fatty acids)، والأحماض الدهنية غير المُشبعة (بالإنجليزيّة: Unsaturated fatty acids)، وتُعتبر الأحماض الدهنية أوميغا 3، وأوميغا 6، وأوميغا 9 من الدهون غير المُشبعة والمهمّة جداً لجسم الإنسان، ومن المُثير للاهتمام أنّ لكلّ واحدٍ منها فوائد صحيّةً عديدةً لصحة الجسم والدماغ، والتي سيتمّ ذكرها في هذا المقال.
تُعدّ الأوميغا 3 من الأحماض الدهنية المُتعددة غير المُشبعة (بالإنجليزيّة: Polyunsaturated fatty acids)، كما تعتبر أساسيةً في الجسم، وذلك بسبب عدم قدرته على إنتاجها، وبالتالي فإنّه يجب الحصول عليها من النظام الغذائي، وتوصي العديد من منظمات الصحة بتناول ما لا يقلّ عن 50-250 مليغرامٍ من الأحماض الدهنية أوميغا 3 في اليوم، ويمكن الحصول على كمياتٍ كبيرةٍ منها عن طريق تناول الأسماك الدهنية، والطحالب، والعديد من الأطعمة النباتية؛ ومن الأمثلة على هذه الأطعمة سمك الإسقمري (بالإنجليزيّة: Mackerel)، وسمك السلمون، وزيت كبد الحوت (بالإنجليزيّة: Cod liver oil)، وسمك الرنجة، والمحار، والسردين، وسمك الأنشوفة، والكافيار، وبذور الكتان التي تُعتبر من أغنى المصادر النباتية للأوميغا 3، بالإضافة إلى بذور الشيا، والجوز، وتجدر الإشارة إلى وجود أنواعٍ عديدةٍ من دهون الأميغا 3 بالاعتماد على أشكالها الكيميائية، وأحجامها؛ ومن أشهرها حمض الدوكوساهكساينويك (بالإنجليزيّة: Docosahexaenoic acid)؛ والذي يُشكّل ما نسبته 8% من وزن الدماغ، ويُعدّ ضرورياً لتطور الدماغ ووظائفه، وبالإضافة إلى حمض الإيكوسابنتاينويك (بالإنجليزيّة: Eicosapentaenoic acid)، وحمض اللينولينيك ألفا (بالإنجليزيّة: Alpha-linolenic acid)، وتمتلك أحماض الأوميغا 3 الدهنية العديد من الفوائد الأخرى للجسم؛ ومنها:
تُعدّ الأوميغا 6 من الأحماض الدهنية المُتعددة غير المُشبعة، والتي يجب الحصول عليها من الأغذية، كما هو الحال في دهون الأوميغا 3، إلّا أنّهما يختلفان في التركيب الكيميائي، وتُستهلك دهون الأوميغا 6 بشكلٍ رئيسيّ كمصدر للطاقة في الجسم، حيث إنّها تتوفّر بكثرةٍ في الزيوت النباتية المُكرّرة، والأغذية المطبوخة بالزيوت النباتية؛ مثل زيت فول الصويا، وزيت الذرة، والمايونيز، بالإضافة إلى بعض المكسرات، والبذور؛ مثل الجوز، واللوز، والكاجو، وبذور دوار الشمس، ويُعدّ حمض اللينولييك (بالإنجليزيّة: Linoleic acid) من أكثر أنواع الأوميغا 6 شيوعاً، وعلى الرغم من أهمية الأحماض الدهنية أوميغا 6، إلّا أنّ النظام الغذائي الغربي الحديث يحتوي على نسبٍ مرتفعةٍ أكثر من اللازم منها، وقد أثبتت بعض أحماض أوميغا 6 فعاليتها في علاج العديد من أعراض الأمراض المُزمنة، ويُذكر من فوائدها ما يأتي:
تُعدّ الأوميغا 9 من الأحماض الدهنية الأحادية غير المُشبعة (بالإنجليزيّة: Monounsaturated fatty acids)، ويُعتبر حمض الأولييك (بالإنجليزيّة: Oleic acid) من أكثر أحماض الأوميغا 9 شهرةً، ومن أكثر الأحماض الدهنية الأحادية غير المُشبعة شيوعاً في النظام الغذائي، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا تُعتبر أحماض أوميغا 9 ضروريةً بقدر أحماض أوميغا 3، وأوميغا 6؛ وذلك لقدرة الجسم على إنتاجها، إذ إنّها تُعدّ من أكثر الدهون وفرةً في معظم خلايا الجسم، وتُعتبر الزيوت النباتية؛ مثل زيت اللوز، وزيت الفول السوداني، والمكسرات؛ مثل الجوز، والكاجو، والبذور؛ مثل بذور الشيا، وبذور الكتان من أفضل مصادر أوميغا 9 الغذائية، كما تمتلك الأوميغا 9 العديد من الآثار الصحية على الجسم؛ ومنها: