إن للمداومة على العمل الصالح فضائل وثمرات وفوائد كثيرة، وفيما يأتي بيانٌ لها بشكلٍ مفصّل:
إن للعمل الصالح مكانةً عظيمةً في الإسلام، فهو ثمرة الإيمان، ويدخل في مسمّاه عند أهل السنة، فالإيمان كما عرّفوه هو: "قولٌ باللسان، وتصديقٌ بالجَنان، وعملٌ بالجوارح والأركان"، كما إنّ العمل الصالح اقترن بالإيمان في مواضع عديدةٍ من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، ويتنوّع العمل الصالح وتتّسع دائرته حتى يشمل كل ما هو مباح إذا قصد به فاعله القرب من الله، وكانت نيّته صالحةً، فيدخل فيه النوم والأكل مثلاً بنية التقوّي على العبادة، وتتفاوت هذه الأعمال في مرتبتها والأجر المترتّب عليها، فأعظمها ما أوجبه الله -تعالى- من الفرائض، ثمّ تتفاوت الأعمال بعد ذلك على حسب الحاجة والمنفعة المترتّبة عليها، ودليل ذلك ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الإِيمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستُّون، شُعبةً، فأفضلها قول لا إله إلَّا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطَّريق، والحياء شُعبةٌ من الإيمان)، وبين تلك المرتبتين مراتب لا حصر لها ولا عدّ.
خلق الله السماوات والأرض، وما جعل على الأرض من الزينة ومن الموت والحياة إلا لحكمةٍ، وهذه الحكمة هي العمل الصالح، فقد قال تعالى: (وَهُوَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ وَكانَ عَرشُهُ عَلَى الماءِ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا)، والعبد الذي يحقّق العمل الصالح هو العبد الصالح الفائز بالتجارة الرابحة مع الله، ومن فقد ذلك هو العبد الطالح، الخاسر في الدنيا والآخرة، وللعمل الصالح المبني على الإيمان ثمراتٌ طيبةٌ، وأجورٌ كبيرةٌ في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيانٌ لهذه الثمرات:
موسوعة موضوع