يوجد رأيان متضاربان بشأن استخدام بول الجمل للتداوي، رأي يؤمن بأهميته وفائدته في علاج الكثير من الأمراض، ورأي يستبعد وجود فوائد فيه عدا عن قلقه من مخاطره كما حذرت منظمت الصحة العالمية ونورد في هذا المقال الرأيين المختلفين.
يعود استخدام بول الجمل في العلاج والتدواي إلى مئات السنين، إذ كانت الجِمَال من الحيوانات شائعة التربية عند العرب أو سكان القارة الآسيويّة والإفريقيّة بشكلٍ عام؛ نظراً لطبيعة المنطقة الجغرافيّة، إذ تتميز الجمال بقدرتها العالية على تحمّل درجات الحرارة العالية والعطش، وتساهم قدرة الجمل في الاحتفاظ بالماء داخل جسده وخروج كميّات بسيطة منه مع البول على تحمّله للعطش والسفر لمسافات طويلة دون شرب الماء، وكان العرب قديماً يشربون بول الجمل بعد غليه على درجات حرارة عالية لعلاج بعض المشاكل البطنيّة مثل انتفاخ الكبد، والتهاب الكبد، والنفخة، والمغص، وعدد من المشاكل الصحيّة الأخرى، كما كان العرب يقومون بتجفيف بول الجمل على بعض الأوراق العشبيّة ويستخدمونه في علاج الجروح، والحروق، كما كان يُستفاد منه في علاج شعر الرأس عند النساء، وألم اللثة والأسنان، وفي علاج لسعة الأفاعي، ولمنع الشعور بالجوع أو العطش، ويوجد عدد من الدراسات التي تؤكد بعض هذه الفوائد العلاجيّة لبول الجمل، بينما تفتقر بعض الفوائد الأخرى لدراسات علميّة تؤيد صحتها.
وثبت عن المسلمين أيضاً استخدام بول الجمل في علاج بعض الأمراض حيثُ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك أمر النبي لبعض الأعراب بشرب حليب وبول الإبل بعد أن أصابهم داء في بطونهم وفي ما يلي بيان لنص أحد روايات الحديث: (قدِمَ أعرابٌ من عرينةَ إلى نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأسلَموا فاجتَوَوُا المدينةَ حتَّى اصفرَّت ألوانُهم وعظُمت بطونُهم فبعثَ بِهم نبيُّ اللَّهِ إلى لقاحٍ لَهُ فأمرَهم أن يشربوا من ألبانِها وأبوالِها حتَّى صحُّوا فقَتلوا رعاتَها واستاقوا الإبلَ فبعثَ نبيُّ اللَّهِ في طلبِهم فأتيَ بِهم فقطَّعَ أيديَهم وأرجلَهم وسمَّرَ أعينَهم).
يوجد خطر عام من استخدام منتجات أيّ من الحيوانات دون تعقيمها، أو غليها، أو طبخها بشكل جيد، أو الاختلاط معها بشكلٍ مباشر وعدم غسل اليدين جيداً، وينطبق هذا الخطر أيضاً على مخالطة الجِمال أو استخدام أحد منتجاتها، ولكن بعد اكتشاف فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (بالإنجليزية: Middle East Respiratory Syndrome-MERS) عام 2012، ووجود اعتقاد بانتقال الفيروس من الجِمال إلى البشر، أصدرت منظمة الصحة العالميّة تحذيراً يؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة في حال استخدام أحد منتجات الجِمال أو الاتصال معها بشكلٍ مباشر.
يعتقد العلماء أنّ خواص بول الجمل العلاجيّة تعود إلى احتواء بول الجمل على بعض المكونات الفريدة نتيجة تناوله لبعض النباتات الصحراويّة والشوكيّة والتي بدورها تحتوي على العديد من العناصر الفريدة، وبعض العناصر المضادّة للفطريات والبكتيريا، كما يعتقد بعض العلماء أنّ الخواص العلاجيّة في بول الجمل وحليبها يعود لاحتوائهما على العديد المكونات المناعيّة مثل الغاما غلوبولين (بالإنجليزية: Gamma globulin)، الغلُوبولينات المناعيّة (بالإنجليزية: Immunoglobulins) الأخرى، كما أظهرت الدراسات أنّ ما يقارب من 50% من الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) في دم الجمل ذات أحجام صغيرة جداً ممّا يسمح لها بالعبور إلى الحليب والبول، كما تستطيع هذه الأجسام المضادّة عبور الحاجز الدمويّ الدماغيّ (بالإنجليزية: Blood-brain barrier)، وجدار الأمعاء عند تناول حليب أو بول الجمل، ويُعتَقد أنّ لهذه الأجسام المضادّة دوراً في خواص حليب وبول الجمل في علاج مرض السرطان.
تمّ إجراء العديد من الدراسات العمليّة المختلفة حول خواص بول الجِمال العلاجيّة خلال السنوات الأخيرة وقد أثبتت بعض هذه الدراسات وجود عدد من الفوائد العلاجيّة في بول وحليب الجمل، نذكر منها ما يلي: