هنالك جدل قديم جديد يدور حول إمكانية الانتفاع بحليب الناقة أو بولها في علاج بعض الأمراض والمشاكل الصحية، فمن جهة شاع استخدام حليب وبول الإبل شعبياً لدى عدد من الحضارات المختلفة، ونُشرت بعض الدراسات والتقارير التي تشيد بفوائدة العلاجية وتدعمها، ومن جهة أخرى نشرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً وتنبيهاً عاماً حول استخدامه. وفي ظل هذا التباين الواضح في الآراء والدراسات العلمية اقتضى تنبيه القارئ، وإلقاء الضوء على ما توصلت إليه الدراسات سواء كان حول المخاطر أو الفوائد العلاجية المحتملة لمنتجات الإبل.
أصدرت منظمة الصحة العالميّة تحذيراً للأشخاص المسافرين إلى أحد البلدان التي ينتشر فيها فيروس كورونا الشرق الأوسط وللسكان المحليين بضرورة أخذ إجراءات السلامة اللازمة عند التعامل مع حيوانات الإبل أو الجِمال، بسبب وجود اعتقاد بارتباط الإصابة بفيروس الكورونا بالتواجد حول الإبل أو رعايتها، أو استخدام أحد منتجاتها دون تعقيمها أو تعريضها لدرجات حرارة عالية، ومن الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بالعدوى؛ الشعور بضيق في التنفّس، والمعاناة من الحمّى، والسعال، والصداع، والإسهال، وتجدر مراجعة أحد المراكز الصحيّة في حال ظهور هذه الأعراض والشك بإمكانيّة العدوى بفيروس كورونا الشرق الأوسط للحصول على المساعدة الطبيّة قبل تطور المرض.
يُعرّف مرض السكريّ بارتفاع نسبة سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بالمرض، نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين، أو عدم قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بشكلٍ فعّال، ويصاحب الإصابة بمرض السكريّ عدد من المضاعفات الصحيّة في بعض الحالات، وأظهرت بعض الدراسات التي تمّ القيام بها للكشف عن فوائد حليب الإبل في المساعدة على علاج مرض السكريّ عدّة نتائج إيجابيّة، نذكر منها ما يلي:
يتميّز حليب الإبل عن غيره من أنواع الحليب الأخرى بمكوناته الفريدة، حيثُ يحتوي حليب الإبل على نسبة قليلة من الكوليسترول، بينما تشكّل الدهون غير المشبعة المتعددة (بالإنجليزية: Polyunsaturated fatty acids) النسبة الأكبر من الدهون في حليب الإبل، أمّا بالنسبة لسكر اللاكتوز فعلى الرغم من احتواء حليب الإبل على ما نسبته 4.8% تقريباً من سكر اللاكتوز، إلّا أنّ الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance) لا يعانون من أيّ مشاكل هضميّة عند تناوله، وذلك بسبب احتوائه على كميّات قليلة من مركّب الكازومورفين (بالإنجليزية: Casomorphin)، ممّا يساعد على استرخاء الأمعاء وسهولة ارتباط إنزيم اللَّكتاز (بالإنجليزية: Lysozyme) مع سكر اللاكتوز، كما يتميّز حليب الإبل باحتوائه على كميّات كبيرة من فيتامين C.
لحليب الإبل العديد الفوائد العلاجية المختلفة وقد تمّ إثبات العديد من هذه الفوائد من خلال إجراء بعض الدراسات العمليّة المختلفة، ويعتقد العلماء أنّ المكونات الرئيسيّة المسؤولة عن خواص حليب الإبل العلاجيّة هي الغلُوبولينات المناعيّة (بالإنجليزية: Immunoglobulins)، ومركّب اللاكتوفيرين، حيثُ يتميّز مركب اللاكتوفيرين بخواص مضادّة للالتهاب، ومضادّة لبعض أنواع البكتيريا مثل بكتيريا الإشريكيّة القولونيّة (بالإنجليزية: Escherichia coli)، وبكتيريا الكلوستريديوم (بالإنجليزية: Clostridium)، وبكتيريا الملويّة البوابيّة (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) والمعروفة بجرثومة المعدة، كما يمتلك مركّب اللاكتوفيرين خواص محفّزة للجهاز المناعيّ وبعض الخواص المضادّة لمرض السرطان.
عُرف عن العرب استخدامهم لبول الإبل في علاج بعض المشاكل الصحيّة منذ فترة طويلة من الزمن، ويقتصر استخدام بول الإبل في عصرنا الحالي لدى بعض الأشخاص الذين يمارسون الطب الشعبيّ فقط، وذلك بسبب عدم وجود دراسات كافية ومؤكدة حول فوائده العلاجية، وقد أظهرت هذه الدراسات امتلاك بول الإبل لبعض الخواص العلاجيّة بالفعل، مثل بعض الخواص المضادّة لبعض أنواع البكتيريا، والفطريّات، و سميّة بول الإبل على بعض أنواع الخلايا السرطانيّة، واحتوائه على بعض مضادّات الأكسدة، وقدرته على منع تخثّر الدم، والوقاية من بعض أمراض القلب.