"محتويات
? التعريف بسورة يس
? فضل قراءة سورة يس للرزق
? سبب نزول سورة يس
? تفسير كلمة يس في السورة
? موضوعات سورة يس
? قصة مؤمن آل ياسين
? المراجع
التعريف بسورة يس

نزلت سورة يس على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، لذا فهي من السور المكيّة، تناولت السورة عدة مواضيع، منها: قصة أهل القرية، والإيمان بالبعث والنشور، وذكرت أيضًا البراهين والأدلة التي تثبت أن الله تعالى واحدًا أحدًا، وسميت بسورة يس بسبب افتتاح آياتها بهذين الحرفين ""يس""، والتي تدل على الإعجاز بالقرآن الكريم الذ تحدى الله تعالى به المشركين بأن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك، وتعد سورة يس قلب القرآن الكريم، فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها على الموتى لفائدتها العظيمة لهم، وعدد آياتها 83 آية، وقد سميّالربع الأخير من المصحف الشريف باسم هذه السورة، فغالبًا ما يقال ربع يس، على الرغم من أنّه يبدأ من الآيات الأخيرة لسورة الصافات، التي تتبعها مباشرةً سورة يس، وتتصف سورة يس بقصر آياتها، وشدّة ألفاظها، واستخدامها لأسلوب الخطاب، وفي هذا المقال سوف نبين فضل قراءة سورة يس للرزق، وسبب نزولها، والمواضيع التي تناولتها.[?]




فضل قراءة سورة يس للرزق

لا يوجد ما يشير إلى فضل سورة يس للرزق، لكن من بعض الأدعية التي يدعوا بها المسلم بعد قراءة سورة يس: (بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الملك الحق المبين، نعم المولى ونعم النصير، اللهم إن كان رزقي في السماء، فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان في يد بني آدم فسخره لي، وإن كان قريبًا فعجله، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قليلًا فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه بفضلك وكرمك وأنت على كل شيء قدير) [?]، فالدعاء لله تعالى مشروع في كل وقت، فالأوقات التي حث عليها الشرع ورغب فيها هي؛ في السجود في الصلاة، ووقت السحور، وآخر الصلاة قبل التسليم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [يَنزِلُ رَبُّنا تبارَكَ اسمُه كُلَّ لَيلَةٍ، حين يَبقى ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرُ، إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيَقولُ: مَن يَدعوني فأَستَجيبَ له؟ مَن يَسأَلُني فأُعطِيَه؟ مَن يَستَغفِرُني فأَغفِرَ له؟ حتى يَطلُعَ الفَجرُ. فلذلك كانوا يُفَضِّلون صلاةَ آخِرِ اللَّيلِ على صلاةِ أَوَّلِه][?].[?]




سبب نزول سورة يس

كان لنزول بعض آيات سورة يس قصص وسبب، ومنها:[?]

قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى? وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ? وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}[?]، نزلت الآية الكريمة عندما قال أبو سعيد الخدري: بأنهم كانوا بنو سلمة في ناحية بالمدينة وأرادوا بأن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون.
جاء رجل من الكفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدعى أبي بن خلف الجمحي، وبيده عظام حائل، فأخذ يتساءل باستنكار فيما إذا كان الله سبحانه وتعالى قادرًا على إحياء هذه العظام، فنزلت الآيات لتتحدث عن البعث والنشور يوم القيامة، قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ? قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ? وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)}[?].




تفسير كلمة يس في السورة

الأحرف المقطعة التي تبتدئ بها السور قد تكون متشابهة بالنسبة إلينا، فقد ابتدأ الله تعالى عددًا من السور بالأحرف المقطعة، فجعلها الله تعالى مفتاحًا للسور كما جعل الحمد لله مفتاحًا لسورة الفاتحة، فهي رموز مكنونة لا يعلم تفسيرها سوى الله تعالى ورسوله الكريم الذي أنزل عليه القرآن الكريم، فلا نستبعد بأن يكون لفظ ""يس"" هو إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه الحرف الوسط من الرسول، فقد سمي النبي عليه السلام به بهذه المناسبة، وورد في بداية السورة كأسلوب نداء، وأنّ معناها يا سيد البشر.[?]

Volume 0%
 

وقد أرسل الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم إلى كافة العرب والحكام والعجم والمحكومين والإنس والجن والملوك والرؤساء، فهو مرسل إلى الجميع عليه الصلاة والسلام، فمن اتبع شريعته وأجاب دعوته فقد فاز بالجنة التي أعدها الله تعالى لعباده المسلمين وفاز بالكرامة والسعادة، ومن أعرض عنه ولم يتبع سنته وشريعته واتبع غير هداه فقد باء الخسران والندم والخيبة، وصار من أهل النار يوم القيامة.[?]




موضوعات سورة يس

ناقشت السورة العديد من المواضيع والمقاصد الهامّة، وفيما يأتي أبرزها:[?]

التحدي بالإعجاز القرآني في حروفه المقطعة والقسم فيه ووصفه بالحكيم إشارة لبلوغه أعلى الدرجات بالإحكام.
افتتحت السورة بقسم الله عز وجل بالقرآن الكريم، وذلك تأكيدًا على عظمته، من ثم التأكيد على أن سيدنا محمد رسول الله نبيّه، وتحقيق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، بتفضيل الدين الذي نزل في كتاب الله تعالى وإبلاغه للأمة السامية، باستقامة أمورها في الدنيا، والفوز بالجنات النعيم يوم القيامة.
حثت على التدبر في الكون وعظمة الخالق وبينت أهميّته.
تحدّثت الآيات عن الأذى الذي لحق بالأنبياء عليهم السلام وصبرهم رغم كل شيء.
أكدت على عظمة العذاب الذي سيحل بالمشركين والكفار، وما يقابله من جزاء المؤمنين وثوابهم في الدنيا والآخرة، ووصف إعراض المشركين عند تلقيهم الإسلام وتمثيل حالهم، وحرمانهم بانتفاعات الإسلام.
تحدّثت الآيات عن معجزات الله تعالى الكونيّة، ودقّة النظام الليلي والنهاري، بالإضافة إلى مراحل تطور القمر من بدر إلى هلال.
أشارت إلى قدرة الله عزّ وجل على إحياء الموتى، وبعثهم يوم القيامة.
التذكير بالحادثة التي حصلت بالمكذبين للرسل وتمسكهم بالأصنام الذين أرسل إليهم سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام، ونجا من آمن وأهلك من آمن.
استدلال عداوة الشيطان للإنسان، والإرشاد إلى اتباع دعاة الخير.
مواساة النبي صلى الله عليه وسلم بألا يحزن من الذين أشركوا ولم يؤمنوا به.




قصة مؤمن آل ياسين

تمثل قصة مؤمن آل ياسين نبراسًا عن كيفية الدعوة وتحمل الصبر والمشاق لأجل نجاحها وتوصيلها للناس أجمعين، حتى وإن كان الثمن التضحية بالنفس، لكن لم يكتفِ بدعوة قومه وهو حي، بل تمنى دعوتهم بعدما قتلوه، فقد روى الشيخ أحمد فريد قصة مؤمن آل ياسين، فقال: بأن هذه القصة هي من الأمثلة على الدعوة إلى الله تعالى، فإذا كان القوم غاية من التكذيب والكفر والفسوق فلم ينفعهم من نصح الناصحين ولا وعظ الواعظين شيء، فقد أحاط الله تعالى بكل شيء علمًا ويستوي في علمه الشهادة والسر والغيب والعلانية، فبين لنا بأن الشهيد لا يذوق من مس القتل إلا كما يذوق من مس القرصة كما جاء في الحديث الشريف الآتي؛ [ما يجدُ الشَّهيدُ من مسِّ القتلِ إلَّا كما يجدُ أحدُكُم من مَسِّ القرصةِ][??]، فذلك بأن المؤمن قد يموت وهو في الدعوة الإسلامية أو في الجهاد، فقصة أصحاب القرية أو مؤمن آل ياسين، تحكي لنا عن دعوة قوم إلى الله تعالى، فقد انتقل من دار البلاء والجهد إلى دار الجزاء والنعيم، فجاء نزول الآيات {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ? قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}[??]فبينت هذه الآيات الكريمة جزاء مؤمن آل ياسين، فانظروا هنا إلى سلامة قلب المؤمن وحرصه على هداية قومه رغم أنهم قتلوه، فلما عاين رحمة الله تعالى قال: يا ليت قومي نظروا إلى هذا النعيم الذي انتقلت إليه وإلى هذه الكرامة، والدليل على ذلك نزول هذه الآيات، قال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ? قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}[??]، تمنى المؤمن لو أن قومه الذين قاموا بقتله نصرًا للباطل وغيرة على كفرهم اطلعوا على السعادة في جوار رب العالمين والنعيم المقيم للأبد، لعل هذا الشيء يجعلهم يرجعون ويتوبون إلى الله تعالى.

وقد كانت عاقبة الكافرين هي كفرهم فكانت من أبشع العواب وأوخمها، فقال الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)}[??]، فنلاحظ بأن الخاتمة هنا كانت عكس خاتمة قصة مؤمن مع آل فرعون، فمؤمن آل فرعون مكر به قومه، فحماه الله تعالى من كيدهم ومكرهم، لكنهم هنا قتلوه، فعلى كل حال المؤمن رابح سواء نجاه الله تعالى من المكذبين في الدنيا، أو قتله الكافرون، فإن أجره على الله تعالى وهو رابح..[??]




المراجع
^ أ ب ""سبب نزول سورة يس""، kololk، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2019. بتصرّف.
? ""الدرر السنية""، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2019.بتصرّف.
? رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7592، إسناده صحيح.
? ""قراءة سور خاصة لتوسيع الرزق ""، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2019. بتصرّف.
? سورة يس، آية: 12.
? سورة يس، آية: 77،87،79.
? ""معنى كلمة يس‌ ""، almerja، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2019.بتصرّف.
? ""تفسر آيات من أول سورة يس""، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2019. بتصرّف.
? ""مقاصد سورة (يس)""، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2019. بتصرّف.
? رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1668، حسن صحيح.
? سورة يس، آية: 26،27.
? سورة يس، آية: 26،27.
? سورة يس ، آية: 28،29.
? ""قصة مؤمن آل ياسين""، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2019. بتصرّف."