فوائد في قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله}

الكاتب: المدير -
فوائد في قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله}
"فوائد في قوله تعالى: ? وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ?

 

? فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ? [غافر: 44، 45].

 

قال تعالى: ? قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ? [الأنعام: 63، 64].

 

? وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ? [يونس: 107].

 

إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مِن لَيْلَتِكَ، فأنْتَ علَى الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَتَكَلَّمُ بهِ، قالَ: فَرَدَّدْتُهَا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، قُلتُ: ورَسولِكَ، قالَ: لَا، ونَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ؛ الراوي: البراء بن عازب | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 247 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، التخريج: أخرجه البخاري (247)، ومسلم (2710).

 

حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون؛ متفق عليه.

الجأ إليه إذا دَهَتْك ملمةٌ
واقصد جناب الواحد القهار
واعلم بأن الله جل جلاله
هو كاتب الأرزاق والآجل
تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي
وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي
وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ
سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ
وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ
فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً
وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ

 

أجمل ما قيل في القدر والرضا بالله:

ما شئت كان وإن لم أشأ
وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد لما قد علمت
ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد
ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت وهذا خذلت
وذلك أعنت وذا لم تعن

 

? أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ? [الشرح: 1 - 8].

 

‏إذا ضاقت بك الدنيا ففكر في الم نشرح، فعسر بين يسرين متى تذكرهما.

‏توكَّل على الرحمن في الأمر كُلِّهِ.

ولا ترغبن في العجز يومًا عن الطلب

ألم تر أن الله قال لمريمَ..

وهُزِّي إليك الجذعَ يسَّاقط الرطب

فلو شاء أن تجنيه من غير هزَّةٍ..

جنته ولكن كُلُّ شيءٍ له سبب

 

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا؛ التخريج: أخرجه الترمذي (2344) واللفظ له، وابن ماجه (4164)، وأحمد (205).

 

عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما، قال: حسْبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلِ، قالها إبراهيمُ صلَّي الله عليه وسلَّم حينَ ألْقِيَ في النَّارِ وقالها محمدٌ صلَّي اللهُ عليه وسلَّم حين قالوا: إِنَّ النَّاس قد جمعوا لكم فاخْشَوهم فزادهم إيمانًا، وقالوا: حسْبنا الله ونِعْمَ الوكيلِ»؛ رواه البخاري.

 

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مَن نَزَلتْ به فَاقةٌ، فأَنَزَلَها بالنَّاسِ، لَم تُسدَّ فاقتُه، ومَن نَزلَتْ به فاقةً، فأنزلَها باللهِ، فيُوشِكُ اللهُ له برزقٍ عاجلٍ، أو آجلٍ؛ رواه الإمام الترمذي، التخريج: أخرجه أبو داود (1645)، والترمذي (2326) واللفظ له، وأحمد (3696).

 

الشرح:

الاستِعانةُ باللهِ سُبحانَه وتعالى وتَعلُّقُ القلبِ به مِن أهمِّ ما يُفرِّجُ الهمُومَ، ويَرفَعُ الكرُوبَ في الدُّنيا والآخِرةِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: مَن نزَلتْ به فاقَةٌ، أي: حاجَةٌ شديدَةٌ مِن ضِيقٍ في العيْشِ أو غيرِه، فأنزَلَها بالنَّاسِ، أي: طلَب مِن النَّاسِ ما يرفَعُ عنه حاجَتَه، واعتمَد عليهم في رفْعِ تلك الحاجَةِ الَّتي حدَثتْ له، كان عِقابُه لَم تُسدَّ فاقَتُه، أي: لَم تُرفَعْ عنه تلك الحاجَةُ؛ فقد سأَل واعتمَد على مَن لا يملِكُ له نفْعًا ولا ضَرًّا، ومَن نزَلتْ به فاقَةٌ، أي: حاجَةٌ شدِيدةٌ؛ مِن ضِيقٍ في العيْشِ أو غيرِه، فأنزَلَها باللهِ، أي: سأَل اللهَ أنْ يرفَعَها، واعتمَد عليه، وظنَّ ألَّا يفعَلَ ذلك إلَّا اللهُ، فيوشِكُ اللهُ له برزْقٍ عاجِلٍ أو آجِلٍ، أي: يَقترِبُ له الفرَجُ مِن اللهِ بأنْ يَرزُقَه ما يسُدُّ به حاجَتَه.

 

وهذا كلُّه مِن التَّربيةِ النَّبويَّةِ للمُسلِمينَ على حُسْنِ التَّوكُّلِ على اللهِ وسُؤالِه والطَّلبِ منه، وعدَمِ الرُّكونِ إلى النَّاسِ.

يا صاحب الهمِّ إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانًا بصاحبه
لا تيئَسنَّ فإن الكافي الله
يحدث بعد العسر ميسرة
لا تجزعنَّ فإن الصانع الله
بُليتَ فثِق بالله وارضَ به
إن الذي يكشف البلوي هو الله
والله مالك غير الله من أحدٍ
فحسبك الله في كل لك الله

"
شارك المقالة:
30 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook