في أي سنة كانت حجة الوداع

الكاتب: مروى قويدر -
في أي سنة كانت حجة الوداع

في أي سنة كانت حجة الوداع.

 

 

حجة الوداع:

 

كانت خطبة الوداع لقاء توصية ووداع بين الأمة ورسولها، حيث وصّى الرسول بأحكام الدين، فخاطب فيها صحابته والأجيال من بعدهم، أي أنّه خاطب البشريّة عامة، بعد أن أدى الأمانة وبلَّغ الرسالة، ولخّص مبادئ الرحمة والإنسانيّة، وعوامل تقوية أواصر المحبة والأخوة، وروح التراحم والتعاون وكانت الخطبة أيضاً لقاء وداع الرسول عليه السلام لأمته، ووداعاً لهذه الدار الفانية إلى دار باقية لا نَصَبَ فيها ولا تعب.

 

متى فرضت حجة الوداع:

 

فُرِض الحج في السنة الخامسة للهجرة كما قال الرافعيّ، أو في السنة السادسة كما صحّحها في السير، وتبعه النووي ونقله في المجموع عن الأصحاب، وقيل أيضاً إنّه فُرض في السنة التاسعة للهجرة، حيث أذن الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي بكر أن يحجّ بالناس، فحجّ بهم، وفي السنة العاشرة حجّ الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع بنفسه وكان معه أكثر أصحابه، وسمّيت حجة الوداع بذلك؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ودّع الناس فيها ولم يحجّ غيرها.

 

توصيات خطبة حجة الوداع:

 

تتضمّنت خطبة حجة الوداع عدّة مبادئ وتوصيات، ومنها:

  • التأكيد على حرمة سفك الدماء بغير حق، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: (أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وحرمة شهركم هذا...)
  • إبطال شعارات الجاهليّة، مثل تحريم الربا لقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، دماء الجاهلية موضوعة... وربا الجاهلية موضوع...).
  • الوصاية بالنساء وما لهنّ من حقوق وما عليهنّ من واجبات، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (واستوصوا بالنساء خيرًاً).
  • الوصاية بكتاب الله تعالى، ولزوم التمسّك والاعتصام به، في سبيل العزة والنجاح، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله).
  • الوحدة والمساواة بين المسلمين هي وصية في غاية الأهميّة وتأتي مباشرة من حيث الأهمية بعد الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه، ومع كثرة التوصيات بالوحدة في كلّ حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أنّه اعاد التركيز عليها والتذكير بها في الأيام الأخيرة.
  • التأكيد على العدل، وفيه حرص الرسول عليه السلام على ترسيخه في كلّ مناحي الحياة الإسلاميّة والمجتمع المسلم، ولم يجعله مقتصراً على صعيد التعاملات الدوليّة، أو الحدود والحروب، أو القضايا الكبيرة المهمة، بل جعله يشمل الأسر الصغيرة، والأقارب؛ ليحقّق ذلك السعادة في الدنيا والأخرة.
  • التحذير من الذنوب، وقد ذكر الرسول بأنّ الشيطان قد يئس من أن يعبده الناس، ولكنه لم ييأس من إضلالهم، وسيكون ذلك عن طريق الذنوب حتى الصغيرة منها.
  • الاقتصاد الحلال فمن كلّ الذنوب التي من الممكن أن تُرتكب اختار ذنب الربا؛ لخطورته على الأفراد وعلى الأمم، وأشار بأنّ الدولة التي يقوم اقتصادها على الربا هي دولة في حرب مع الله ورسوله.
شارك المقالة:
403 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook