كانت خطبة الوداع لقاء توصية ووداع بين الأمة ورسولها، حيث وصّى الرسول بأحكام الدين، فخاطب فيها صحابته والأجيال من بعدهم، أي أنّه خاطب البشريّة عامة، بعد أن أدى الأمانة وبلَّغ الرسالة، ولخّص مبادئ الرحمة والإنسانيّة، وعوامل تقوية أواصر المحبة والأخوة، وروح التراحم والتعاون وكانت الخطبة أيضاً لقاء وداع الرسول عليه السلام لأمته، ووداعاً لهذه الدار الفانية إلى دار باقية لا نَصَبَ فيها ولا تعب.
فُرِض الحج في السنة الخامسة للهجرة كما قال الرافعيّ، أو في السنة السادسة كما صحّحها في السير، وتبعه النووي ونقله في المجموع عن الأصحاب، وقيل أيضاً إنّه فُرض في السنة التاسعة للهجرة، حيث أذن الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي بكر أن يحجّ بالناس، فحجّ بهم، وفي السنة العاشرة حجّ الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع بنفسه وكان معه أكثر أصحابه، وسمّيت حجة الوداع بذلك؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ودّع الناس فيها ولم يحجّ غيرها.
تتضمّنت خطبة حجة الوداع عدّة مبادئ وتوصيات، ومنها:
موسوعة موضوع