الإسلام هو رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وخاتم الرسالات السماوية، ظهر لأول في مكة المكرمة، وهي المكان الطاهر الذي وُلد فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأسلم معه العديد من الرجال والنساء، وواجهوا الكثير من العداوة والتعصب والتعذيب، فما كان من سبيل للخلاص من ذلك إلا بالهجرة إلى مكانٍ آمن، وهي المدينة المنورة، وعندما هاجر المسلمون وتركوا ديارهم، خلفوا وراءهم أموالهم وتجارتهم، فاستولت عليها قريش، ولاسترجاع أموالهم المنهوبة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالاستيلاء على قوافل قريش التي كانت تعود مُحمّلة بالتجارة من الشام، ويعتبر هذا هو السبب الأهم في قيام أول غزوة في الإسلام؛ وهي غزوة بدر الكبرى.
غزوة بدر هي أعظم الغزوات في الإسلام؛ لأنها أول الغزوات والمواجهات القتالية التي وقعت بين المسلمين وكفار قريش، وتعتبر أولى الغزوات التي قادها قائد الدولة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما أعلن بدءها والتحرك للقتال كان المسلبمون صائمين في شهر رمضان المبارك، فكان يوم السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة هو التاريخ الفعلي لظهور الدولة الإسلامية وإعلان قوتها في جزيرة العرب، وأصبح لها شأن قوي وقوة لا يستهان بها، وساهمت في دخول الكثيرين في الإسلام، مما أدى إلى انتشاره إلى بقاع مختلفة من جزيرة العرب، ثم اتسع الإسلام فيما بعد إلى خارج الجزيرة العربية.
التقت الجيوش في موقعة بدر، ودار قتال عنيف انتهى بانتصار المسلمين، واستشهاد 13 رجلاً منهم، وخسارة جيش قريش الذين قُتل منهم 70 رجلاً، أُسر منهم 70 رجلاً أيضاً، وفرح المسلمون بهذا الانتصار، وبالغنائم التي عادوا بها إلى المدينة المنورة، فغزوة بدر هي أم المعارك والغزوات في إظهار الحق ونصرة الدين الإسلامي، وتعتبر غزوة بدر وغزوة الفتح هما الغزوتان الوحيدتان اللتان قادهما الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان المبارك.