معركة أو غزوة الطائف هي المعركة التي استخدم فيها النبي عليه الصلاة والسلام المنجنيق لأول مرّة، وقد حدثت المعركة في السنة الثامنة للهجرة، حيث كانت بين عدد من المسلمين قرابة (12000) بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام، وقبيلة ثقيف وبعض الأشخاص الفارين من منطقة هوازن.
مدينة الطائف هي مدينة تقع في المملكة العربية السعودية ضمن منطقة مكة المكرمة في الجهة الغربيّة من البلاد على منحدرات جبال السروات، وتبعد عن مكة المكرمة قرابة 68 كيلومتراً وترتبط بها بطريقين هما: من خلال جبال كرا أو عقبة الهدا، والطريق الآخر عبر السيل الكبير بطول 90 كيلومتراً. تتميّز المدينة بأنّها ملتقى رئيسي لكل القادمين من شرق وغرب وشمال وجنوب المملكة.
عندما وصل الرسول عليه الصلاة والسلام ومعه المسلمون إلى منطقة الطائف عسكروا هناك، وباختلاف الروايات أنّهم ظلوا عدّة أيام وحاصروا المنطقة، ويقال أنه خلال مدّة الحصار أن المسلمين تم رميهم رمياً شديداً من قبل أهل الحصار، حيث قُتِل 12 شخصاً من المسلمين، فقدم الصحابي الجليل الحُباب بن المنذر المشورة بأن يبتعد المسلمون عن أسوار الحصن لكي لا تصيبهم سهام أهل الحصن، وبالفعل عسكر الرسول عليه الصلاة والسلام في مكان أبعد ليحاصرهم من هناك.
قام النبي عليه الصلاة والسلام بالمحاولة لضربهم وفك الحصار بأكثر من طريقة؛ فأشار سلمان الفارسي على النبي بصناعة منجنيق؛ لقذف حصون مدينة الطائف بالحجارة، حيث صنعوا دبابة من الخشب ليختبئ تحتها الجنود للوصول للقلاع، ثم بدأ المسلمون بقذف الأسوار بالمنجنيق، وساروا تحت الدبابة الخشبية وكسروا جزءاً من الأسوار وكادوا الدخول للطائف، لولا أنّ أهل الحصن قاموا بمفاجأة النبي والمسلمين برميهم بالحسك الشائك والمحمّى بالنار(أي أشواك من الحديد بحجم ضخم تم تسخينها بالنار حتى احمرّت، ثم ألقوها عليهم).
استمرّ حصار المسلمين لمدينة الطائف 40 يوماً، حيث أعدوا أهل الطائف ما يكفيهم لمدة سنة، ممّا جعل من النبي صل الله عليه وسلم أن يرفع الحصار عنهم بعد استشارته للصحابي الجليل نوفل بن معاوية، فعادوا إلى المدينة المنورة.