فيتامين B6 و أهميته

الكاتب: نور الياس -
فيتامين B6 و أهميته

فيتامين B6 و أهميته.

 

 

فيتامين B6

 

إن فيتامين B6 من فيتامينات B المركبة القابلة للذوبان في الماء، وتم استخلاصه لأول مرة في ثلاثينات القرن العشرين. ففي عام 1934، أعلن " جورجي " أن فيتامين B2 يتكون من نوعين من الفيتامينات، وهما الريبوفلافين وفيتامين B6 الذي يحمي الفئران من الآفات الجلدية. وتم استخلاص فيتامين B6 في عام 1938 بواسطة العديد من المعامل، وتم التعرف على تركيبه بعد ذلك بوقت قصير.

وهناك ست أشكال من فيتامين B6، وهي البيريدوكسين والبيريدوكسال ( Pyridoxal ) والبيريدوكسامين ( pyridoxamine ) ومشتقاتها التي تحتوي على الفوسفات وهي فوسفات البيريدوكسين وفوسفات البيريدوكسال وفوسفات البيريدوكسامين. وهذه الأشكال الثلاثة تكون نشطة بشكل متساوٍ في الجسم كمكونات لمساعد الإنزيم.

نظراً لأن فيتامين B6 قابل للذوبان في الماء، فإنه يتم امتصاصه بسهولة من الأمعاء الدقيقة. ويقوم الجسم بتخزين كميات ضئيلة من هذا الفيتامين على الرغم من وجود كميات بسيطة في جميع أنسجة الجسم. وتوجد أكبر كمية مخزنة من هذا الفيتامين في الكيد والمخ والكلى والطحال والعضلات. وتُعتبر العضلات هي أكبر مكان يتم فيه تخزين فيتامين B6 في جسم الإنسان.  بالإضافة إلى ذلك، فإن فيتامين B6 يكون ثابتاً في الحرارة والأحماض ولا يتأثر بها. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يتأثر بالضوء والقلويات. أما بالنسبة لأشكاله الأخرى، فإن البيريدوكسين أكثر مقاومةً لظروف معالجة الطعام وتخزينه، وقد يكون هو أهم أشكال هذا الفيتامين في أنواع الطعام المختلفة.

 

المصادر الغنية بفيتامين B6

 

يتوفر فيتامين B6 في الكثير من الأطعمة، ولكن معظمها يحتوي على كميات بسيطة منه. وتُعد الحبوب الكاملة من المصادر الغنية بفيتامين B6، ولكن معظمه يضيع في عملية الطحن. علاوة على ذلك، تكون كمية الفيتامين الموجودة في الحبوب والبقوليات محدودة نظراً لارتباطها بمكونات أخرى مثل ألياف النباتات. وبشكل عام، تُعتبر كمية فيتامين B6 المتوفرة في الأغذية الحيوانية أكبر من تلك المتوفرة في الأغذية النباتية.
من المصادر الأخرى الغنية بفيتامين B6 أيضاً الكبدة والكلاوي وأنواع اللحوم الأخرى والبذور. أما بالنسبة لحبوب البقوليات الجافة والخضروات الورقية والفول السوداني وبعض الخضراوات مثل البطاطس، فتحتوي أيضاً على كميات وفيرة من فيتامين B6. ومن بين الفواكه يُعد الموز من أكثر الفواكه الغنية بهذا الفيتامين. على الجانب الآخر، يحتوي كل من اللبن والبيض على كميات محدودة من هذا الفيتامين. وتجدر الإشارة إلى أنه يتم فقدان جزء من فيتامين B6 الموجودة في الأطعمة أثناء الطهي.

في الواقع، لم يتم إجراء دراسات دقيقة بخصوص كمية فيتامين B6 التي تحتوي عليها الأطعمة الهندية.
من النادر أن يحدث نقص في فيتامين B6 نتيجة عدم تناول كميات مناسبة منه في الأطعمة المختلفة، على الرغم من أن مدمني الكحوليات يكونون أكثر عرضة لنقص هذا الفيتامين نظراً لتناولهم كمية قليلة منه ولضعف عملية التمثيل الغذائي لهذا الفيتامين في أجسامهم. ويؤدي نقص هذا الفيتامين إلى وجود مشكلات في عملية التمثيل الغذائي بسبب عدم إنتاج كمية كافية من فوسفات البيريدوكسال. ويظهر هذا النقص بشكل طبي في صورة أمراض جلدية وعصبية. ومن أعراض نقص فيتامين B6 الضعف العام وسرعة الانفعال والأرق والتهاب الأعصاب وتشقق واحمرار الشفاه والتهاب اللسان والفم. أما الأعراض المتقدمة لنقص هذا الفيتامين فتشمل تأخر النمو وضعف عمل الجهاز الحركي والإصابة بالتشنجات. بالإضافة إلى ذلك، يضعف عمل جهاز المناعة نتيجة نقص فيتامين B6.

نظراً لتوفر فيتامين B6 في الأطعمة المختلفة، فمن النادر أن يحدث نقص في هذا الفيتامين. ومع ذلك، فقد تساهم بعض الأدوية في حدوث مثل هذا النقص. فمثلاً، هناك أحد الأدوية الذي يُعرف باسم "الأيزونيكوتينيك أسيد هيدرازايد" Isonicotinic Acid Hydrazide (INH)، والذي يُستخدم لعلاج مرض السل. وهذا الدواء يبطل مفعول فيتامين B6، وغالباً ما تظهر لدى الأشخاص الذين تتم معالجتهم بهذا الدواء أعراض نقص فيتامين B6.
بالإضافة إلى ذلك، تحتاج المرأة الحامل والمرأة التي تستخدم حبوب منع الحمل عن طريق الفم إلى كميات أكبر من هذا الفيتامين، كما أنهن يكن أكثر عرضة لنقص فيتامين B6.

لوحظ نقص فيتامين B6 أيضاً في الأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية أو يتناولون طعاماً يفتقر إلى هذا الفيتامين؛ حيث يتعرض هؤلاء الأطفال لنوبات انفعال عصبية ونوبات تشنج. ومن الجدير بالذكر أن نوبات التشنج هذه تقل بشكل كبير عند تناول مكملات فيتامين B6.

 

خطورة الإفراط في تناول فيتامين B6

 

يؤدي الإفراط في تناول فيتامين B6 إلى الإصابة بحالة من التسمم الفيتاميني. ولكن يُعد التسمم الحاد بفيتامين B6 أمراً نادر الحدوث. وعلى الرغم من ذلك، إذا تم تناوله بجرعات علاجية كبيرة، كما هو الحال عند علاج متلازمة ما قبل الحيض، فقد تكون هناك بعض الآثار الضارة له في الجسم. ومن أعراض التسمم بفيتامين B6 نتيجة الإفراط في تناوله الاكتئاب والإرهاق وسرعة الانفعال والصداع وعدم تناسق شكل العضلات وتلف الأعصاب، مما يؤدي إلى الإصابة بالتنميل وضعف العضلات وعدم القدرة على السير. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تناول الجرعات العالية من هذا الفيتامين بحذر. ونظراُ لتداخل عمليات التمثيل الغذائي للمواد الغذائية المختلفة، فمن الممكن أن يؤدي تناول جرعات عالية من هذا الفيتامين إلى حدوث نقص في فيتامينات أخرى.

 

وظائف فيتامين B6

 

يعمل فوسفات البيريدوكسال – أحد أشكال فيتامين B6 – كمساعد للإنزيم. كما أنه يلعب دوراً حيوياً في عمل ما يقرب من 100 إنزيم، والتي يشترك معظمها في عملية التمثيل الغذائي للأحماض الأمينية. وتقوم الأحماض الأمينية بتكوين البروتينات؛ لذا، يلعب فيتامين B6 دوراً حيوياً في عملية التمثيل الغذائي للبروتينات، بعكس الفيتامينات الثلاثة السابقة القابلة للذوبان في الماء واللازمة لإتمام عملية التمثيل الغذائي للمواد الغذائية الثلاث المنتجة للطاقة – وهي الكربوهيدرات والدهون والبروتينات. وإليك فيما يلي بعض الأمثلة على الإنزيمات التي تعتمد على فيتامين B6.

 

شارك المقالة:
152 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook