فيروس كورونا

الكاتب: باسكال خوري -
فيروس كورونا

فيروس كورونا.

أعراض الكورونا

 

تُعرَّف فيروسات كورونا (corona viruses) بأنَّها فيروساتٌ شائعةٌ قد يصاب بها الشَّخص في أيِّ وقت من حياته. وكثيراً ما يكون ذلك لمرَّةٍ واحدةٍ فقط في مرحلة الطُّفولة. وعادةً ما لا تسبِّب هذه الفيروسات أمراضاً خطيرة، بل بسيطة إلى متوسطة الشِّدة في الجزء العلوي من الجهاز التَّنفسي، منها البرد والتهاب الجيوب الأنفيَّة. لكنَّها في بعض الحالات قد تسبب جائحاتٍ مرضيَّةً.

وتُعرَّف فيروسات كورونا بهذا الاسم كون الفيروس يحمل بروزاتٍ مشابهةٍ للتاج (crown) على سطحه.

وقد تمَّ التَّعرُّف على الشَّكل البشريِّ من هذه الفيروسات في منتصف السِّتينات من القرن الماضي. وتنقسم هذه الفيروسات إلى 4 فروعٍ تُعرَّف بالألفا والبيتا والغاما والديلتا. فيروسات الكورونا التي تسبب الأمراض للبشر هي الآتية:

  1. فيروسات كورونا ألفا 229E و NL63.
  2. فيروسات كورونا بيتا OC43 و HKU1 و SARS-CoV، وهو فيروس الكورونا المسبب لمرض السارس (SARS) وهو متلازمة الجهاز التَّنفسيِّ الشَّديدة الحادَّة، و MERS-CoV ، وهو فيروس الكورونا المسبب لمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East respiratory syndrome (MERS-CoV). 

أمَّا فيروسات كورونا الَّتي تصيب الحيوانات، فمعظمها يصيب نوعاً واحداً من الحيوانات ولا يسبب الأذى للبشر. لكن الـ SARS-CoV والـ MERS-CoV يصيبان البشر والحيوانات معاً، ومن تلك الحيوانات الكلاب والقطط والقوارض والجمال.

فيروس الكورونا: بعض الارقام

في عام 2012، ظهرت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لأول مرة في السّعوديَّة وعددٍ آخر من دول الشَّرق الأوسط، وذلك بالإضافة إلى آسيا وإفريقيا وأوروبا. وقد توفي على أثرها 475 شخصاً. أما في نيسان من عام 2014، فقد كان أول ظهورٍ لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في حالتين في الولايات المُتَّحدة، وتحديداً في ولايتي إنديانا وفلوريدا. وقد تمَّ إدخال حالة إنديانا إلى المستشفى. ويُذكر أنَّ الحالتين كانتا قد عادتا مؤخراً من السّعوديَّة. وفي أيار من عام 2015، ظهرت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية على شكل جائحةٍ مرضيَّةٍ في كوريا، حيث كانت الجائحة pandemic الأكبر خارج شبه الجزيرة العربيَّة.

كما وقد سبب السارس جائحةً مرضيَّةً أدَّْت إلى وفاة العديدين في عام 2003. لكن منذ عام 2015، لم يتم تسجيل أيِّ حالة من السارس. وممَّا هو معلوم، فإن الميرس والسارس هما نوعان من فيروسات كورونا.

كيفيَّة انتشار فيروسات كورونا

تنتشر معظم أنواع فيروسات كورونا بنفس الطَّريقة التي تنتشر بها فيروسات البرد، وذلك إمَّا عبر العطس أو السُّعال أو لمس وجه أو يد المصاب أو استخدام حاجيَّاته الخاصَّة.

تُعدُّ فيروسات الكورونا فيروسات شائعة على نطاق العالم. هناك أنواعٌ متعدِّدةٌ من فيروسات كورونا الَّتي باستطاعتها أن تسبِّب المرض للبشر. وعادةً ما يكون هذا المرض التهاباً بسيطاً إلى متوسط الشِّدةٍ في الجزء العلويِّ من الجهاز التَّنفسيِّ، والذي تتضمن أعراضه الآتي:

  1. السُّعال.
  2. ألم الحلق.
  3. سيلان الأنف.
  4. ارتفاع درجات الحرارة.

هذه الفيروسات تسبِّب أيضاً في بعض الأحيان التهاباتٍ في الجزءِ السُّفليِّ من الجهاز التَّنفسيِّ، من ذلك مرض ذات الرِّئة (pneumonia)، غير أن هذا يُعدُّ أكثر شيوعاً لدى كبار السِّنِّ والمصابين بضعفٍ أو خللٍ في جهاز المناعة ومصابي أمراض القلب والأوعية الدَّمويَّة.

أعراض مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

بالإضافة إلى ضيق الأنفاس والسُّعال وارتفاع درجات الحرارة، فقد يُؤدِّي الفيروس المسبب للميرس إلى مشاكل في الجهاز الهضميِّ، منها الغثيان والتَّقيؤ والإسهال. ويُتبَع ٌذلك لدى العديدين بمضاعفات أكثر شدَّة، منها الفشل الكلويِّ وذات الرِّئة. وتصل نسبة الوفيات من المصابين بهذا المرض إلى 30 - 40%. وقد كانت معظم حالات الوفاة لدى مصابين بأمراضٍ آخرى.

وحتَّى الآن، فقد وجدت الأبحاث أنَّ من لديهم أمراضٌ موجودةٌ مُسبقا--منها أمراض القلب والرِّئة والكلية المزمنة والسرطان وللسُّكَّري--كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالميرس مقارنة بغير المصابين، كما وكانوا أيضاً أكثر عرضةً للإصابة بحالاتٍ شديدةٍ منها. نفس الأمر ينطبق على من لديهم خلل في جهاز المناعة.

وعادةً ما تكون مدَّة حضانة الميرس 5 إلى 6 أيام. وتُعرَّف مدَّةُ الحضانة بأنَّها المُدَّة بين التَّعرض للفيروس المسبِّب لها وظهور الأعراض. وقد تتراوح هذه المُدَّة ما بين يومين إلى 14 يوماً.

أعراض المتلازمةُ التنفُّسية الحادَّة الوخيمة السَّارس

عادةً ما تبدأ أعراض السَّارس بارتفاعٍ في درجات الحرارة يصل إلى ما يزيد عن 38° مئويةٍ. وقد تبدأ لدى البعض على شكل أعراض بسيطة في الجهاز التَّنفسيِّ. أما الأعراض الأخرى فهي قد تتضمَّن شعوراً عاماً بعدم الرَّاحة وصداع وآلام الجسم. ويذكر أن نحو 10 - 20% من المرضى يصابون أيضاً بالإسهال. وبعد يومين إلى أسبوعٍ من بدء الأعراض، يصاب العديد من المرضى بالسُّعال الجافِّ. ومعظم المرضى يصابون أيضاً بذات الرِّئة.

العوامل الَّتي تزيد من احتماليَّة الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

لا يُعدُّ عامل السَّنَّ ضمن العوامل الَّتي تزيد من احتماليَّة الإصابة بالميرس، فهو قد يصيب الشخص في أيِّ سنٍّ ومن أيِّ فئةٍ عمريةٍ كان. لكن كبار السِّنِّ يُعدُّون أكثر ميلاً للإصابة بالحالات الشَّديدة منه، حالهم كحال مصابي أمراض معيَّنة، منها أمراض الكبد والقلب ومرض السُّكَّري.

لكنَّ الاتصال المباشر مع مصاب بهذا المرض هو أحد تلك العوامل. وتُعدُّ فئة اختصاصيي الصِّحَّة ومُقدمي الرِّعاية الصِّحية للمصاب والمشتركين مع المصاب في المنزل أكثر عرضةً للإصابة مقارنةً بغيرهم. كما وأنَّ ملامسة السَّوائل الجسديَّة وإفرازات الجهاز التَّنفسي للجمل وتناول لحمه نيئاً أو غير مطبوخٍ بشكلٍ جيدٍ، فضلاً عن تناول منتجات الألبان الخاصة به غير المبسترة قد يزيد من احتمالية الإصابة، وذلك في شبه الجزيرة العربيَّة وما حولها من البلدان. لذلك، فيُعدُّ التَّعامل مع الجمال الحيَّة أو مع لحومها ومنتجات لبنها أحد العوامل الَّتي تزيد من احتماليَّة الإصابة. لكن ليس جميع أنواع الجمال تُسبِّب الميرس.

ويُذكر أنَّه يجب فحص المسافرين من شبه الجزيرة العربيَّة وما حولها من الدُّول للإصابة بهذا الفيروس.

العوامل الَّتي تزيد من احتماليَّة الإصابة بالسَّارس

يحدث السارس نتيجة للتعرُّض لأحد مصابيه أو لأحدٍ قادمٍ من دولةٍ ينتشر فيها الفيروس. ويُعدُّ تقدُّم السِّنِّ أحد العوامل الَّتي تزيد من احتماليَّة الإصابة به. كما وأنِّ الذُّكور أكثر عرضة للإصابة به من الإناث.

ويُشار إلى أنَّ من لديهم أمراض معيَّنة يعدُّون أيضاً أكثر عرضة للإصابة به، من ذلك النَّوع (ب) من التهاب الكبد الوبائيِّ (hepatitis B) والسُّكَّري.

تتضمَّن الأساليب التي يتم من خلالها تشخيص وجود فيروسات الكورونا الفحوصات المخبريَّة، وزراعات الأنف والحلق، وفحوصات الدم. فهذه الأساليب تدلُّ على أنَّ الالتهاب ناجمٌ عن هذه الفيروسات أم لا، غير أنَّه عادة ما لا يكون هناك داعٍ لذلك كونه لا يغيِّر من العلاج، فهذه الالتهابات عادة ما تزول من تلقاء نفسها خلال أيام قليلة.

لا يوجد هناك علاج شافٍ من فيروسات الكورونا، فما على المصاب إلَّا استخدام المسكِّنات وغيرها من الأدوية الَّتي تباع من دون وصفة طبيِّة، منها الأدوية المضادَّة للهيستامين، فضلاً عن الاعتناء بنفسه عبر القيام بالنصائح الآتية:

  • شرب كمياتٍ كافيةٍ من السَّوائل.
  • أخذ أقساطٍ كافيةٍ من الرَّاحة.
  • تجنُب التدخين والأماكن التي تحتوي على الدخان.

وتتضمن الأدوية التي ينصح باستخدامها الباراسيتامول (paracetamol) والنابروكسين (naproxen) والأبيوبروفين (ibuprofen) كونها مسكنات وخافضات للحرارة.

لا يوجد هناك تطعيم او لقاح واقٍ من فيروسات كورونا، ولكن بإمكان الشخص وقاية نفسه من هذه الفيروسات بنفس الخطوات التي تتمُّ بها الوقاية من البرد كالآتي:

  • قم بغسل يديك بشكل جيِّد ومطول بالماء والصابون.
  • ابعد يديك وأصابعك عن أنفك وفمك وعينيك. 
  • تجنَّب التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين.

 

شارك المقالة:
116 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook