فيما تعرف به زيادة الهمزة والميم

الكاتب: رامي -
فيما تعرف به زيادة الهمزة والميم

فيما تعرف به زيادة الهمزة والميم :

[فيما تعرف به زيادة الهمزة والميم]
تعلم زيادة الهمزة والميم بتصديرهما ووجدان ثلاثة أصول بعدهما1 نحو: أُصْبَع، ومِخْلَبَ2.
فإن كان مع الثلاثة التي بعدهما حرف لين فهو - أيضاً – زائد  كـ" إسْكاف3، وإِبْرِيق، وأُسْلُوب ".
فإن كان أحد الثلاثة حرف لين أو مكرراً فهو أصل والهمزة أو الميم زائدة نحو: " أورق4، وأيدع5، وموئل6، وميسر 7، وأشُدُّ 8/ (5-أ) ومِجَنَّ 9 فإن انفك المثلان كـ" مَهْدَد " فأحدهما زائد إلاَّ أن يوجب تقدير زيادته استعمال ما أهمل كـ" مَحْبَبٍ "10 فإنَّه " مَفْعل "؛ لأن تقدير زيادة إحدى باءيه يوجب أن يكون الأصل "  م. ح. ب ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ينظر الكتاب 4/235-237، والمقتضب 1/58، 3/315، والمنصف  1/129، والوجيز ص 31-33، والملوكي ص 150، والممتع ص 239، وسر الصناعة 1/121.
2 -المخلب للطائر والسباع بمنزلة الظفر للإنسان.
3 -الإسكاف: هو الصانع. يُنْظَر شرح أبنية سيبويه للدَّهَّان ص 37، وللجواليقي ص 30.
4 -أورق الرجل: كثر ماله. وأورق الشجر: خرج ورقه. والأورق هو الذي في لونه بياض إلى سواد. وقيل هو الذي يضرب لونه إلى الخضرة. الصحاح ( و ر ق ).
5 -الأيدع: الزعفران. ويقال: صبغ أحمر. ينظر المنصف 3/16
6 -الموئل: المرجع.
7 -الميْسر: قمار العرب بالأزلام. ينظر: الصحاح ( يَسَر ).
8 -الأشُدُّ: سن القوة، وهي من ثماني عشرة إلى ثلاثين، وقيل أربعين.
9 -المِجَن: الترس الذي تتقى به أسلحة العدو في الحروب.
10-مَحْبَب: اسم رجل. ينظر: المنصف 1/141-142، والممتع 1/252 وينظر في هذه المسألة: الكتاب 4/306، وشرح الشافية 2/350.

***********************************************

وهو تركيب أهملت العرب جميع وجوهه، وكذلك إن سقط حرف اللين في بعض التصاريف فهو زائد، والهمزة أو الميم أصل كواو " أَولق " - وهو الجنون - فإنَّها زائدة لسقوطها في قولهم: أُلِق الرجل أَلَقا فهو مألوق أي جُنَّ، هذا هو الأشهر 1.
وبعض العرب يقول: وُلق وَلقاً فهو مولوق، بمعنى جُنَّ أيضاً. حكاه ابن القطاع 2.
فعلى هذا يكون وزن " أولق " أَفْعَل3. وعلى الأول يكون وزنه فوعلا4.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ينظر الكتاب 3/195، 4/308، 324، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 42.
2 هو علي بن جعفر بن علي السعدي الصقلي أبو القاسم بن القطاع، كان  إماماً في اللغة، من مؤلَّفاته كتاب الأفعال الذي اشتهر به، توفي رحمه  الله سنة 515 ه.  تنظر ترجمته في: إشارة التعيين ص 213، وإنباه الرواة 2/236، والأعلام 5/76، ووفيات الأعيان 1/427.
3 ينظر ما نسب له في كتاب الأفعال: 1/46، فقد قال فيه: (أَلَقَ أَلَقا مثل: وَلَقَ أي كذب، وأُلِقَ ألَقاً جُنَّ ). وقال في 3/310: ( ولقت الدواب ولقا أسرعت، والكلام دبره، وأيضاً كذب فيه، وبالرمح طعن طعناً خفيفاً وعينه لطمها وبالسيف ضربه ). ومِمَّن أجاز كون الهمزة زائدة أبو علي الفارسي، كما في التكملة  ص546، وهو مروي عن الكسائي كما في الخصائص 3/291،والمنصف 1/116.
 ونسب ابن جني في الخصائص 1/9 إلى أبي إسحاق القول بجواز كونه: (أفعل) من وَلَقَ يَلِق. وهذا مخالف لكلامه فيما ينصرف وما لا ينصرف ص 14-15 فقد  حكم فيه بأنَّ وزنه لا يخرج عن ( فوعل ) حتى وإن كان من ( وَلَق ) الذي الواو فيه أصلية، فهو  يقول: ( فكذلك يجب أن يكون " فَوْعَل " والواو فيه أصل، فيصير الأصل فيه " وَوْلَقا " فتبدل من الواو الأولى الهمزة ).
4 هذا هو اختيار سيوبه وجمهور المحققين.ينظر: الكتاب 4/308، والمنصف 1/113،116، والتكملة ص 146، والممتع 1/42، 55، 233، 291، وشرح الشافية 2/343، والمخصص 3/54، 7/109، وابن يعيش 9/145، وسفر السعادة 1/94-95.

************************************************

فإنْ كانت الأصول أكثر من ثلاثة بعد الهمزة أو الميم فهي أصل كـ" إصطبل "1، و " مَرْزَجُوش "2 وزنهما " فِعْلَل " كـ " جِرْدَحْل "3 وفَعْلَلُول كـ " عَضْرَفُوط "4.
والياء المصدرة كالهمزة والميم في جميع ما ذكر، حتى في أصالتها إنْ تصدَّرت في اسم خماسي جامد كـ " يَسْتَعُور " وهو شجر، واسم أرض5 " أيضاً "6.
فصل
يحكم أيضاً بزيادة الهمزة المتأخرة بعد ألف زائدة قبلها ثلاثة أصول أو أكثر كـ " عِلْبَاء7 وقُرْفُصَاء8".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الإصطبل: المكان الذي توضع فيه الخيل، وهو معرب. قال ابن دريد في  الجمهرة 3/311: الاصطبل وليس بعربي. وينظر في أصالة همزته: الممتع 1/231، وسفر السعادة 1/71.
2- المرزجوش: نبت طيب الريح ويسمى العنقز، وهو فارسي أصله: مُرْدَكوش – بضم الميم - أي ميت الأُذُن. ينظر المعرب ص 358، وسفر السعادة 1/461.
3- جِرْدَحْل: أي غليظ. ينظر: المنصف 3/5
4- العَضْرَفُوط: العظاية الضخمة العريضة، وتُطْلَق على ذكر العظاء. ينظر في وزنه: الكتاب 4303، وشرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 140، والمنصف 3/12، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 123، والممتع 1/165، 289، 2/734، وشرح الشافية للرضي 1/9، 52.
5- تقدم الكلام عليها في الحاشية (2) ص 54 فارجع إليها.
6- كلمة " أيضاً " لا توجد في ب.
7- العِلْباء: عرق في العُنُق. ينظر الكتاب 3/214، 420، وشرح أمثلته للجواليقي ص 129، وشرحها لابن الدهان ص 126، والممتع1/122، 151، 363، وشرح الشافية للرضي 3/177.
8- القُرْفُصاء: جلسة، وهي أن يجلس على إليتيه ويلصق فخذيه ببطنه. ينظر: الكتاب 4/296، وشرح أمثلته للجواليقي ص 153، وشرحها لابن الدهان ص 140، والممتع 1/134، 160.

***********************************************

وتشارك الهمزة فيما لها متأخرة النون نحو: " سِرْحَان1، وزَعْفَرَان2".
والاستدلال على زيادة الحرف بسقوطه في بعض التصاريف لغير عِلَّة، وعلى أصالته بلزومه في جميع التصاريف3 راجح على كل دليل كلزوم ميم " معد " في قولهم: تَمَعْدَدَ تَمَعْدُداً فهو مُتَمَعْدِدٌ إذا تشبَّه بمعد4، مع انتفاء صيغة تقارب هذا المعنى عارية من الميم.
بخلاف: " تَمَنْدَل "5 ونحوه، فإنَّهم قالوا في معناه: تَنَدَّل6، فدلَّ على أنَّ الميم زائدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -السرحان: الذئب. واهل الحجاز يسمون الأسد سرحاناً، وسرحان الحوض وسطه. شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 104، وشرحها لابن الدهان ص 98، والكتاب 4/252، وشرح الشافية للرضي 1/201، 2/336، والممتع 1/139.
2 -ينظر الوجيز في علم التصريف ص 34، والممتع 1/160، 261، والصحاح ( زعفر ).
3 ذكر الصرفيون عِدَّة أمور يستدل بها على أصالة الحرف منها:
أ - ثبوته في جميع تصاريف الكلمة.
ب - انتفاء أدلة الزيادة باشتقاق أو غيره.
ج - أن لا يكمل أقل الأصول إلاَّ به كحروف ( يوم ).
د - مباينته لحروف الزيادة التي يجمعها قولهم ( سألتمونيها ).
هـ - تصديره قبل أكثر من ثلاثة أصول في غير فعل أو اسم يشبهه.
4 قال المازني في تصريفه: ( فأمَّا معد فالميم فيه من نفس الحرف لقول العرب تمعدد ).
 قال أبو الفتح: اعلم أنَّه إنَّما كان ( مَعَد ) من تمعدد؛ لأنَّ ( تمعدد ) تكلم بكلام معد. المنصف 1/129. وينظر الكتاب 4/308، وشرح الملوكي ص 154، والممتع  1/25، وسفر السعادة 1/183-184، واللسان ( معد ).
5 -تمندل: تمسَّح بالمنديل.
6 -قال الجوهري في الصحاح ( ندل ): والمنديل معروف. تقول فيه: تندلت بالمنديل وتمندلت، وأنكر الكسائي تمندل. وينظر الممتع 1/242.

**************************************************

وكسقوط ياء " فينان " وهو الوافر الشعر من " الفنن " - وهو الغصن1-، فوزنه: " فَيْعَال ".
وكذلك " شَيْطَان " فإنَّ اشتقاقه من الشطون - وهو البعد -؛ لأنَّ نونه لزمت في قولهم:تَشَيْطَنَ الرَّجُلُ إذا تشبَّه بالشياطين، ولو كان من الشيط - وهو الاحتراق - لقيل: تشَيَّط2.
فصل
إن كان قبل الألف المتقدمة على الهمزة المتأخرة أو النون المتأخرة حرفان أحدهما مضاعف كحَمَّاء وقَبَّانَ3 فجائز أن يكون الزائد ما بعد الألف، ويكون ذو الهمزة " فعلاء " من الحمَّة - وهو السواد4، وذو النون " فعلان " من القَبَب - وهو الضمور -5، وجائز أن يكون الزائد أحد المثلين فيكون ذو الهمزة فَعَّالاً من الحَمِّ -. وهو تنقيته البئر من الحمأة -6. ويكون الآخر " فَعَّالاً " من القُبون - وهو الذهاب في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -وقيل الغصن: القضيب. ينظر اللسان ( فنن ).
2 -قال الأعلم في نكته في تفسير كتاب سيبويه 2/1160: (وذكر فَيْعَال فقال: شيطان، فجعل النون أصلية، وجعله مشتقاً من شطن، ومعناه: البعد كأنه المبعد في الشر. وقال بعضهم: هو فعلان من شاط يشيط، ومعناه هلك. فكأنَّه الهالك خبثاً وتمرداً ). وينظر الكتاب 4/260، والمنصف 1/135، والممتع ص 98، 261 – 262.
3 -في أ: ( حمار قبان ) وهو تحريف.
4 -الصحاح واللسان ( حمم ).
5 -ينظر المرجعان السابقان ( قبب ).
6 -في النسختين: ( الحماءة ). والحَمأ والحَمأة الطين الأسود المنتن، حمى الماء حَمْأً وحَمَأً خالطته الحمأة  فكدر وتغيرت رائحته. اللسان ( حمأ )، وإصلاح المنطق ص 229، والصحاح ( حمأ ).

*********************************************

الأرض -(1)
وما لم يقم دليل على زيادته فهو أصل كهمزة " هناء"(2)، أو بدل من أصل كهمزة  "كساء "(3) إلألف(4) فإنها إن لم تكن زائدة "فهي "(5)بدل من أصل كألفي : "رام(6) ، ورمى"(7)، ولا تكون أصلاً إلا في حرف أو شبهه(8)، كألف "ما " النافية /(5-ب) والموصولة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)قال في القاموس : قبن يقبن قبونا : ذهب فب الأرض . وينظر اللسان (قبن)
(2)الهناء : القطران . الصحاح (هنأ)
(3)أصله : (كساو)وقعت الواو طرفاً وقبلها ألف زائدة قبلها فتحة فقلبت همزة . ينظر الكتاب 4/237 ، والوجيز ص 46 ، وشرح الملوكي ص 276 ، والممتع 1/326 ، وشرح الشاففية للرضي 3/203
(4)في أ :"إلأألف"
(5)كلمة "فهي " ساقطة من ب
(6) أصلها :(روم ) تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً
(7)أصلها :(رمي ) تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً ، وهذا قياس مطرد في الواو والياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلها . ينظر : الكتاب 4/238 ، والمنصف 1/23 ،190 ، والوجيز ص 57 ، والممتع ص 438 ، وشرح المفصل لابن يعيش 10/16 ،وأوضح المسالك 4/ 294
(8) ينظر : سر صناعة الإعراب 2/653    

شارك المقالة:
316 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook