[ فيما خرج عن أوزان المجرَّد المشهورة ]
ما خرج عن الأوزان المذكورة للمجرَّد من الأسماء والأفعال
فهو وزن شاذ، أو مزيد فيه، أو محذوف منه، أو شبه الحرف،
أو أعجمي، أو فعل صيغ للمفعول، أو الأمر ك " الدُّئِل 4 "،
شرح الارقام:
(1)ينظر في " مصادر " ما زادَ على الثلاثة: شرح التسهيل لابن مالك 4/472، والمساعد 2/625، وما بعدها، ومناهل الرجال ص 206، وحاشية الرفاعي على بحرق ص 79.
(2) قال في الخلاصة:
وما يلي الآخر مُدَّ وافتحا مع كسر تلو الثاني مِمَّا افتتحا
بهمز وصل كاصطفى... ...
وقال في اللامية:
بكسر ثالث همز الوصل مَصْدَر فعْل حازه مع مَدِّ ما الأخير تلا
(3)قال في الخلاصة:
... ... ... وضُمَّ ما يَرْبَعُ في أمثال قد تلملما
وقال في اللامية:
واضممه من فعل التا زيد أوله واكسره سابق حرف يقبل العللا
وينظر في هذه المصادر: أوضح المسالك 2/262، والأشموني 2/312، ومناهل الرجال بلبان معاني لامية الأفعال ص 201 - 203
(4)تقدَّم الكلام عليها في ص 59 في المتن والحاشية.
***********************************
والطَّحرِبة - وهو الملبوس الحقير - 1. حكاه أبو عبيدة 2
عن أبي الجراح 3. بفتح الطَّاء وكسر الراء، وهو نادر، والمشهور كسرهما وفتحهما وضمهما.
وحكى يعقوب 4: لقيت منه الفُتَكْرِين، أي الدَّواهي 5. بضم الفاء
شرح الارقام:
(1)في المنتخب لكراع النمل ص 352: " وما عليه طُحْرُبة يعني من اللباس وما عليه طَحْرَبة وطِحْرِبة، يعني من الحلي ". وفي ص 542 منه: " ويقال ما عليه طُحْرَبة وطَحْرَبة وطِحْرِبة وطِحْرِمة - بالميم - أي خرقة. أربع لغات ".
ويلاحظ هنا أنَّ كراع النمل لم يذكر رواية فتح الطاء وكسر الراء ولكن ابن منظور ذكر هذه اللغة في اللسان ونسبها لأبي الجراح. ينظر: اللسان ( طحرب ). وينظر: الأشموني 4/248، والممتع 1/67
(2)هو معمر بن المثنى التيمي تيم قريش مولاهم، كان من أوسع الناس علماً بأخبار العرب وأيامها، إمام في اللغة، عارف بغريبها، أخذ عن كثيرٍ من أئمة اللغة والنحو أمثال أبي عمرو بن العلاء (ت154)، وأبي الخطاب الأخفش (ت149)، وعيسى بن عمر الثقفي (ت154)، وغيرهم. ألَّف كتباً كثيرة قاربت المائتين من أشهرها كتاب مجاز القرآن، وغريب الحديث، توفي سنة 220ه بعد أن عاش 97 سنة.
تنظر ترجمته في: أخبار النحويين البصريين ص 80، والفهرست ص 79، ومراتب النحويين ص 77، وتهذيب اللغة 1/14، وتاريخ العلماء النحويين ص 211، ومقدمة مجاز القرآن 1/9.
(3)أبو الجرَّاح العقيلي، من فصحاء الأعراب، وأحد الذين حضروا المناظرة التي جرت بين سيبويه والكسائي، وقد وافق الكسائي. ينظر: الفهرست ص 70، وتاريخ العلماء النحويين ص 104.
(4)هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السكِّيت، كان إماماً في اللغة، من أهل الدين والخير، كما كان عالماً بنحو الكوفيين، مبرزاً في علوم القرآنخبيراً بالشِّعْر، لقى فصحاء الأعراب وأخذ عنهم. له مصنَّفات مفيدة منها: إصلاح المنطق، توفي رحمه الله سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين، وقيل أربعٍ وأربعين. تنظر ترجمته في: مراتب النحويين ص 151-152، وتاريخ العلماء النحويين ص 301، وإشارة التعيين ص 386.
(5)قال في إصلاح المنطق ص 134: " ويقال: لقيت منه البُرَحَيْن والبِرَحَين والفُتَكْرِين =والفِتَكْرِين، وهي الدواهي ".وينظر: نهذيب إصلاح المنطق ص 335، ومجالس ثعلب ص 520، والممتع
وفي القاموس: " فتكر "، " والفتكرين - بتثليث الفاء، وفتح التاء، وبكسر الفاء وسكون التاء وفتح الكاف، الداهية والأمر العظيم ".
**************************************
وفتح التاء وسكون الكاف.
وحكى فيه أيضاً ابن السيد البطليوسي 1: فتح الفاء والتاء وسكون الكاف 2. وهما نادران ؛ لأنَّ تقدير الواحد منهما: " فُتَكْر" و " فَتَكْر " على وزن: " فُعَلْل " و " فَعَلْل "، والمشهور: " فِتَكْرُون " بكسر الفاء وفتح التاء وسكون الكاف فيكون واحدها في التقدير: فِتَكْر كفِطَحْل.
والمزيد فيه نحو: عَرْقُوة 3، وعُرْقُوب 4، وملكوت 5، ومسجد 6.
شرح الارقام:
(1) هو أبو محمَّد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوس، أحد علماء الأندلس الذين برعوا في مختلف العلوم وتضلَّعوا منها، فذاع صيتهم وطار ذكرهم، له مؤلَّفات كثيرة منها: الاقتضاب في شرح أدب الكُتَّاب، والْحُلَل في إصلاح الْخَلَل من كتاب الْجُمَل. وُلِد في بطليوس سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة، وتوفي بمدينة بلنسية سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. تنظر ترجمته في: إنباه الرواة 2/143، ووفيات الأعيان 2/283، والصلة 1/282، وبغية الوعاة 2/56، وشذرات الذهب 4/65
(2)ينظر: القاموس " فتكر ".
(3)العرقوة: هي الخشبة التي على الدَّلْوِ بمنزلة الصليب، وقد مثَّل سيبويه بهذه الكلمة على زيادة الواو رابعة. ينظر: الكتاب 4/275، وشرح أبنية سيبويه للدهان ص 122، ومختصر شرحها للجواليقي ص 135.
(4) العُرْقُوب: هو العصب الغليظ فوق عقب رِجْل الإنسان، واسم رجل اشتهر بخلف الوعد. ينظر: الصحاح " عرقب ".
(5) ملكوت: فَعَلُوت، من الملك فالواو والتاء زائدتان. ينظر: الكتاب 3/443، 4/292-316، والممتع 1/142، 276، وشرح أبنية سيبويه للدهان ص 154، ومختصر شرحها للجواليقي ص 162.
(6)المسجد مكان السجود، فالميم فيه زائدة.
******************************
والمحذوف منه نحو: " يدٍ " هي في الأصل: " يَدْي " كَظَبْيٍ.
ولذلك قيل في جمعهما: " أيدٍ " و " أظْبٍ "، والأصل: " أيْدِي، وأظْبي " 1.
ويدخل أيضاً في المحذوف منه: عُلَبِطٌ " بمعنى عُلاَبط - وهو الضخم 2 و " جَنَدِل " - وهو المكان ذو الجَنَادِل. أي: الحجارة 3، فحذفوا الموصوف وهو " المكان " والمضاف وهو " ذو " واقتصروا على المضاف إليه وهو جَنَادِل. ثُمَّ حذفوا الألف ؛ لأنَّ الْعِلْمَ بِرَفْضِ أربعِ حركات متوالية في كلمة مُنَبِّهٌ على حذف ساكن 4؛ ولأجل رفضهم ذلك أسكنوا فاء الفعل مع حرف المضارعة 5 وهمزة التعدية 6.
والاسم الذي يشبه الحرف نحو: مَنْ، وكَمْ. والعجمي
ك " نَرْجِس 7، وفِرَنْد " 8والفعل المصوغ للمفعول نحو: ضُرِب.
شرح الارقام:
(1)ينظر: الأصول لابن السراج 2/446، والصحاح واللسان ( يدى ).
(2)قال كراع النمل في المنتخب ص213:"ويقال بعير عُلَبِط وعَلاَبط ضخم" وينظر: شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 137، والممتع 1/68
(3)قال كراع النمل في المنتخب ص 571: " والجَنَدِل موضع فيه حجارة ".
(4)ينظر: الأصول 3/181، والممتع 1/68
(5)نحو: ضَرَبَ يَضْرِب. كانت الفاء متحركة في الماضي فسكنت في المضارع.
(6)نحو: " كَرمُ محمَّدٌ " لازمٌ. و " أكْرَمه الله "، تعدَّى بواسطة الهمزة. وقد سكنت فاء الفعل بعدها.
(7)قال الصفدي في تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ص 514: " ويقولون نَرْجَس- بفتح الجيم - ويسمون به، والصواب: نَرْجِس بالكسر، وزعم أبو عثمان المازني أنَّ نَرْجِسا على وزن نَفْعِلَ، وأنَّ النون فيه زائدة ؛ لأنَّه ليس في الكلام على مثال: فَعْلِل ".
وفي الصحاح: ( نرجس ): " نَرْجِس معرب، والنون زائدة ؛لأنَّه ليس في الكلام فَعْلِل، وفي الكلام " نَفْعِل ". وينظر: القاموس ( رجس ).
(8)الفِرَند: الوشي الذي يكون في متن السيف. ينظر كتاب المنتخب ص492. وهو أيضاً الماء الجاري في السيف. ينظر نظام الغريب في اللغة ص 93. والفرند أيضاً نوع من ثياب الحرير. ينظر: تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ص 118.
والمصوغ للأمر نحو: دَحْرِجْ، وهما أصلان بنص سيبويه 1 ؛ لأنَّهما لو كانا فرعين لما وُجِدَ فِعْلُ مفعول ليس له فِعْلُ فاعل
ك " نُفِست المرأة 2، ونُخِيَ الرجل 3، وسُقِطَ 4 في يده ".
شرح الارقام:
(1)يفهم ذلك من قوله في كتابه 1/12: " فأمَّا بناء ما مضى فَذَهب وَسَمِعَ ومَكُثَ وحُمِدَ ومَكُث. ومخبراً يَقْتُل ويَذْهَب ويَضْرِب ويُقْتَل ويُضرَب ". فإنَّه مثل للمبني للمعلوم بأمثلة خاصة وفعل ذلك بالمبني للمجهول. وكذلك مثل لفعل الأمر بأمثلة خاصة فقال: " أمَّا بناء ما لم يقع فإنَّه قولك آمراً: اذْهَبْ واقْتُلْ واضْرِبْ ". ومسألة أصالة هذين الفعلين محل خلاف بين النحاة، فصيغة المبني للمجهول ينسب القول بأصالتها إلى سيبويه بناء على النصوص السابقة، وتنسب أيضاً للمازني بناءً على قوله:" والأفعال نحو: ضَرَبَ، وعَلِمَ، وضُرِبَ وظَرُف ". المنصف 1/17.
وينسب هذا القول أيضاً للمبرد وابن الطراوة والكوفيين. وذهب جمهور البصريين إلى أنَّ صيغة المبني للمفعول مغيرة من فعل الفاعل وليست بأصل، وينسب هذا القول أيضاً لسيبويه، ويستأنس له بأنَّه لم يذكرها ضمن أوزان الفعل عندما تحدث عن تلك الأوزان. ينظر: الكتاب 4/38. وينظر هذا الخلاف في شرح الكافية الشافية 4/201، وابن يعيش 7/70 -71، 152، وشرح الملوكي ص 31، والارتشاف 2/195، والمزهر 2/37، والتصريح 2/357، والأشموني 4/242، وكذلك اختلفوا في فعل الأمر، فذهب البصريون إلى أنَّه أصل بنفسه اشتق من المصدر ابتداءً، كاشتقاق الماضي والمضارع منه، وذهب الكوفيون إلى أنَّه فرع عن المضارع وهو عندهم معرب. ينظر في هذه المسألة: الإنصاف في مسائل الخلاف ص 524، المسألة رقم72، وأسرار العربية ص 317، وشرح الكافية الشافية 4/2014.
(2) في الصحاح ( نفس ): " وقد نَفِسَت المرأة بالكسر، نِفَاساً ونَفَاسةً، ويقال أيضاً: نُفِسَت المرأةُ غلاماً على ما لم يسم فاعله ". وفي إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل لابن علان الصديقي ص 69: " نفست المرأة بالفاء والسين المهملة كسَمِعَ وعُنِي، ولدت أو حاضت، والفتح فيه أكثر... ". وفي القاموس: نفس به كفرح، ضنَّ به وعليه بخير حسد... انتهى، فيكون فيه لغتان كعُنِي وفرح. قلت: قال ابن طريف: نفست الشيءعليك حسدتك عليه ولم أرك أهلاً له ".
(3)نُخِيَ الرجل وانتخى علينا أي افتخر وتعظَّم. ينظر اللسان ( نخا )، وإتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل ص 69.
(4)في إتحاف الفاضل ص 42: " وسقط في يده كعُنى، وأُسْقِطَ في يده مجهول بالقاف والطاء المهملة، زل وأخطأ وندم وتحيَّر. قلت: قال ابن طريف وابن القوطية: سُقِطَ في يد الرجل ندم لا يُتكلَّم به إلاَّ على بناء ما لم يسم فاعله ".