قبر فاطمة الزهراء رضي الله عنها

الكاتب: مروى قويدر -
قبر فاطمة الزهراء رضي الله عنها

قبر فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

 

 

فاطمة الزهراء:

 

هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية، وتُعرف بأنّها سيدة النساء، وبأمّ أبيها، كما أنها أحب الناس إلى قلب النبي عليه الصلاة والسلام، وأمّها هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، كما تُلقّب فاطمة بالزهراء، وتُكنّى بأم الحسن والحسين سيدا شباب الجنة، وقد تزوّجت من علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي رضي الله عنه بعد غزوة أحد بعد أن بلغت الخامسة عشر ونصف من عمرها تقريباً، بينما كان علي يبلغ إحدى وعشرين سنة ونصف تقريباً.

وُلدت فاطمة الزهراء بعد ميلاد أبيها بواحد وأربعين عاماً، وهي أصغر بناته، حيث كانت الأخت الصغرى لزينب ورقية وأم كلثوم رضي الله عنهنّ، وتجدرالإشارة إلى أنّ نسل الرسول عليه الصلاة والسلام انقطع إلا من ابنته فاطمة، فأولاده الذكور ماتوا صغاراً، وابن ابنته رقية من زوجها عثمان بن عفانتوفي صغيراً أيضاً، كما أنّ ابنته أم كلثوم لم تلد، أما ابنته زينب فمات ولدها علي وهو صغير، وولدت أيضاً أمامة بنت أبي العاص التي أصبحت زوجةً لعلي بن أبي طالب فيما بعد، ثمّ كانت زوجةً للمغيرة بن نوفل.

كانت فاطمة الزهراء ترجع إلى الرسول لاستشارته في الأمور التي تخصّها، والتي تحتاج فيها إلى الاستعانة على قضاء حوائجها، ومن الأخلاق التي اتصفّت بها فاطمة الصدق في الحديث، حيث كانت تقول عنها عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها)، وكانت أيضاً شديدة الحياء، لدرجة خوفها من أن يصف الثوب لجسدها عند وفاتها، وقد دفعت أسماء بنت عميس إلى صنع نعش لها، فكانت أول امرأة في الإسلام يُتخذ لها نعش، كما أنّها أمرت زوجها وأسماء فقط أن يغسّلوها عند وفاتها.

 

قبر فاطمة الزهراء..

 

توفيت فاطمة الزهراء بعد وفاة أبيها بأشهر، فكانت أول من توفّاه الله من آل البيت بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، ودفنت في البقيع، وروى ابن سعد في طبقاته عن محمد بن عمر أنّ وفاة الزهراء كانت بعد وفاة الرسول بستة أشهر، كما روى محمد بن عمر أيضاً أنّ وفاتها كانت ليلة الثلاثاء في شهر رمضان المبارك، من العام الحادي عشر من الهجرة النبوية، وكان عمرها حينها تسع وعشرين سنة، أو ما يقارب ذلك، وصلّى عليها زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

كما ورد أنّ عبد الرحمن بن أبي الموالي قال لمحمد بن عمر أنّ فاطمة دفنت في البقيع، في زاوية لدار عقيل، ويقع قبرها على مسافة سبعة أذرع من الطريق، وأنكر دفنها في مسجد رقية، كما قال المغيرة بن عبد الرحمن بنب الحارث بن هشام عندما كان واقفاً عند دار عقيل: (بلغني أن فاطمة دفنت في هذا البيت في دار عقيل مما يلي دار الجحشيين فأحب أن تبتاعه لي بما بلغ، أدفن فيها. فقال عبد الله: والله لأفعلن. فجهد بالعقيليين فأبوا. قال عبد الله بن جعفر: وما رأيت أحد يشك أن قبرها في ذلك الموضع).

 

مواقف من حياة فاطمة الزهراء

 

أسرّ النبي صلى الله عليه وسلم بخبر وفاته إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها، ثمّ أسرّها بأنها أول من ستلحق به من أهله، فسُرّت بذلك، أي أنّها كانت على استعداد نفسي وزماني لانتقال الرسول إلى الرفيق الأعلى، إلا أنّها فُجعت بفراقه، وتألّمت ألماً شديداً، فقد كانت شديدة الصحبة والقرب منه، ووقفت إلى جانبه في العديد من الأحزان والآلام التي أصابته، ومن ذلك: وفاة أخويها القاسم وعبد الله، ثمّ موت أمّها خديجة رضي الله عنها، ثمّ وفاة أختها رقية يوم غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة النبوية، ثمّ موت أختها أم كلثوم في العام التاسع للهجرة، ثمّ موت أصغر إخوانها إبراهيم الذي ولد من مارية.

تعذّبت فاطمة بفراق الرسول عليه الصلاة والسلام بعد الألم الذي ألمّ بها من فقد الأخوة والأخوات والأم، فكانت قائمةً بأموره وشؤونه، ممّا زاد من تعلّقها به، حتى أُطلق عليها "أم أبيها"، ومن المواقف التي تشهد على ذلك ما بدر منها عندما رمى عقبة بن أبي معيط سلى الجزور على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فلم يرفع رأسه من السجود إلا بعد أن زالت فاطمة السلى عن ظهره، فدعت على الفاعل، ودعا الرسول أيضاً قائلاً: (اللهم عليك بالملأ من قريش، اللهم عليك بأبي جهل، وعُتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي مُعيط، وأُبَي بن خلف)، فخاف المشركون من ذلك، وغضوا أبصارهم عنه إلى أن انتهى من صلاته، وعاد إلى بيته مع فاطمة، وفي غزوة بدر رأت فاطمة من دعا عليهم الرسول قتلى.

ومن المواقف المتعلّقة بفاطمة رضي الله عنها أيضاً ما كان من النبي عليه الصلاة والسلام عندما استشفع أسامة بن زيد رضي الله عنه للمرأة المخزومية السارقة حتى لا يُقام عليها الحد، حيث قال الرسول مخاطباً الناس بعد أن غضب من أسامة: (أيها الناسُ ! إنما أهلك الذين قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ ، تركوه . وإذا سرق فيهم الضعيفُ ، أقاموا عليه الحَدَّ . وايمُ اللهِ ! لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقَتْ لقطعتُ يدَها)، فلو سرقت فاطمة لأبرّ النبي بيمينه.

شارك المقالة:
277 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook