قبيلة جديس بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
قبيلة جديس بالرياض في المملكة العربية السعودية

قبيلة جديس بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
 
ينسب الإخباريون جديس إلى عابر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام  ،  وقيل في روايات أخرى إنه ابن للاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام  .  فهو في النسب الأول أخ لثمود، في حين جاء في النسب الثاني أخًا لطَسْم  .  هذا ما قاله الإخباريون في نسب قبيلة جديس، فيما ربط المؤرخون المحدثون   بين اسم جوديست (Jodisitae) أو (Jodisit) الذي جاء في جغرافية بطليموس علمًا لقبيلة تقطن شرق شبه الجزيرة العربية  ،  بقبيلة جديس. هذا على الرغم من أن الإخباريين يعدون هذه القبيلة من القبائل البائدة، بينما قبيلة جوديست عُرفت في القرن الثاني قبل الميلاد، وتحديدًا سنة 125ق.م. ولكن الأمر الثابت أن العلم بصيغة (ج د س)، ورد في النقوش اللحيانية علمًا لشخص 
 
وعن كيفية وصول هذه القبيلة إلى اليمامة، وهل كانت فترة وصولهم معاصرة لوصول طَسْم وجماعته؟ يصعب إعطاء إجابة دقيقة أو حتى مرجحة، لكن بعض المصادر الإخبارية أشارت إلى أن هجرة جديس وجماعته كانت من مدينة بابل استجابة لدعوة أخيه ثمود للحاق به في اليمن  ،  وهي - أي الرواية السابقة - مستبعدة، فلم يعثر حتى الوقت الحاضر على ما يدل على هذا الحدث في الموروث الرافدي البابلي، سواء في أساطيره أم في نقوشه الكثيرة  ،  فالأمر لا يعدو كونه من المبالغات التي يؤثرها الإخباريون عند حديثهم عن الأمم الغابرة. والمهم سواء أكانت دعوة ثمود لأخيه جديس القدوم من بابل أم غيرها، فإن جديس وجماعته قد استقروا في جنوب اليمامة (جنوب شرق نجد)، متخذين موقع الخضرمة  (جو الخضارم)   قاعدة (عاصمة) لهم. وتقع هذه العاصمة في أسفل وادي الخرج في الموضع الذي تقوم فيه بلدة اليمامة شمال شرق الخرج   
 
ويستنتج من الروايات التاريخية أن الدور الحضاري لهذه القبيلة كان واضحًا، حيث كانت اليمامة من أخصب البلاد وأكثرها خيرًا، فيها صنوف الشجر والأعشاب وهي حدائق ملتفة، وقصور معطفة  ،  ما يؤكد غنى وثراء البيئة الذي دفع قاطنيها إلى التفاعل الجيد معها، كما حصل في العصور السابقة واللاحقة لفترة هذه القبيلة. ولعل هذا الدور قد انعكس من خلال المظاهر المعمارية التي كانت عاصمتها الخضرمة في جو (الخرج حاليًا)، وتنوعت - أي المظاهر المعمارية- بين كثير من الحصون والقصور والبُتْل  ،  حتى إن الخضرمة - كما قيل - نافست بقوتها وحضارتها حجرًا، وقد امتازت بحصنها الشهير - آنذاك - باسم (الجون)  
 
وبما أن نهاية طَسْم كانت على يد جديس، فمن الواضح - في حال صحة الروايات التاريخية - أن طَسْم أدت الدور المهم في نهاية جديس؛ فما إن بدأت تستثمر انتصارها بانتقامها العنيف من طَسْم، إلا وكان الملك الحميري حسان بن تُبَّع المعروف عند الإخباريين بـ (ذو المعاهر)، قد عزم على شن حملته على جديس، وذلك نـزولاً عند طلب رباح بن مرة الطسمي الذي حرضه على غزو جديس، لأنها لن تكون متعاونة مع مملكة حمير بالشكل الذي كان قائمًا مع قبيلة طَسْم الحليفة لمملكته
ويظهر أن المطامع الاقتصادية كانت هي الدافع الذي جعل حسان بن تبع يقود حملته هذه على اليمامة، خصوصًا أن المصادر التاريخية أشارت إلى انتهاج جديس سياسة مغايرة للسياسة التي كانت بين حمير وطَسْم، برفضها دفع الخراج لحمير. لذا فإن رباح بن مرة الطسمي وقصة الدور الذي أداه عند حسان بن تبع، هو من نسج خيال الإخباريين؛ فممانعة جديس دفع الخراج كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير. وهناك رواية أخرى يرويها الإخباريون أشارت إلى أن رباح بن مرة الطسمي، قد نصح جنود حسان بن تبع بأن يضعوا على رؤوسهم فروعًا من الشجر تجنبًا لأن تراهم زرقاء اليمامة، وهي امرأة من طسم تزوجت رجلاً من جديس، كانت حادة البصر، إذ اشتهر عنها أنها ترى الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام. ومع أن الجنود قد نفذوا نصيحة رباح الطسمي، إلا أن زرقاء اليمامة تمكنت من تحديدهم ورؤيتهم، لكن قومها رفضوا تصديقها عندما أخبرتهم بما رأت. عندها باغت جيش حسان بن تبع قبيلة جديس وسيطر عليها. أما زرقاء اليمامة فقد فقأَ حسان بن تبع عينيها بوحشية. وهكذا كما كانت جديس هي التي قضت على طَسْم، فإن طَسْم - إذا أُخذ بالروايات الإخبارية، عن رباح بن مرة - هي التي أنهت جديس.
 
شارك المقالة:
74 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook