قرية صفاقة بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
قرية صفاقة بالرياض في المملكة العربية السعودية

قرية صفاقة بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تقع قرية صفاقة في محافظة الدوادمي التي تبعد عن مدينة الرياض 333كم باتجاه الغرب  .  وصفاقة قرية صغيرة تقع بالقرب من وادٍ يأخذ الاسم نفسه عند التقاء الدرع العربي بالهضبة العربية. وتتصف بيئة المكان بوجود جبال، وجداول مياه وبحيرات صغيرة إلى جانب غطاء نباتي كثيف وثروة حيوانية جيدة. ولوجود هذه المقومات، فقد شكَّل المكان مسرحًا محببًا لإنسان العصر الحجري القديم خلال الفترة الآشولية المتوسطة التي كانت الأحوال الجوية إبانها مناسبة.
 
ويقتصر البحث الآثاري المنجز في وادي صفاقة على المسوحات الميدانية والتنقيبات التي قامت بها وكالة الآثار والمتاحف. وكانت بداية المسوحات الميدانية عام 1399هـ / 1979م عندما مُسح الوادي، وحُدّد عدد من مواقع العصور الحجرية العائدة إلى فترات زمنية مختلفة  .  وفي عام 1402هـ / 1982م نقب فريق آثاري في موقعين مسجلين بالرقمين 206 / 76 و 206 / 68 في سجلات وكالة الآثار والمتاحف  .  كما نفذ فريق آخر موسم تنقيب آخر عام 1403هـ / 1983م  
 
ونتيجة لتلك الأعمال عُرف عدد من مواقع العصر الحجري القديم من أهمها الموقع المعروف بالرقم 206 / 76 الواقع على بُعد 3كم إلى الجنوب من قرية صفاقة؛ والموقع رقم 206 / 68 الواقع على بُعد 2كم إلى الشرق من الموقع السابق، وتبلغ مساحة كلٍّ من الموقعين 150×200م. أما الحفريات الآثارية، فقد أسفرت عن اكتشاف ما يزيد على 15 ألف أداة حجرية، جاء القليل منها من عمق 1.40م من السطح أما الغالبية فجمعت من سطحي الموقعين 
وتفيد الدراسات الجيولوجية التي نفذت بمصاحبة الدراسات الآثارية الميدانية بأن بحيرة كانت نشطة في المكان يغذيها جدولان ينحدران من الجبال المجاورة إبان الفترة الآشولية يوم كانت الجبال ذاتها مكسوة بالثلوج. وتكثر المصاطب الجبلية على جوانب البحيرة وحولها، كما توجد الكهوف في الجبال المجاورة، ويعتقد أن إنسان تلك الأزمنة السحيقة قد استفاد منها  
وعُثر على أمكنة استخدمها الإنسان في صناعة أدواته حيث عثر فيها على بقايا التصنيع والمواد الخام المجلوبة لتصنع منها الأدوات
 
وفي المحيط نفسه عثر على أدوات حجرية تعود إلى فترات زمنية تالية للعصر الحجري القديم، وقد وجد سبعة وعشرون موقعًا، منها خمسة وعشرون موقعًا تؤرخ بالفترة الآشولية المتوسطة من العصر الحجري القديم 300 - 250 ألف سنة قبل الوقت الحاضر، وموقع واحد يؤرخ بالفترة الآشولية الانتقالية 120 ألف سنة قبل الوقت الحاضر، وموقع يؤرخ بالفترة الموستيرية من العصر الحجري القديم 70 ألف سنة قبل الوقت الحاضر، وموقع واحد يؤرخ بالعصر الحجري الحديث 9 - 4 آلاف سنة، وأربعة مواقع تؤرخ بالعصر الحجري الحديث، المعدني 4000 - 2000 سنة قبل الميلاد 
 
وتفيد الأعمال الآثارية المنفذة في مواقع صفاقة بأنها مكان لوجود الإنسان خلال عصور مختلفة تبدأ بالعصر الآشولي الوسيط قبل ثلاثمئة ألف سنة، وتستمر الشواهد الدالة على وجود الإنسان خلال العصر الحجري القديم الأعلى، ثم العصر الحجري الحديث، ثم العصور المعدنية حيث يوجد منشآت ثابتة مثل: المذيلات، والرجوم، والدوائر الحجرية.
 
أما عن الصناعات الحجرية وبخاصة صناعة الأدوات الحجرية  ، فهي متنوعة بشكل كبير وتدل على أنشطة بشرية متعددة؛ فخلال العصر الحجري القديم تمكن الإنسان من صناعة عشرات الأنواع من الأدوات الحجرية التي استخدمها في أغراض متنوعة ذات صلة بحياته اليومية، ثم تطورت صناعته الحجرية خلال الأزمنة التي تلت العصر الحجري القديم، لتستجيب لوظائف استجدت. واستخدم الإنسان في وادي صفاقة أنواعًا متعددة من الصخور في صناعة أدواته، وخصص أمكنة للصناعة، وأخرى للإقامة المؤقتة وإعداد الطعام والمبيت.
 
شارك المقالة:
195 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook