قصة أبي سحتوت البخيل

الكاتب: رامي -
قصة أبي سحتوت البخيل
"يُحكى أن رجلًا يدعى أبو سحتوت كان مشهورًا بالبخل الشديد ، حتى أنه كان يرتدي أثمالًا باليًة جدًا ، ولا يفكر أن يقوم بتجديدها حتى لا يطمع فيه أحُد من الناس ، وكان أبو سحتوت لديه أموال كثيرة يضعها إذا مشى في لفة ويرفعها بعصًا طويلة على كتفيه ، وكان أشعث الرأس أغبر اللحية ، وله رائحة لا تطاق .

كان الناس في القرية يتضايقون من طريقة  أبي سحتوت وبخله الشديد على نفسه وادعائه الفقر ، وكانوا دائمًا ينصحونه بعدم الشكوى ؛ لأن الله تعالى أعطاه نعمًا كثيرةً ووفيرةً ، أحس أبو سحتوت أن الناس يطمعون فيه ويحقدون عليه .

فقرر أن يترك قريته ويذهب إلى قرية أخرى لا يعرفه فيها أحٌد ، ومضت أيام كثيرٌة وهو يسير على قدميه ، أخيرًا وصل أبو سحتوت إلى إحدى القُرى النائية فوجد أن أهلها جميعًا يشتهرون بالكرم الزائد ، فقرر أن يعيش بينهم ليأخذ حظه من هذا الكرم .

أهل القرية الطيبون قالوا : هذا رجل فقير ومسكين ، وهو غريب عن قريتنا يجب مساعدته ، وهكذا حملوا الطعام والشراب والملابس الجميلة وذهبوا بها إليه ، ولما سمع أمير البلاد عن كرم هؤلاء ، تخفى في ملابس الفقراء وذهب إلى تلك القرية ليتأكد بنفسه .

فتصادف أن أول بيت يمر عليه كان لأبي سحتوت ، قال له: أنا فقير مسكين وأريد …… ، اغتاظ أبو سحتوت وظن أن الأمير رجلًا جاء طامعًا في أمواله فطرده ، وقال له كلامًا قاسيًا ، فقال الأمير لنفسه : هل كل القرية مثل هذا الرجل البخيل ! ، لا بد أن ألقنه درسًا حتى يترك تلك العادة البغيضة ومضى الأمير في طريقه وطرق بابًا أخر .

فلما علم أهل القرية أن هناك رجلًا فقيرًا ومسكين جاء من بلاد بعيدة ، فقدموا إليه ما لذ وطاب من الطعام والشراب ، فعلم الأمير أن هذه القرية تتميز بالكرم الزائد ، فاستنكر وجود أبو سحتوت بينهم ، وقرر أن يكافئهم ، فأعلن عن شخصيته ثم أرسل إليهم جوائز وهدايا قيمًة ، وقال : إن قرية بهذا الكرم والجود لا يحق أن يعيش فيها مثل هذا البخيل ، فخرج أبو سحتوت من بينهم حزينًا لأنه لن ينعم بالعيش وسط الكرماء مرة ثانية .

"
شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook