قصة أريد أن أكون تلفازًا

الكاتب: رامي -
قصة أريد أن أكون تلفازًا
هي أمنية لطفل لم يتجاوز الثامنة من عمره ، أن يكون تلفازًا كي يتحدث ويعبر عما بداخله ، فالطفل في المراحل الأولى من عمره يحتاج إلى الكثير من الرعاية والعناية ، ولأنه صغير قد لا يستطيع التعبير عما يحتاج إليه بدقة ، ولكن حين تأتيه الفرصة ليتكلم ينظم بعفويته أبياتًا من المشاعر والأحاسيس ، التي قد تغيب عن أذهان بعض الآباء والأمهات ، فيفطر قلوبهم .

ففي فصل من فصول المرحلة الابتدائية طلبت معلم الصف الثالث من الطلاب أن يكتبوا موضوعًا في التعبير الإبداعي ، يطلبون فيه من الله أن يمنحهم ما يبغونه ، وبالفعل انهمك الطلاب في الكتابة وبعد انتهاء الحصة جمعت المعلمة كل ما كتب الطلاب ، كي تقرأه في المنزل وتقيم أدائهم .

وبعد عودتها لمنزلها وانتهائها من عملها فتحت دفاتر الطلاب وأخذت تتنقل بين صفحاتها ما بين سعيدة ومستاءة حتى استوقفتها ورقة وحيدة ، حينما قرأتها شرعت في البكاء وأخذت دموعها تنحدر على وجنتيها دون توقف ، وتصادف هذا مع دخول زوجها الغرفة ، فلما رآها على هذا الحال سألها عن السبب ؟

فأخبرته أنه موضوع التعبير الذي كتبه أحد الطلبه ، وناولته إياه فأخذ يقرأه وهو منهمك ، حيث كان الطالب الصغير يقول فيه بكل عفوية : إلهي لي عندك رجاء أود منك هذا المساء أن تحققه لي ، اجعلني تلفازًا فقط ولو ليوم واحد .

فأنا أريد أن أحل محله وأعيش مثله ، لكي أحتل مكانًا خاصًا في المنزل ، فتتحلق أسرتي حولي ويجتمعوا معي في كل حين ، أود أن أصبح مصدر اهتمامهم حتى يأخذوا كلامي بجدية ولا يقاطعوني .

أريد منهم أن يسمعوني ، يقتربوا مني وينظروا إليّ عن قرب ، إلهي هلا ساعدتني ؟ فأنا أريد أن أشعر منهم بالعناية والاهتمام كتلك التي يجدها منهم التلفاز ، أريد أن أكون بصحبة أبي بعد عودته من يوم العمل المنهك ، وأريد من أمي أن ترغب في صحبتي حتى لو كانت حزينة أو مرهقة ، أما أخوتي فهم مع التلفاز دائمًا يتابعونه أكثر مما يجلسون معي .

أنا وحيد يا إلهي وهذا الشعور يوجعني ، أتمنى فقط لليلة واحدة إن تجتمع أسرتي حولي وتنحي كل شيء جانبًا ، وحينها أريد منك طلبًا أخر يا إلهي : أن تجعلني استطيع إسعادهم حتى لا ينفضوا من حولي ثانية ، شكرا لك يا إلهي .

هنا أنهي الزوج قراءة ما كتبه الطفل ، وقال يا إلهي يا له من طفل مسكين لأبوين سيئين ، أتمنى من الله أن يقدروا ما في أيديهم ويهتموا بطفلهم ، وهنا لم تتمالك المعلمة نفسها وبكت بحرقة شديدة وهي تقول : ألم تقرأ اسم الطفل الذي كتب الموضوع إنه محمد ولدنا الصغير !

شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook