قصة أسطورة سيزيف

الكاتب: رامي -
قصة أسطورة سيزيف
هي واحدة من الأساطير الإغريقية التي اشتهرت في اليونان القديمة وتعد شخصية سيزيف بطل الأسطورة من أكثر الشخصيات مكرًا ودهاءً ، حيث أنه استطاع أن يخدع إله الموت ثاناتوس مما أدى إلى غضب زيوس كبير الآلهة ، فقرر معاقبته عقاب اللاجدوى .

وهو أن يحمل صخرة كبيرة من أسفل الجبل حتى يصل إلى أعلاه ، فإن وصل للقمة تدحرجت منه ثانيةً لتستقر بقاع الوادي ، فيعود مرة أخرى إلى رفعها للقمة ويظل يعمل هكذا دون هدف حتى الأبد ، ليكون بذلك ما يحدث لسيزيف هو رمزًا للعذاب الأبدي الذي لا يتوقف.

من هو سيزيف ؟
سيزيف هو ابن الملك أيولوس ملك ثيساليا وايناريت ، وهو الملك المؤسس لمملكة إيفيرا وشقيق سالمونيوس الذي اشتعلت بينهما العداوة ، وهناك مصادر تقول أن سيزيف هو والد البطل الإغريقي أوديسيوس من أنتيكلي قبل أن تتزوجها بأخر .

عكف سيزيف على مزاولة مهنة التجارة والإبحار ، لكنه كان مخادعًا طماعًا اعتاد خرق القوانين وأعراف الضيافة ، حيث قتل الكثيرين من نزلائه المسافرين ، وقد صوره هوميروس وغيره من الكتاب الذين كتبوا عنه أنه أكثر البشر خبثًا ولؤمًا على وجه الأرض ، حيث أنه أغوى ابنة أخيه ليغتصب عرش أبيها ، كما أفشى أسرار زيوس خاصة فيما يتعلق باغتصابه لايجينا ابنة أسوبوس إله النهر ، وهناك روايات أخرى أنها كانت ابنة أيولوس والد سيزيف ، أي أنها أخته نصف الشقيقة .

عقاب زيوس لسيزيف :
لهذا أراد زيوس معاقبته فأمر ثانتوس إله الموت بسلسلته في الجحيم ، ولكن استطاع سيزيف بمكره ودهاءه أن يوقع ثانتوس في الفخ ، حيث طلب من ثانتوس أن يختبر قوة تلك الأصفاد التي سيسلسله به ، وحينما فعل ثانتوس ووضعها حول يده أحكمها سيزيف عليه ليتسلسل هو بها وينجو سيزيف بفعلته ، وبسبب ما فعله سيزيف مع إله الموت سادت حالة من الفوضى فلم يعد أحد من البشر يموتون .

وقبل وفاة الملك سيزيف وذهابه للجحيم طلب منه زوجته أن ترمي جثته العارية وسط الساحة العامة ولا تدفنه كاختبار منه لمحبة زوجته كما زعم ، ولكنه في الأسفل شكا إلى بيرسيفوني ملكة العالم السفلي ما فعلته زوجته وادعى أن هذا عدم احترام منها له ، وحاول جاهدًا إقناعها بالعودة إلى العالم العلوي لتوبيخ زوجته على عدم دفن جثته وعمل الطقوس الجنائزية له .

وحينما صعد سيزيف إلى العالم العلوي وعاد إلى الحياة من جديد ، ورأى الشمس واستمتع يدفئها رفض العودة إلى الجحيم ثانية فتم سحبه بالقوة إلى الجحيم ثانية من قبل هيرميس ، ونتيجة لخداعه حكم عليه زيوس بسحب صخرة ضخمة إلا ما لا نهاية فوق تلة شديدة الانحدار .

وقد كان هذا العقاب من زيوس لمحاولة إثبات عدم جدوى سيزيف لأن بسقوط الصخرة وعدم وصولها للقمة يضيع تعب وجهد سيزيف هباءً ، وقد صارت مقولة الأشياء السيزيفية تطلق على ما لا طائل من وراءه  ، أو كان دون جدوى حيث يوصفه البعض بأنه شيء سيزيفي .

النظرية الشمسية :
وفقا للنظرية الشمسية فإن الملك سيزيف هو قرص الشمس الذي يرتفع كل يوم في الشرق ثم يغوص في الغرب ويكرر العملية باستمرار يوميًا ، كما أشار بعض المفكرين إلى أن أسطورة سيزيف هي تجسيد للأمواج المتصاعدة والهابطة .

كما أن الفيلسوف الأبيقوري لوكريتيوس فسر أسطورة سيزيف في القرن الأول قبل الميلاد باعتباره ممثل لشخصية السياسيين الذين يطمحون إلى منصب سياسي ولكن يتم هزيمتهم باستمرار ، وهكذا تظل أسطورة سيزيف في الأرض تجسد الفشل والجهد المبذول دون أي طائل أو استفادة .

شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook