قصة أشباح الفيرساي

الكاتب: رامي -
قصة أشباح الفيرساي
"قررت سيدتان الانطلاق في رحلة شيقة إلى بلد العشق والرومانسية ، فرنسا حيث قررتا أن تقبعا بها لفترة من الوقت تزورا خلالها معالم فرنسا الجميلة كما وصفها كل من زاروها ، ولكنهما ولسوء أو لحسن حظهما قد مرا بتجربة مخيفة ، في قصور فيرساي الشهيرة بفرنسا ، حيث ركبتا القطار المتجه إلى تلك القصور وتبعد عن العاصمة باريس عدة أميال ، حيث تقع في ضواحي العاصمة .

السيدتان وهما الآنسة شارلوت موبرلي ، ومساعدتها الينور جورديان حيث تعمل شارلوت كعضو هيئة بجامعة وأكسفورد وبالمثل تعمل الينور ، وقد قررتا الذهاب إلى جولة داخل قصر فيرساي ، وكان الوقت مبكرًا جدًا للعودة إلى العاصمة مرة أخرى ، فقررتا زيارة سريعة إلى البيتي ترينون ؛ وهو بيت ريفي شيده الملك لويس الخامس عشر ويقع بالقرب من القصر ، وكان من أسباب بنائه أن الملك لويس أراد أن يمنح عشيقته مدام دي بومبادور هدية مميزة .

ثم اتخذته الملكة ماري أنطوانيت ملجأ لها ، حيث تمارس قصصها الغرامية بعيدًا عن أعين كل من يريد التطفل عليها ، وقصدت كل من شارلوت وإلينور هذا القصر تحديدًا مستخدمين خريطة للمكان ، فوجدا نفسيهما بداخل قصر يُدعى الكرانت ترينون ، وكان الملك لويس الرابع عشر قد شيده بنفسه ، ونظرًا لقدم الخريطة التي حصلتا عليها فقد ، قادتهما أقدامهما إلى طريق غير رئيس ويبعد كثيرًا عن القصر الأساسي وهو البيتي ترينون.

في البداية تعجبت شارلوت أن صديقتها لم تسأل المرأة الواقفة بإحدى النوافذ تنفض ثيابها عن الطريق الصحيح ، عندما أدركتا أنهما قد أخطآ الطريق ، ولكن المفاجأة كانت أن إلينور لم تر المرأة وأن النافذة كانت مغلقة من الأساس ، ولكنهما استكملتا رحلة سيرهما حتى الوصول إلى مفترق طرق ، ينقسم فيها الطريق إلى ثلاثة أفرع ، شاهدتا خلالهما رجلين يسيران في الطريق بالمنتصف فقررتا اللحاق بهما ، وسألتهما الآنسة شارلوت عن الطرق الصحيح فأجابها أحدهما بأن تستمر في السير ، ولا يفوتنا أن نقل بأن ثياب الرجلين قد لفتتا انتباههما ، حيث كانات يرتديات ثيابًا خضراء قديمة الطراز ، فاعتقدتا بأنهما مزارعين بالمكان.

لم تمض السيدتان كثيرًا حتى شاهدتا سيدة تقف أمام كوخ صغير وتعطي دلوًا لفتاة صغيرة تقف أمامها ، شعرت المرأتان بكآبة تجثم على صدريهما وإحساسًا بعدم الارتياح ، فجأة وجدت المرأتان نفسيهما في حديقة واسعة ولكن لا حياة فيها ، لا أوراق شجر تتحرك ولا نسمة من الهواء تنعش المكان ، وكان يقف أمامها رجلاً حاد الملامح ويظهر على جانب وجهه بعض تشوهات ، تركها مرض الجدري ، في رعب نظرتا إليه وسمعتا خطوات تتقدم نحوهما فاستدارتا ولم يجدا أحدًا .

وبالنظر مرة أخرى للرجل ذو الجدري ، إذا بشخص وسيم الملامح وأنيق الهيئة ينظر إليهما مباشرة ، فصرختا ، فقال وكأنه لم يسمع صراخهما أنتما بالطريق الخاطئ فمنزل البيتي ترينون في الجهة اليمنى ، انطلقت السيدتان في رعب شديد نحو الطريق ، ولكن شارلوت استدارت فجأة فلم تجده ! اختفى الرجل فجأة كما ظهر فجأة من العدم ، ولكن صوت أقدامه مازالت في أذنيهما.

تقدمت المرأتان إلى أن وصلتا لكوخ صغير ، خرج منه خادمًا وقال لهما بأن باب منزل البيتي ترينون في الناحية الأخرى ، اتجهت المرأتان وبدأتا تشعران بتحسن رهيب ، واختلفت الأجواء تمامًا وزالت حالة الجمود التي حدثت ، وما أن عادتا إلى انجلترا حتى تحدثتا بشأن ما شاهدتاه فاكتشفتا بأن إحداهما رأت أشياء لم ترها الأخرى ، والعكس صحيح ، فقررتا البحث خلف هذا القصر ، فلم تجدا شيئًا يتعلق بالمكان الذي مرا من خلاله ، وأن الباب الذي خرج منه الخادم موصد منذ عشرات السنين بأقفال حديدية!

يقول البعض أن ما مرت به السيدتان ما هو إلا تجربة ماورائية ، قررت فيها الأرواح أن تتجسد بهذا المكان وفي هذا التوقيت تحديدًا ، بينما أشار آخرون إلى أن الخرائط القديمة بالفعل لا تظهر مثل هذا الممر ، الذي أشارت إليه السيدتان وبالتالي قد تكونا قد عبرتا ، في نقطة التقاء مكانية وزمنية جمعت الماضي بالحاضر ، بينما أشار آخرون إلى أن التجربة كلها مزيفة على أقل تقدير ، أو أن السيدتان قد تعرضتا لعملية هلوسة جماعية.

"
شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook