قصة أصحاب الجنة

الكاتب: ولاء الحمود -
قصة أصحاب الجنة

قصة أصحاب الجنة.

 

في قديم الزمان ، وفي قرية صروان بالقرب من عدن باليمن عاش رجل صالح ، كان الله تعالى قد أعطاه حديقة جميلة ، فكان يعتني بها كثيرا وبزراعتها ، فكانت تؤتي ثمارا كثيرة .

وكان هذا الرجل يعطي الفقراء والمساكين منها ، فيخرجون من عنده وهم فرحون ، كما كان يدخر منها لأولاده ، وينفق بعض الأموال عليها حتى تؤتي أفضل الثمار .

ومرت الأيام والشيخ على هذه الحال ، ولكن أولاده كانوا يرفضون ما كان يفعله أبوهم ، فكانوا يتحدثون فيما بيهم ويقولون ، إن أبانا رجل غريب ، لماذا يعطي الفقراء كل هذا ، وفي يوم من الأيام كلموا أباهم قائلين ، يا أبانا إنك تعطي الفقراء كثيرا ، فغضب والدهم ، وقال لهم إن المال مال الله تعالى ، يحفظ ما أعطاني بما أخرجه للفقراء ، فالإنسان لا يعيش لنفسه في الدنيا بل لابد أن يعطف على الفقراء والمساكين ، وأن يخرج حق الله فيما رزقه ، ومرت الأيام ومات الرجل الصالح .

فبكى أهل القرية على الرجل كثيرا ، ومكثوا يتحدثون عن ذلك الرجل الذي كان يعبد الله تعالى ، ويعطى الفقراء والمساكين ، وكان يحب الخير للناس ويعيش مع الناس في بلدهم ، فينظر ما هم فيه من مشاكل ، ويحاول حلها ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وعاشت القرية أياما من الحزن والأسى على ذلك الرجل الصالح ، وكان موت الرجل الصالح حديث البلدة أياما عديدة ، يذكرون فيها أفعاله الحميدة الطيبة ، وورث أبناء الرجل الصالح ما تركه أبوهم من المال والأرض .

وكانوا هم القائمين على الزرع ، فجلسوا فيما بينهم ، فقال أحدهم : لقد كان أبوبنا رجلا غريبا جدا ، يعطي الفقراء كثيرا من الزرع ، فلن نعطيهم بعد اليوم شيئا من زرعنا ولا أموالنا .

قال اخر : بل نوفر ما كان يعطيه أبونا للفقراء فيكون لنا ، وتكثر أموالنا.

وقال ثالث : فيزيد ذلك من غنانا ، ثم إن الزرع ليس لهم فنحن الذين نتعب فيه ، فلماذا يأخذون هم من ثمرنا ؟

فاعترض أخ لهم قائلا : إن أباكم كان رجلا صالحا كريما ، ولو صنعتم ما كان يصنع فإن الله سيبارك لكم في زراعتكم ، ولكنهم رفضوا رأيه فسكت عن الكلام ، اقترب موعد الحصاد ، وكان الإخوة يخرجون الى الحديقة ، ويعملون فيها بجد واجتهاد ، حتى تخرج ثمرا كثيرا ، ولما حان موعد حصاد الزرع ، اجتمع الاخوة ، وقالوا : لابد ان نخرج في الصبح قبل استيقاظ الفقراء ، فنحصد زرعنا ولا نعطى احد منه شيئا .

واتفقوا على ذلك جميعا ، وان خالفهم اخوهم الراي ولكنه وافق بالنهاية وتنازل عن رأيه ، وأصبح معهم ، وفي المساء وبينما الأخوة يغطون في نوم عميق ، ولا يدرون ما يدبره الله تعالى لهم ، بسبب نياتهمالسيئه ، فقد عاقبهم الله تعالى عقابا أليما ، حيث نزلت نار من السماء فأحرقت كل الزرع ، ولم يعد في الأرض شيء .

وانقلبت الحديقة التي كانت مليئة بالثمار إلى أرض خراب ، ليس فيها شيء ، عقابا لهم على سوء نياتهم .

وفي الصباح خرج الاخوة عاقدين العزم على ما اتفقوا عليه من حرمان الفقراء ، فلما ذهبوا الى حديقتهم فلم يجدوا فيها شيئا لقد اصبحت ارضا سوداء حتى قالوا : ليست هذة حديقتنا ، بل ضللنا الطريق ، ولكنهم راجعوا انفسهم وتاكدوا انها هذه حديقتهم ، وان الله عاقبهم على سوء نياتهم من عدم اعطاء الفقراء ، وهنا قال اخوهم ، الم اقل لكم اشكروا الله ولا تضمروا السوء ، فاستغفروا الله على فعلهم ، بعد ان تعلموا درسا لن ينسوه ولن ينساه كل من قرأ قصتهم

 

 

شارك المقالة:
104 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى حارس

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook