قصة أصحاب القرية

الكاتب: ولاء الحمود -
قصة أصحاب القرية

قصة أصحاب القرية.

 

قال تعالى في سورة يس الآية رقم 13:( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ)، وتحكي الآية وما يليهم من آيات، قصة قرية يقال أن اسمها إنطاكية الموجودة ببلاد الشام، كانوا قوم يعبدون الأصنام، وأرسل الله لهم 3 من الرسل من الحواريين الذي كانوا مع عيسى ابن مريم عليهما السلام، يقال أن اسمائهم هي:صادق ومصدوق وشلوم، وهناك رواية أخرى تقول أن اسمائهم هي : شمعون و يوحنّا و بولس.

 

لكن أهل القرية كانوا قوم على ضلال، فقالوا للرسل: ( قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ)، فعللوا عدم إيمانهم بنوع الرسول المرسل إليهم، لأنهم أرادوا ملائكة تدعوهم للإيمان، فلما ييأس الرسل من كفرهم ، فكان رد الرسل أنهم قالوا  قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ* وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ)، لكنهم عاندوا مع الرسل ، وردوا عليهم، وقالوا:( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ)، وتطاولوا عليهم وهددوهم بالرجم، وقالوا:( لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ).

 

وبمنطق رد الرسل، وقالوا: ( قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم)، فسوء الحظ من عملهم السيئ وكفرهم القبيح، وزاد الرسل وقالوا  بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)، فإسرافهم في الظلم والكفر هو الضياع بعينه عن الصراط المستقيم، وهنا وقف الرسل يدافعون عن رسالتهم بكل شجاعة وصبر وحنكة، مع أن أهل القرية قرروا قتلهم.

 

قال تعالى: ( وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)، ذلك الرجل يقال أن اسمه حبيب الذي كان يعمل نجارا، أي أنه كان رجل عادي، لا يملك سلطة أو جاه، أكرمه الله تعالى بأن آمن بما جاء به الرسل الثلاثة، بعد أن استطاع الرسل علاج ابنه المريض، وعلاج الكثير من المرضى الآخرين.

 

ولما علم الرجل الصالح بأن أهل القرية قرروا قتل الرسل الثلاثة، هرول دون تأخير، لكي ينقذ الرسل ويدافع عن الحق، وذهب لأطراف القرية والمدينة، وقال الرجل لأهل قريته ومدينته: ﴿ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا  وَهُم مُّهْتَدُونَ)، وزاد على كلامه، وأعلن إيمانه بالله وقال: (وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي* أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ)، وأكد بكل شجاعة وحزم على أنه إذا لم يتبع الرسل، ويؤمن بالله دخل طريق الظلم والضلال وقال: ( إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ* إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ)، فهجم عليه القوم ورموه بالحجارة، وقيل أن القوم داسوا عليه بأقدامهم، مات وهو يردد : اللهم أرزق قومي الهداية.

 

ودخل الرجل الجنة، وهو يقول: (قال يا ليت قومي يعلمون)، وقيل أن القوم قتلوا الرسل الثلاثة أيضا بعدها، لكن القرآن الكريم ذكر قتلهم للرجل فقط ، فجاء عقاب الله تعالى لهم، فقال تعالى: ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ*  إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ)، فقضي على القوم الكافرين بالصيحة، الصيحة كانت صاعقة نزلت من السماء، ورجت الأرض رجا رجا، ودمرت كل شئ تدميرا، وأسكتت الجميع.

شارك المقالة:
102 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook