قصة إبراهيم ابن أدهم مع الخباز

الكاتب: رامي -
قصة إبراهيم ابن أدهم مع الخباز
إبراهيم ابن ادهم هو عالم من علماء أهل السنة والجماعة ، وكان مشهورًا بالزهد والورع في الدنيا وهو من أبناء الملوك ولكنه أثر الآخرة على الدنيا ، ومن أشهر أدعيته : {اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك} .

وقد خبأ الله عز وجل رضوانه في طاعته ، فلا تحتكرن من الطاعة شيئًا فربما فيها رضوان الله ، كما خبأ سخطه في معصيته فلا تحتكرن من المعاصي شيئًا فربما فيها سخط الله عزوجل وخبا وليه في عباده فلا تحتقرن من عباد الله أحدًا فربما هو ولي الله .

يُحكى أن العالم الجليل إبراهيم ابن ادهم جاء بعد أن اعتمر بمكة إلى المدينة المنورة ليزور قبر رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وبعد أن صلى العصر والمغرب والعشاء جلس بالمسجد ، وكان هذا اليوم ممطر والجو بارد .

وفي المسجد النبوي بعد صلاة العشاء وبعد أن يغادر المصلون ، كان العاملون على المسجد يقومون بإخراج من بقي بالمسجد لكي يقوموا بتنظيفه ، ولكن إبراهيم ابن ادهم ظل بالمسجد وهم لا يعرفونه ولم يكشف عن هويته وهو عالم جليل ملأ علمه الأرض كلها .

فطلبوا منه أن يغادر لكي ينظفوا المسجد فقال لهم أنا غريب وليس لي مكان بهذه البلاد ، وهم يصرون أن يخرجوه وهو يقول لهم أنا ليس لي مكان بتلك البلاد أنا غريب ، فقاموا بجره من رجليه جرًا إلى خارج المسجد .

فشاهده خباز كان يعمل بفرنه بجوار المسجد النبوي فحن قلبه لهذا الرجل وقال له أنت غريب ؟ فقال إبراهيم ابن أدهم نعم إني غريب ، فقال له تعالى معي واجلس بجواري فأنا أخبز ، واجلس أمام الفرن لتستدفئ وتأكل رغيف من الخبز وعندما تحين صلاة الفجر نذهب لنصلي معًا .

فجلس ابن أدهم بجوار الرجل الخباز فشاهد العجب العجاب منه ، فكان الخباز يعجن العجين ثم يسوى الرغيف ثم يضعه في الفرن ، وهو يقول بسم الله ثم يضع كفه على خده وينتظر حتى يطيب الرغيف فيقوم بإخراجه من الفرن ، ثم يقول الحمد لله ويفعل هذا مع كل رغيف يقول بسم الله حين يضعه بالفرن وحينما يطيب يقول الحمد لله ويضعه بجواره .

ظل الخباز يفعل هذا من بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر ، فتعجب إبراهيم ابن أدهم من هذا الخباز وقال له : أما لك ذكر غير هذا ؟ فقال الخباز لا ، أنا منذ عشرين عامًا ليس لي إلا هذا الذكر بسم الله حين أضع الخبز والحمد لله حين يطيب الخبز .

فقال له العالم الجليل : وماذا رأيت من ثمرة هذا الدعاء والذكر ؟ فقال الخباز : ما دعوت الله دعوة إلا واستجاب الله لي فور أن أنتهي منها إلا دعوة واحدة ) فقال له العالم الجليل إبراهيم ابن ادهم و ما هي تلك الدعوة ؟ فقال الخباز : منذ سنين وأنا أدعو الله أن يجمعني مع عبد من عباد الله الصالحين يسمي إبراهيم ابن ادهم ، ولكنه لم يحضر أبدًا .

كان الخباز يحكي هذا ولا يعرف أن هذا الرجل هو العالم الجليل إبراهيم ابن أدهم الذي طالما دعا الله لرؤيته ، فقال إبراهيم ابن ادهم العالم الجليل : والله أنت عند الله خير من إبراهيم ابن أدهم ، فقال له الخباز استحي يا رجل من الله خباز جاهل مذنب مثلي أحب وأقرب إلى الله من هذا الرجل العلامة ذو العلم الغزير .

فقال له العالم الجليل : لاستجابة دعائك لقد أوتي بي إليك جرجرة ، فعرف الخباز أنه هو العالم الجليل وأن الله ساقه إليه واستجاب لدعائه ، فسبحان الله فهذا الخباز هو ولي من أولياء الله الصالحين في الأرض ، بسبب حمده ودعائه فاللهم اجعلنا من أوليائك الصالحين .

شارك المقالة:
131 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook