قصة إصرار اسرائيل على تكريم طبيب مصري

الكاتب: رامي -
قصة إصرار اسرائيل على تكريم طبيب مصري
"تسعى إسرائيل منذ فترة إلى الوصول إلى ممثل عن عائلة دكتور مصري ليتلقى جائزة استحقها لدوره أثناء الحرب العالمية الثانية ، مع اليهود ، ضد عنصرية النازية ، ومحرقة الهولوكوست ، ولكن عائلته ترفضه مراعاةً لشعور المصرين ، فمن هو هذا الطبيب ؟ ولماذا تحاول دولة إسرائيل تكريمه؟

هو الطبيب المصري محمد حلمي :
ولد الدكتور الراحل في العاصمة السودانية عام 1901م ، بعدها ارتحل وعمره 21 عامًا إلى برلينلدراسة الطب ، وبعد إكمال الدراسة ، وممارسة مهنة الطب ، ولأسباب التمييز العرقي ، والعنصرية وبعد وصول النازية إلى الحكم ، فُصل عن عمله عام 1937م ، وبعد انتهاء الحرب ، وظل في برلين إلى أن توفي عام 1982م ، ولم يترك أولادًا ، حيث لم ينجب من زوجته الألمانية.

موقف الدكتور محمد حلمي تجاه النازيين ، وسياسات العنصرية في عصر هتلر:
كان موقفه معقدًا جدًا ، حيث كان دائم الانتقاد للسياسة النازية والاعتراض عليها ، بعد عدم استطاعته الزواج بحبيبته الألمانية ؛ ولأنه عربي مصري اعتقل خلال الحرب العالمية الثانية ؛ لوقوع مصر تحت الاحتلال البريطاني ، وبريطانيا هي العدو الأول للألمان ، فتعرض للاعتقال أكثر من مره.

ماذا فعل الطبيب المصري محمد حلمي ليلقب بنصير اليهود :
قام هذا الدكتور بعمل إنساني خلال فترة الحرب العالمية الثانية ، كما يرى الألمان هذا اليوم ، وكما رأت الحكومة الإسرائيلية ، فخلال فترة الحرب العالمية الثانية واضطهاد اليهود من قبل النازيين ، قد أخفى هذا الطبيب يهودًا في عيادته ومنزله بالعاصمة الألمانية برلين ، ومنهم فتاة خبأها مدة ثلاث سنوات كاملة من ملاحقات النازيين.

وقد عرضه هذا العمل للكثير من المشاكل ، إذ عرض نفسه للخطر ومعاداة الحكومة النازية ، وبالفعل ، عندما علمت السلطات الألمانية النازية بالأمر ، اعتقلته بقرار مباشر من الزعيم هتلر ، ولكن القيادة المصرية تدخلت ، واستطاع الملك فاروق ملك مصر حينها إنقاذه.

لماذا دافع الدكتور محمد حلمي عن الفتاة اليهودية آنا بوروس غوتمان :
كانت تعيش في برلين مع والدتها وزوج أمها ، وأصلها روماني ، جاءت إلى برلين عندما كان عمرها عامين ، للعيش فيها ، وكان هو المعالج لكل أفراد عائلة الفتاة ، فأخفاها في كوخ خشبي ضمن أطراف المدينة ، علمت الحكومة بمكان الاختباء ، فعرض نفسه للخطر وقام بإخفائها بمكان آخر قبل وصولهم لها ، ونجت هي وأسرتها وسافروا إلى الولايات المتحدة .

تكريمه من نقابة أطباء برلين :
بعد تغير السياسات الألمانية تجاه اليهود ، فأصبحت الحكومة الألمانية اليوم تعد هذا العمل الذي قام به الدكتور عملًا بطوليًا إنسانيًا يستحق أن ينال به التكريم ، فقد عرض حياته للخطر ، لإنقاذ من يخالفونه في الدين والاتجاهات الفكرية ، وبالفعل كرمته نقابة أطباء برلين ، وأشارت النقابة عنه أنه عاش إنسانًا حقيقيًا ، ومات في صمت.

متحف ياد فاشيم وتكريمه للدكتور محمد حلمي :
قام المتحف بتكريم الدكتور المصري ، وهو أول عربي يحصل على الجائزة ، وهذا المتحف يختص بتوثيق ذكرى اليهود الذين تعرضوا للقتل على أيدي القوات النازية أو ما يُعرف بـالهولوكوست ، وفي هذا الصدد أفادت كثير من المواقع الإخبارية الإسرائيلية ، وموقع السفارة الإسرائيلية ، أن إدارة المتحف منحت الطبيب المصري محمد حلمي جائزة بعنوان شرفاء بين الأمم ولقبته بنصير الشعب اليهودي وعزيز إسرائيل.

ردود أفعال مختلفة حول قبول العائلة هذا التكريم :
أفادت الصحف الإسرائيلية أن العائلة ترفض هذا الوسام ، الذي يعد أرفع الأوسمة في إسرائيل ، تقول زوجة حفيد شقيق الطبيب لو كانت أي دولة أخرى هي التي عرضت التكريم لكنا سعداء بهذا الشرف ، وقالت أيضًا أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تظل علاقات عدائية ، رغم اتفاقيات السلام الموقعة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود .

ولكنها نوهت أنها تحترم الديانة اليهودية ؛ لأن الإسلام يعترف باليهودية كدين سماوي ، وعلى صعيد آخر أشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن أحد أفراد العائلة وهو أستاذ في الطب ، يبلغ من العمر 81 عامًا ، وافق على التكريم بشرط أن يكون التكريم من وزارة الخارجية الألمانية ، وليسالسفارة الإسرائيلية ، لأن العائلة ترفض تلقيها التكريم بشكل مباشر من الإسرائيليين .

"
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook