قصة إغاثة الملهوف لا تحتاج إلى ضجة

الكاتب: رامي -
قصة إغاثة الملهوف لا تحتاج إلى ضجة
حينما يحاول المرء مساعدة الغير دون رياء أو تفاخر وجب عليه  أن يراعي أن إغاثة الملهوف لا تحتاج إلى ضجة وإنما يجب أن تتم في صمتٍ حتى ينال ثوابها لأن الضجة تضيع عمل الخير وتجعله كأن لم يكن ، لأن المساعدة هنا مقرونة برؤية الناس ومشاهدتهم لها وهذا ما لا يحبه ويرضاه الله .

قدم سيرك مشهور ذات مرة إلى قرية بعيدة من قرى الريف ، فهرى سكانها مع أبنائهم وذويهم لزيارته فقد كانت تلك أول مرة يصل فيها السيرك إلى قريتهم النائية ، وكان من بين المتجمعين على باب السيرك مزارع فقير قدم مع زوجته وأطفاله الأربعة ليلبي لهم رغبتهم الملحة في رؤية السيرك المتنقل ومشاهدة فقراته الجميلة .

كان المزارع يقف متفاخرًا وسط أسرته التي كانت ملامح السعادة ترتسم على وجوههم لأنهم لأول مرة سيشاهدون السيرك الذي كانوا يسمعون عنه دائمًا في الحواديت والقصص ، كان الرجل ينتظر دوره على شباك التذاكر وحينما جاء الدور عليه طلب تذاكر له ولأسرته .

ولكن ما ذكرته البائعة عن ثمن التذاكر وقع على رأسه كالصاعقة ، فقد كان الثمن أكثر مما يحمله معه في جيبه ، لم يعرف الرجل المتواضع كيف يتصرف أيمضي في صمت ويكسر بخاطر أسرته أم يقدم ما في جيبه من مال ويعرض نفسه للإحراج .

كان الرجل يقف في موقفٍ لا يحسد عليه وجهه يتصبب عرقًا ويده تتحسس النقود التي قي جيبه وتعود مخذولة لترتكز على شباك التذاكر ، وفي عينيه نظرة حائرة أما نظرات أعين أبنائه التي كانت تتطلع إليه بتساؤل وإلحاح .

لاحظ الراجل الذي كان يقف خلفه ما يحدث وبالرغم من أن حاله لم يكن أفضل من حال المزارع الحائر كثيرًا ، إلا أنه أغاثه حينما أسقط بعض النقود من جيبه على الأرض ، ثم انحنى ليحضرها بعد أن ربت على كتف المزارع الواقف أمامه قائلًا : عفوا يا أخي لقد وقع منك مبلغٌ من المال .

نظر المزارع إلى الرجل نظرة ملؤها الامتنان والشكر على ما فعله معه عن عمد وقال له والدمعة تكاد تترقرق في عينيه : شكرًا لك يا أخي لن أنسى فضلك هذا ما حييت ، وبهذا استطاع الرجل العطوف أن يقدم المساعدة للمزارع رقيق الحال دون أن يحرجه أو يشعره بالدونية والفقر .

شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook