قصة إنّ البلاء مُوكّل بالمَنطِقِ

الكاتب: رامي -
قصة إنّ البلاء مُوكّل بالمَنطِقِ
إنّ البلاء مُوكّل بالمَنطِقِ ، مثّل من أشهر الأمثال العربية من تراثا العربي الأصيل ، وصاحب مقولة هذا المثّل سيدنا أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، وسنروي قصة المثّل كما وردت في التراث العربي كالتالي …

قصة المثّل :
يقال ان أول من قال تلك المقولة والتي سارت مثلاً فيما بعد هو سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه ، ففيما ذكره ابن عباس ، قال : حدثني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، لما أمر رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب ، خرج وأنا معه وأبي بكر ، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب ،  فتقدم أبو بكر ، وكان نسّابة فسّلم فردوا عليه السلام .

فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة ، فقال : من هامتها أم لهازمها ؟ قالوا : من هامتها العظمى ، قال : فأي هامتها العظمى أنتم ؟ قال : ذهل الأكبر ، قال : أفمنكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم جساس بن مر حامي الذمار ومانع الجار ؟ قالوا : لا.

فقال : أمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا ، قال : أفأنتم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا ، قال : فلستم ذهلا الأكبر ، أنتم ذهل الأصغر ، فقام إليه غلام قد بقل وجهه يقال له دغفل ، فقال : إن على سائلنا أن نسأله .. والعبء لا تعرفه أولا تحمله .. يا هذا إنك قد سألتنا فلم نستكتمك شيئًا فمن الرجل أنت ؟

قال : رجل قريش ، قال : بخ بخ أهل الشرف والرياسة ! فمن أي قريش أنت ؟ قال : من تيم ابن مُرّة ، قال : أمكنت والله الرامي من صفاء الثغرة ، أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعي مجمعا ؟ ، قال : لا ، أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال : لا ، قال : أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كأن في وجهه قمرًا يضيء ليل الظلام الداجي ؟ ، قال : لا .

قال : أفمن المفيضين بالناس أنت ؟ ، قال : لا ، قال : أفمن أهل الندوة أنت ؟ ، قال : لا ، قال : أفمن أهل الرفادة أنت ؟ ، قال : لا ، قال : أفمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل السقاية أنت ؟ ، قال : لا .

عودة أبي بكر وقوله المثّل الشهير :
واجتذب أبي بكر الصديق زمام ناقته ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال دغفل : صادف ردء السيل درءًا يصدعه ، أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك زمعات قريش ، أو ما أنا بدغفل ! قال : فتبسم رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، قال علي : قلت لأبي بكر : لقد وقعت مع الأعرابي على باقعة ، قال : أجل إن لكل طامة طامة ، وإن البلاء موكل بالمنطق .

شارك المقالة:
74 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook