قصة إيمان الرجل العجوز

الكاتب: رامي -
قصة إيمان الرجل العجوز
قديمًا في إحدى القرى الفقيرة ، كان هناك رجلٌ عجوزٌ فقير يعيش بتلك القرية ، ورغم فقره هذا كان الملك يغار منه ، لأنه يمتلك حصانًا أبيض جميل لا مثيل له ، وقد حاول الملك شرائه مرارًا وتكرارًا لكن دون جدوى .

فرغم ما عرضه الملك عليه من سعر رائع ، إلا أنه رفض قائلًا : إنه ليس مجرد حصان عادي بالنسبة لي ، إنه صديقي فكيف يمكن أن أبيع صديقي ، اعذرني يا مولاي فهذا أمر مستحيل .

وفي صباح أحد الأيام عندما ذهب العجوز إلى مكان الحصان لم يجده ! فانتشرت الأخبار في القرية كلها وتجمع أهلها حول منزله ، وأخذوا يقولون له يا لك من رجل عجوز غريب ، الكل كان يطمع في حصانك الجميل ، وكان من الطبيعي أن يسرق في يوم مًا .

لماذا لم تبعه بالسعر المغري الذي عرض عليك ؟ ها هو الآن قد ضاع وضاعت معه الثروة الكبيرة ، فقال لهم الرجل العجوز بصبر وإيمان كبير : كيف لكم أن تعرفوا إن كان في رحيل الحصان سوء حظ أو خير لي ؟ فتعجب الناس من رده وقالوا له : لا تخدعنا وتخدع نفسك لقد خسرت كنزك ، وهذا بالتأكيد سوء حظ .

فقال الرجل بنفس الثبات : كل ما أعلمه الآن أن الحصان لم يعد موجود ببيتي ، وغير ذلك لا أعلم فمن يدري ماذا تحمل الأيام المقبلة ، سخر الناس من حديثه وضحكوا عليه ثم انصرفوا ، وتركهم يتعجبون من جنونه ، كيف يرفض بيع الحصان الذي كان سيجعله رجلٌ ثري ، يحيا حياة أفضل من تلك التي يعيشها .

وبعد أيام قليلة عاد الحصان من البرية ومعه الكثير من الأحصنة من نفس السلالة ، فتجمع أهل القرية عند بيت العجوز مرة أخرى ، وأخذوا يقولون له : لقد كنت علي حق ونحن كنا المخطئون ، إننا نأسف كثيرًا على حكمنا عليك ، فرحيل الحصان لم يكن سوء حظ .

فبفضله لديك الآن خيولٌ كثيرةٌ أكثر جمالًا وقوة ، ويمكنك الاستفادة منهم من خلال تدريبهم وكسب المزيد من الأموال ، فأجاب الرجل العجوز عليهم مرة أخرى بنفس الرد : من يدري إن كان كثرة الخيل نعمة أم لا ، فأنا لا أعلم .

تعجب أهل القرية للمرة الثانية من ردة فعل العجوز ، فرغم امتلاكه كل تلك الخيول لا يبدو سعيدًا ، وبعد عدة أيام بدأ ابن الرجل العجوز في تدريب تلك الخيول ، ولكن أثناء قيامه بذلك سقط من على أحد هذه الخيول البرية ، وكسرت ساقية فلما سمع الناس هذا الخبر ، قالوا له : لقد كنت على حق ونحن المخطئون .

فكثرة الخيول لم تكن نعمة لأن بسببها أصيب ابنك الوحيد الذي كان يعينك في كل الأمور ، وأخذ يواسونه على سوء حظه فقال لهم بنفس الإيمان الراسخ : إن ابني فقط رجليه مكسورتان ، من يدري ما إذا كان هذا سوء حظ أو نعمة ؟

كالعادة غادر أهل القرية وهم متعجبين من ردة فعله الصابرة علي البلاء والراضية بكل قضاء ، حتى مر شهر اندلعت بعده الحرب ، فاضطر كل شباب القرية للانضمام إلي الجيش ، وكان الجميع يبكون على رحيل أبنائهم .

وذهبوا إلى الرجل العجوز قائلين له : لقد ذهب أبنائنا إلي الأبد أما أنت فابنك سيعيش معك علي قيد الحياة بسبب إصابته تلك ، وكعادة الرجل العجوز الصابر قال لهم : لا أحد يعرف إن كان ما انا فيه نعمة أو سوء حظ فالله سبحانه وتعالى وحده يعلم الخير متى وأين سيحدث لنا .

فهكذا هي حياتنا عندما يريد بنا الله الخير سيحدث وعندما يريد الشر سيحدث ، لذا لا ينبغي لنا ان نحكم على الأشياء حسبما نراها ، فنحن لا نعلم ماذا سيأتي بعد ذلك ، ولكن الله سبحانه وتعالى وحده من يعلم الغيب ويسير الأمور.

القصة مأخوذة The Old Man Replied

شارك المقالة:
89 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook