ماكينة الصراف الآلي أو ATM عبارة عن قطعة معقدة من التكنولوجيا لا يوجد مخترع واحد لها فالآلة التي تستخدمها اليوم هي مزيج من اختراعات مختلفة بعض الأجهزة تصرف النقود فقط ولكنها لم تقبل الودائع في حين طور آخرون آلات للودائع ، بشكل عام أجهزة الصراف الآلي هي أجهزة كمبيوتر متطورة يمكنها أن تفعل أي شيء في مجال الخدمات المصرفية بعد ابتكرها أدخلت الخدمة الذاتية للعمل المصرفي وكان تطور كبير للغاية .

الخدمات المصرفية الآلية المبكرة :
يعتقد العديد من الخبراء أن أول ماكينة مصرفية آلية هي من إنشاء المخترع أمريكي ورجل الأعمال  لوثر سميجيان ، عقد سميجيان براءات اختراع على جميع أنواع الأشياء بما في ذلك جهاز محاكاة للطيران وجهاز أشعة سينية بالألوان وكاميرا ذاتية التركيز ودراجة تمارين رياضية وجهاز مراقبة ولكنه اشتهر بجهاز الصراف الآلي  Bankograph وهي آلة يمكن أن تقبل النقد أو الشيكات في أيساعة من النهار أو الليل .

في عام 1960م نجح سميجيان في إقناع بنك مدينة نيويورك بأخذ عدد قليل من أجهزة الإيداع الآليالخاصة به ، حتى يتمكن العملاء من الوثوق في أنهم سيرون أموالهم مرة أخرى وكانت هنالك  ميكروفيلم داخل Bankograph أخذ لقطة لكل إيداع. تلقى العملاء نسخة من الصورة كإيصالهم ،ومع ذلك لم يتمسك البنك بالآلة وكان الذين يستخدمون الآلات هم المقامرون الذين لم يرغبون في التعامل مع الصرافين وجهًا لوجه ،  وأوضح سيميان ، ولم يكن هناك ما يكفي منهم لجعل الآلات بمثابة استثمار جدير بالاهتمام .

ظهور أجهزة الصراف الآلى :
ولكن مع نهاية فترة الستينيات كانت الأوقات تتغير ، وكانت شريحة أوسع من السكان – أكثر ارتياحًا مع فكرة الخدمة الذاتية وأكثر رغبة في الثقة بتكنولوجيا الخدمة المصرفية ، وفي عام 1967م  كانمخترع اسكتلندي يدعى جون شيبارد بارون يجلس في حوض الاستحمام فخطرت لديه فكرة ، في آلات بيع الشكولاته فماذا بآلات النقود ، أحب بنك باركليز في لندن الفكرة وتم تثبيت أول جهاز صراف آلى لشركة شيبير بارون في فرع في إنفيلد هاي ستريت .

بعد فترة وجيزة على عكس أجهزة الصراف الآلي الحديثة لم يستخدم جون شيفرد بارون البطاقات البلاستيكية بدلًا من ذلك استخدمت قسائم ورقية مطبوعة بالحبر المشبع حتى يتمكن الجهاز من قراءتها ، أدخل العميل رمز تعريف وأخذ نقدًا بحد أقصى 10 جنيهات إسترلينية في المرة الواحدة .

كانت أول ماكينة مصرفية آلية في الولايات المتحدة تم تصميمها من قبل مهندس دالاس ولاعب بيسبول محترف سابق يدعى دونالد ويتزل ، واستخدمت ماكينة Wetzel’s machine البطاقات البلاستيكية مثل التي نستخدمها اليوم (بدلاً من الحبر المشع ، تخزن البطاقات معلومات الحساب في شرائط مغناطيسية.) في سبتمبر 1969م قام فروع بنك  Chemical Bank البريطاني في لونغ آيلاند بتركيب أول جهاز من ماكينات Wetzel .

وبحلول عام 1970م قفزت عشرات البنوك لاستخدام جهاز ATM وتقديمه للمستخدمينواستخدمت البنوك جميع أنواع الحيل الإعلانية لجذب انتباه العملاء كانت جميع الإعلانات التجارية تتحدث عن فوائد الجهاز .

مع ذلك استغرق الأمر وقت لكسب ثقة المستهلكين وفي عام 1977م أخذ رئيس بنك Citibank مخاطرة كبيرة حيث أنفق 100 مليون دولار لتركيب أجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء مدينة نيويورك ، مما زاد من استخدام الأجهزة بنسبة 20% وتم انطلاق الحملة الإعلانية المعروفة باسم The Citi Never Sleeps وأظهرت الملصقات واللوحات الإعلانية للعملاء في كل مكان بعد ذلك تبعه كل البنوك تقريبًا .

اليوم يوجد نحو 2 مليون جهاز صراف في كل أنحاء العالم على الرغم من أن استخدام الآلات قدانخفض في السنوات الأخيرة ، على الأرجح بسبب قيام المزيد من الناس بالشراء باستخدام بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم بدلاً من النقود ، فإن أجهزة الصراف الآلي لا تزال تحتل مكانًا في الثقافة الحديثة. تبيع ماكينات اليوم كل شيء من تذاكر الطيران إلى تذاكر السينما إلى العلاج .