تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : أتعلم السحر ولا تعمل بوش .. قيل في قديم الزمان ، وتدور أحداث قصة المثّل كالتالي .
معنى مفردات المثل : أتعلم السحر ولا تعمل بوش ، الشين في الأواخر من علامات النفي عندهم وتأكيد له ، وهي مقتضبة من لفظ شيء ، فمعنى بوش : أي به شيء ، وتعني أي لا تعمل به شيئًا .
المقصود من المثّل وشرحه : أي تعلم السحر ولا تعمل به ، لأنك ما دمت لا تضُر به أحدًا ، فعلمك به نافع لك ، في اتقاء ضرره ، ودفعه عنك ، وهم يقصدون كل شر لا السحر بخصوصه .
المثّل في التراث وأبيات الشعر : وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة ، يقول : من لم يعرف الشر ، كان أجدر أن يقع فيه .. وأنشد لفراس الحمداني : .. عَرَفت الشرّ لا للشّر لكن لتوقّيه ، ومن لم يعرف الشّرّ من النّاس يَقَع فيه..
المثّل ومقارنته بتعاليم الدين : يقول الله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) صدق الله العظيم .. آية 102 من سورة البقرة .
ونجد أن الله سبحانه وتعالى ينهانا عن تعلم السحر وعن العمل به ، فلا يجوز تعلم السحر ولا العمل به لأن ذلك منكر والله بين إنكاره في الآية المذكورة ، بل وجعل تعليم السحر من عمل الشياطين الذي ذمهم الله عليه ، وعابهم به وهم أعداؤنا .
فقال في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ ) ، ثم قال بعده ، بسم الله الرحمن الرحيم ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) صدق الله العظيم .. فبين أن تعلم السحر كفر وليس بخير .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.