قصة اتيلا الهوني

الكاتب: رامي -
قصة اتيلا الهوني
يعتبر القرن الخامس  الميلادي من أسوء الفترات التي مرت على الشمال الأوربي ، بسبب خروج شخص جاء لهم بالرعب والفزع والخراب يدعى اتيلا الهوني ، من أكثر الرجال عنفًا قام هو ورجاله البرابرة بتعذيب الناس واغتصاب النساء وتروى عنه أشد القصة عنفًا  قصة أنه قام بغلي دماء النساء وشربها ، قام بنشر رجاله في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية وأبادوا السكان ، حتى أيقن الناس أن الله يعاقبهم به لذلك لُقب باسم عقاب الله .

قال ويل ديورانت في كتابه قصة الحضارة أن الهون كانوا من الأتراك ، وقد نفدوا إلى أوروبا قادمين إليها من آسيا الوسطى وبالتحديد من براري منغوليا ، ظهر على الحدود الشرقية الأوربية ، وتحركوا نحو عشائر القوط وعدد وهم من القبائل الجرمانية ، واستقر بهم المطاف عام 370م بالمجر ، بعدماعملوا على إجلاء منطقة البحر الأسود ، حتى أصبح الهون قوة لا يستهان بها .

ولد أتيلا الهون عام 406م ، مارس العنف منذ أن كان صغيرًا تعلم ركوب الخيل والسير على قدميهلمسافات طويلة ، ولما بلغ من العمر ثمانية وعشرون عام توفى الإمبراطور العم رو ، واستلم أبناء اخيه الحكم اتيلا وبلاديا ، ما لبث حتى أراد اتيلا الاستيلاء على الحكم بمفرده ، ولكنه لم يستطيع حيث كان أخيه يتمتع بدعم شعبي كبير بين قبائل الهون .

بدأ في اخضاع القبائل البربرية بشمال وشرق البلاد ، حتى كون جيشًا عظيمًا تخشاه آسيا كلها ، كانت الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت محمية لإمبراطورية الهون وتدفع لهم 700 رطل منالذهب سنويًا ، من أجل حمايتها من القبائل البربرية ، وما أن علم الإمبراطور الروماني ثيودؤسيوس الثاني بوفاة العم رو حتى ألغى الاتفاقية ورفض دفع أي مبالغ أخرى للهون ، فقام كل من أتيلا وبلاديا بتجهيز الجيوش لاقتحام وغزو أوروبا الشرقية .

وقد وأرخ لتلك الهجمات الوحشية أنها هجمات مميتة ، واستطاع الهون تغطية مساحة كبيرة من الأراضي في ثوان معدودة ، ولما علموا أن روما أرسلت جيش إلى صقلية من أجل الاستيلاء على شمال افريقيا استغل الأخوان الوضع وكثفوا هجماتهم من خلال نهر الدانوب ، وقاموا بمهاجمة بلدة كونستانتا داخل رومانيا نفسها ، وقاموا بسحق السكان ، مما جعل امبراطور الشرق يسرع بدفع الجزية حتى يتوقف الأخوان عن هجماتهم الوحشية .

وتم عقد الاتفاقية وعاد أتيلا محمل بالذهب لنهر الدانوب ، وعندما عادت القوات من صقيلة يقال عدد من المؤرخين أنهم لم يستطيعوا أن يمشوا في الطرقات بسبب أعداد القتلى والجثث ، ما أن لبث أن نفد صبر اتيلا على أخيه لأنه كان محبوب ويتمتع بالذكاء ، فقام بذبح أخيه وهو نائم وانفرد بالحكم وحده .

وبعد ذلك بدأت الانشقاقات تدب في الامبراطورية المهولة و لجئوا إلى الإمبراطورية الرومانية ، التي قبلت اللجوء ، فعمل اتيلا على ترتيب الهون وتوحيد القبائل البربرية تحت لوائه مرة أخرى ، من المعروف أن الهون لا دين لهم قد نشئوا تحت عدد من الخرافات فتم إحضار رسيف إلى اتيلا اشارة من السماء أن يكون هو الفاتح العظيم للأمم ، وأطلق عليه مارس آله الحرب وقال انه سيكفله النصر.

وقام عام 443م بشن هجوم على الإمبراطورية الرومانية كان هجمات تدميرية للمدن وقام فيهابسحق كافة القوات الرومانية المرابطة على نهر الدانوب وتوغل في مدينة نيس وسيرديسا ودمرها ودنسوا الأضرحة ، واستمرت تلك الهجمات المرعبة على أراضي البلقان حتى دمر جميع المدن واتجه نحو اليونان ، كان هدفه الأول نهب الثروات ، وعندما حان وقت القسطنطينية ضرب زلزال قوي دمر أسوار المدينة مما جعلها فرصة سهلة له ، مما أضطر الإمبراطور ثيودؤسيوس الثاني لعقد معاهدة جديدة مع أتيلا ، ورفع الضريبة إلى 2100 رطل من الذهب سنويًا .

لما عاد إلى مملكته وكان له عدة زوجات كانت الغيرة بينهم شديدة واستطاعت احداهما وتدعى فوترون ، أن تقول له أنها رأت إحدى زوجاته مع عبد فقام بقتلهم سويًا ، ولما علم بخدعة فوترون بذح طفلتها وأكلها ، وفي عام 45م تلقى هدية من الأميرة أناريا شقيقة فالنتين إمبراطور روما الغربية، تناشده من زواج فرض عليها والحقيقة أنها كانت متهمة بعلاقة مع أحد مستشارين الملك فعرض عليها أن تتزوج من سياسي مغمور لإنهاء الفضيحة .

ورفضت وقبلت من أتيلا أن تكون زوجة له لعقد تحالف مما لفت نظره لإمبراطورية الغرب ، والتي كانت أضعف من الشرق فطالب أتيلا بالمهر حسب عادة الرومان وهو أن يأخذ نصف أراضي الإمبراطورية الرومانية الغربية ، ولكن الإمبراطور فالنتين الثالث رفض الأمر تمامًا حتى أنه رفض الزواج من الأساس ، بالطبع هدد اتيلا الإمبراطور .

وفي عام 451م ذهب لمطالبة بما يدعوه حقًا له ، وانطلق يغزو ممالك القوط وجزء من فرنسا ، ودمرمدن ألمانيا ، وهناك قابل سيدة متنسكة تدعي أورسولا ، سلب جمالها عقله فطلب منها الزواج ولكنها رفضت فقام بذبحها مع ألف من المتنسكات داخل دور العبادة ونهب الثورات ، ولكن استطاع الجيش الغربي أن يقنع القوط بالتحالف ، وبالفعل وصل كل من أتيلا بجحافل الهون لمواجهة أكبر جيش رومانيا في الغرب ، وأشتبك الجيشان في معركة شديدة الشراسة وتعد من أعظم معارك التاريخ القديم رعبًا سميت بمعركة شالون .

وفي النهاية حسمت المعركة لصالح القوط وكانت أول هزيمة تقهر جبرت أتيلا وانسحب ليلًا نحو ألمانيا لتنظيم الصفوف ، وفي العام التالي من الهزيمة الكبيرة قاد أتيلا فرسانه البرابرة وعبروا جبال الألب للوصول إلى  وسط أوروبا نحو إيطاليا ، دمر المدن واسقط الامبراطورية الرومانية ، ووصلت جحافل الهون التقدم نحو مشارف روما ، ولم يكن أمام الإمبراطور فالنتين الثالث حلًا غير أن يرسل وفدًا بقيادة بابا روما ليو الأول ليفاوضه ، كان اتيلا قد وهن ودبت الأمراض الوبائية بين جنوده كالطاعون وأصبح عديم المؤن ، فوافق على معاهدة السلام .

عاد محملًا بالذهب وبعد شهور تزوج من فتاة جرمانية بديعة الجمال عام 453م تدعى أيلديكو  كانت إحدى السبايا ، ودخل العرسان غرفتهم وفي صباح اليوم التالي دخل الجنود ليجدوه ميتًا ، تقول بعض الروايات كانت الدماء تغطي وجهه والعروس تنتحب في إحدى زوايا الغرفة ، ودفن الملك سرًا على ضفاف النهر ودفنت معه بعض الغنائم ، وبعد وفاته سقطت امبراطورية الهون وتمزقت حتى انهارت تمامًا عام 470م ، ومازال قبر اتيلا مفقودًا إلى اليوم.

شارك المقالة:
74 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook