كالكثير من المخترعين أمثال المخترع جيمس هارجريفس حيث لا يعرف أحد متى ولد ولا اين تعلم ، ولا حتى إن كان قد ذهب في حياته إلى معهد أو درس فى جامعة من الجامعات ، وكان أول ما سمعه الناس عنه أنه كان نجارًا وعمل في صناعة النسيج نساجًا في بلاكبورن من أعمال شمال إنجلترا سنة 1760م ، واستأجره رجل ثري ليصنع له آلة تمشط خيوط الصوف .

وفي ذلك الوقت كان كل الناس يفتلون الخيوط مستخدمين دولاب الغزل ويمكن أن تكون قد رأيت صورة لهذه الآلة البدائية في يومًا ما ، وقد حدث ذات يوم في منزل جيمس هارجريفس أن سقط دولاب الغزل في أثناء العمل ، وسقط في وضع جانبي وبقيت العجلة والمغزل الذي كانت قد فتلت حوله بضعة خيوط بقيا يدوران ، وكانت نتيجة هذا أنه عندما أعيد دولاب الغزل لوضعه الأول كانت العجلة في وضع رأسي بالنسبة للمغزل.

وهنا خطر لجيمس هارجريفس أنه لو وضع المغزل على طرفه السفلي ، بهذا الوضع الأخير فإنه يمكن أن يستخدم أكثر من مغزل واحد وفتل عدة خيوط في وقت واحد ، وهكذا قد صنع الآلة التي يمكن أن تحقق ذلك وسط إطار يسحب الخيوط ويعقصها ، وكان هذا أول مغزل وقد صنعه حوالي سنة 1764م ، وأطلق عليه الاسم آلة غزل جيني نسبة إلى ابنته الصغيرة جيني وما زالت الآلة حتىاليوم تعرف باسمها .

وبدأ المخترع يستخدم هذه الآلة التي صنعها بيديه استخداماً خاصًا به ، ليغزل الخيوط التي ينتجها ، ولكن لأنه كان يعول أسرة كبيرة فقد قام بصنع عدة آلات من التي اختراعها هذه ، وقام ببيعها لغيره من النساجين الذين أحبوا فكرتها ، وكانت الآلة هذه من بداية صنعها تفتل الخيوط بسرعة أضعاف خمسة أو ستة من سرعة الغزل اليدوي .

وقد قام جيمس هارجريفس بتطوير الآلة وصنع منها مجموعة آلات جديدة تتوافر لها سرعة أكبر ولكن هذا سرعان ما أغضب جيرانه ، فقد كان جيرانه الذين يعيشون من حوله يعملون بالطرق البدائية الأولى التي قد تحدثنا عنها ،  وقد خافوا أن يتعطلوا عن العمل بسبب هذا الاختراع الجديد ، وفي سنة 1768م تجمهر عدد كبير من جيرانه حول منزله وهم في حالة غضب واستياء شديد ،وقاموا بإلقاء أمتعته في منتصف الطريق العام  وتجبروا حتى أنهم قامو بأحراق آلات الغزل والنسيج التي صنعها بيديه.

وبعد هذا الحدث قرر هارجريفس أن ينتقل بأسرته إلى نوتنجهام ، حيث اهتم رجل اسمه جيمس بهذه الآلة الجديدة كثيرًا ، وقام بمشاركة جيمس هارجريفس وأقاما معاً مغزلا للقطن وكان هذا المغزل يستخدم تلك الآلات التي صنعها هارجريفس وقد حققا نجاحًا كبيراً.

ولكن جيمس هارجريفس أخفق في أمره ولم يقم بتسجيل اختراعه إلا في سنة 1770م ، وكان في ذلكالوقت هناك الكثير من المصانع ، التي قامت باستخدام آلات مماثلة وكانت منقولة أو مأخوذة عن الآلات التي صنعها هو بيديه ، وقد رفع جيمس هارجريفس الأمر إلى القضاء وقتها أثبت للمحكمة أنه قد قام ببيع آلات من صنعه ، وذلك قبل أن يسجل اختراعه هذا ومن ثم رفضت دعواه.

ومكنت آلات جيمس هارجريفس من صنع كميات كبيرة من القماش في وقت أقصر وبجهد أقل ، واستطاع الناس أن يصنعوا أقمشة أكثر مما كانوا يستطيعون من قبل وبعد ست سنوات من موت هارجريفس في سنة 1778م ، كان في إنجلترا عشرون ألف آلة من آلاته تستخدم في الغزل والنسيج.