المحتوى

قصة اختراع لجام المرأة الثرثارة

الكاتب: رامي -
لا تنفك عادات وتقاليد العصور الوسطى ، عن إدهاشنا ومفاجأتنا بما كان يحدث بها ، خاصة تجاه النساء فتارة تُتهم الجميلة منهن ، بممارسة فنون السحر والشعوذة ، وتارة تعاقب السيدة الثرثارة والمغتابة أو سيئة الطباع ، بإلجام فمها عن الحديث والتنكيل بها ، نعم فقد كان لجام الفم هو أحد وسائل التنكيل بالمرأة في العصور الوسطى ، وذلك للمرأة سليطة اللسان تحديدًا ، ولا يُطبق هذا العقاب على الرجال ، وتلك هي قصة هذا اللجام .

سبب اختراع لجام المرأة الثرثارة :
يعد هذا اللجام من أكثر وسائل عقوبة المرأة شهرة ، خاصة في حقبة العصور الوسطى في أوربا ، تلك الفترة التي بمراجعتها ، نجد الكثير من العادات والغرائب التي وقعت بها ، مثل تصميم هذا اللجام لمعاقبة المرأة الثرثارة به .

وكان يختار الرجل أن يوضع هذا اللجام ، على فم زوجته تنكيلاً بها ومعاقبة لها ، عندما يعلم بأنها كانت تخوض بالحديث والثرثرة ، مع نساء أخريات ، ولهذا كانت تتجنب أغلب النساء الثرثرة مع الغير ، حتى لا تتعرض لمثل هذا العقاب المهين .

والذي كان معروفًا أن من تضعه ، تعد امرأة سليطة اللسان وثرثارة ، مما دعا الكثيرات للصمت المطبق في تلك الفترة ، حتى لا تهين مظهرها وهيئتها أمام الآخرين ، ويقال أنها قد تعرضت لتعذيب اللجام .

كيفية وضع لجام المرأة الثرثارة :
لجام المرأة الثرثارة ، يعد أشهر أدوات التعذيب في عصره ، وكان يتكون من عدد من الأشرطة القوية ، وبعض القطع الحديدية ، حيث توضع القطعة الحديدية داخل الفم ، وكمامة مصنوعة من الحديد يتم لف الأشرطة حولها ، وقد تم تصميم هذا اللجام ، بحيث يبدو مثل القناع على الوجه ، يغطي الفم تمامًا بحيث يمنع المرأة من الحديث ، ويغطي بعض أجزاء من الوجه .

أما القطعة الحديدية التي توضع داخل الفم ، فقد كانت ضرورية لمنع المرأة من محاولة الحديث مرة أخرى ، وجدير بالذكر ، أنها كانت تحوي بعض الأشواك ، التي يمكنها أن تجرح وتدمي فم المرأة بشدة ، إذا ما حاولت الحديث عنوة ، وكانت تلك العقوبة تدفع الكثير من النساء ، للتفكير أولاً قبل أن تتفوه بكلمة واحدة ، قد تعرّضها لتلك العقوبة المهينة .

كانت الأشواك التي توضع في القطعة داخل الفم ، غرضها منع المرأة من الكلام ، وكان الزوج هو المسئول عن تركيب هذا اللجام للمرأة الثرثارة ، حيث يجر الرجل زوجته ، التي ترتكب هذا الخطأ ، ويضع لها هذا اللجام ، وكان بعض الرجال لا يكتفون بمثل هذا اللجام فقط ، بل كانوا يسحبون زوجاتهم في الشارع ، لكي يضحك عليها المارة ، ويقوم سكان البلدة بإهانتها أيضًا ، بشكل غير آدمي.

ومن المفترض آدميًا أن يكون الزوج هو مصدر الأمان ، والحماية لزوجته ، إلا أن هذا الإجراء واللجام ، كان يدفع الرجال أحيانًا لسحب نسائهم بالشوارع ، وأمر من حولهم بالبصق على زوجته ! لتأديبها بل كان البعض منهم يتفنن بوضع أجراس ، على اللجام حتى إذا سارت زوجته ، يعلم الجميع بأنها امرأة سليطة وثرثارة ويقوموا بإهانتها ، كلما مرت في طريق ، فتردعها الإهانة وتوقفها عن الثرثرة مرة أخرى .

ظلت تلك العادة لفترة طويلة من الزمن ، حتى بدأت تتلاشى تدريجيًا إلى أن انتهت تمامًا ، وتم الاحتفاظ بمثل تلك اللجامات داخل المتاحف الأوروبية الشهيرة ، خاصة أن هذا العقاب كان شديد الإهانة للمرأة ، إلى جانب أنه كان يتم بأيدي الزوج .

شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook