قصة اسلام ضمام بن ثعلبة

الكاتب: رامي -
قصة اسلام ضمام بن ثعلبة
تركت لنا السيرة النبوية المشرفة الكثير من القصص التي تبين منهجًا نبويَّا كريمًا في حلمه وحكمته صلَ الله عليه وسلم ، في دعوته ، وتعامله مع الوفود التي كانت تأتيه لتسأل عن هذا الدين الجديد ، مع اختلاف معتقداتهم وأفكارهم ، وبينت لنا اهتمامه بهم وحرصه على دعوتهم.

وكانت تلك الوفود حاملة الهدى والخير ، يعلمون أقوامهم مما تعلموا فأسلموا ، وبذلك تم انتشار الدين الإسلامي وتعالميه ، إلى كافة أنحاء الجزيرة العربية في العام التاسع الهجري.

فتح مكة وأثره في نشر تعاليم الدين الإسلامي :
بعدما نصر الله رسوله ، وفتح الرسول صلَ الله عليه وسلم ، مكة في العام الثامن للهجرة ، وفرغ من تبوك ، كان لهذه الفتوحات أكبر الأثر في تاريخ نشر الدين ، حيث انتشر سريعًا في جوانب الجزيرة العربية كلها نبأ الدين الجديد ، وما تضمنه من عقائد ، وما يفرضه على أتباعه من قيم وتعاليم .

وكان من نتائج الفتح أن أقبلت الوفود إليه من كل مكان في أرجاء الجزيرة ، لتستفسر عن الدعوة الجديدة ، وكان النبي صلَ الله عليه وسلم ، يهتم بتلك الوفود ، ويحرص على تعليمها ودعوتها ، بالحكمة والموعظة الحسنة.

وفود ضمام بن ثعلبة على النبي :
إن هذا الصحابي الجليل بعثه قومه إلى النبي محمد صلَ الله عليه وسلم ، فوفد على النبي وهو مع أصحابه في المسجد ، فأقبل يسأل عن النبي ، فأجابه النبي ، وكان يريد أن يسأل عن هذا الدين الجديد ، فقال : أسألك بربك ورب من قبلك ، آلله أرسلك إلى الناس كلهم ؟ فقال : اللهم نعم ، قال أنشدك بالله ، آلله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ؟ قال : اللهم نعم .

واستمرت أسئلة الرجل الذي تدل على مبلغ علمه ، ودقة معرفته بالدين الجديد فقال : أنشدك بالله ، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة ؟ قال : اللهم نعم ، قال : أنشدك بالله ، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها في فقرائنا ؟ فقال النبي صلَ الله عليه وسلم : اللهم نعم ، ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة كلّها يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها حتى إذا فرغ .

فما كان من الرجل إلا أن أسلم ، قائلًا : آمنت بما جئتَ به ، وأنا رسول ومِن ورائي قومي ، وعاهد النبي على طاعة أوامره ، واجتناب نواهيه دون زيادة أو نقصان ، ثم انصرف إلى بعيره ، فقال النبي صلَ الله عليه وسلم : إن يصدق ذو العقيصتين ، يدخل الجنة .

لعن ضمام بن ثعلبة للأصنام :
خرج هذا الصحابي الجليل عائدًا إلى قومه ، حتى قدم عليهم ، فاجتمعوا إليه يسألونه عما سمع عن الدين الجديد ، فكان أول ما تكلم به أن لعن اللات والعزى ، قالوا له : اتق البرص ، والجذام اتق الجنون ، قال : ويلكم ، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان ، إن الله قد بعث رسولًا ، وأنزل عليه كتابًا لينقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله .

ضمام يدعو قومه إلى الإسلام :
واستمر يحاور قومه ويدحض الباطل ، مبينًا لهم ما أمر الله به نبيه والمسلمين ، وما نهاهم عنه ، ومن تعاليم هذا الدين ، قال فو الله ما أمسى من ذلك اليوم من رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ، وفي ذلك يقول ابن عباس فما سمعنا بوافد قومٍ كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.

ماذا نستفيد من قصة إسلام ضمام :
كان رضي الله عنه أمينًا ناصحًا حريصًا على قومه ، بقدر ثقتهم فيه ، فلم يُرد أن يظلوا على الشرك لحظة واحدة بعد ما عرف الحق ، وذاق طعم الهداية ، فعندما اطمأن لما سمعه من النبي ، وصدَّق رسولَ الله ، وآمن به ، هاجم الشرك المتمثل في اللات والعزى ، ولم يجامل في الله أحدًا بعد أن آمن به ، ولو كانوا قومه وأقرب الناس إليه .

شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook