قصة اكتشاف مرض السكري

الكاتب: رامي -
قصة اكتشاف مرض السكري
يعتبر مرض السكري (Diabetes mellitus) من أقدم الأمراض التي تم اكتشافها ، كما أنه من أكثر الأمراض انتشارًا على مستوى العالم ، حيث يقدر عدد المصابين بهذا المرض عام 2014 حوالي 422مليون شخص .

ويتم علاج المرض عن طريق الحقن بالأنسولين ، إلا أن الأنسولين لا يقضي تمامًا على المرض ولكنه يعمل على تخفيض نسبة السكري لفترة مؤقتة ، كما أنه هناك نوعين من مرضى السكري ، ولكن اكتشاف هذا المرض مر بمراحل عديدة منذ عصور ما قبل الميلاد وحتى اليوم .

تاريخ اكتشاف المرض:
يرجع اكتشاف مرض السكري إلى 1500 سنة قبل الميلاد ، حيث ورد ذكره في أحد البرديات الفرعونيةالتي اكتشفها عالم المصريات جورج إيبرس ، ووصف في البردية بأنه (إدرار كثيف للبول ) ، ويعتقد أن الحالة التي تم وصفها في المخطوطات كانت من النوع الأول ، وقد أقترح الأطباء الفراعنة استخدام حبوب القمح والفاكهة والعسل لعلاجه .

وفي نفس الوقت تقريبًا تم اكتشافه من قبل الأطباء الهنود ، ويعتبر الأطباء الهنود أول من قاموا باختبارات سريرية لاكتشاف مرض السكري ، وقد لاحظوا أن بول الشخص المريض بالسكري يجذب النمل والذباب ، ولذلك أطلقوا عليه اسم (madhumeha) أو البول العسلي ، كما لاحظوا أيضًا أن مريض البول العسلي يعاني من عطش دائم .

في العام 230 قبل الميلاد استخدم الطبيب اليوناني (أبولونيس أوف ممفيس) لأول مرة تسمية (Diabetes) ، لوصف مرض السكري وهي كلمة يونانية تعني (يمر أو يعبر) ، وقد اعتبر هذا المرض ناتج من إصابة في الكلى ، وكان أول من قدم وصفًا طبيًا دقيقًا للمرض هو العالم (آولوس كورنيليوس سلزوس) عام 30 قبل الميلاد في موسوعته الطبية المسماة بكتاب الطب .

أما الطبيب اليوناني (أريتوس أوف كابوديكا) ، والذي عاش في القرن الثاني الميلادي ، كان أول من استطاع التمييز بين مرض السكري وداء السكري الكاذب ، وقد قدم وصف شامل لأعراض وأسباب الإصابة بمرض السكري الحاد والمرض المزمن .

في القرن الخامس الميلادي استطاع الطبيبان الهنديان (ساسروتا وشراكا) ، التعرف على وجود نوعين من مرض السكري ، وفي عام 1037 ميلادية قدم العالم المسلم ابن سينا في كتابة (القانون فيالطب) شرحًا دقيقًا مفصلًا لمرض السكري ، وأعراضه وتأثيره على الجسم.

وفي عام 1670م كان الطبيب توماس ويليلمز من جامعة أكسفورد هو أول من رجح ارتباط مرض السكري بالبنكرياس ، وفي عام 1776م كان الطبيب البريطاني (ماثيو دوبسون) ، أول من ذكر أنالمادة الحلوة في بول مريض السكري ، هي مادة السكر ، وقد اكتشف أن هذا المرض هو مرض منفصل وليس له علاقة بالكلى.

اكتشاف الأنسولين :
تم اكتشاف الأنسولين بداية من القرن التاسع عشر ، وقد ساعدت الاكتشافات الخاصة بمرض السكري في هذا القرن على فهم الكثير عن هذا المرض ، ففي عام 1815م أثبت العالم الفرنسي (Eugene Chevreul) أن المادة السكرية بالبول هي مادة الجلوكوز.

كما استطاع العالم الفرنسي كلود برنارد فهم الدور الذي تلعبه عصارة البنكرياس ، وفي نفس الوقت كان العلماء يبحثون عن أسباب الإصابة بالمرض ، وكان (ويليام بروت) هو أول من استطاع التعرف على الغيبوبة السكرية ، أما ويلهيلم بيترز اكتشف وجود الأسيتون في بول مريض السكري عام 1857م ، أما (أدولف كوزمال) فقد أرجع حدوث الغيبوبة السكرية لزيادة الأسيتون في الجسم .

تواصلت جهود العلماء بخصوص مرض السكري حتى وصل العلم لنقطة فاصلة في علاج مرض السكري وهي اكتشاف الطبيبين (فريدريك بانتنج) و(جون مكليود) للأنسولين عام 1921م حيثأنهم استطاعوا من خلال ربط غدد البنكرياس لأحد الكلاب المريضة بالسكري ، فقام بإفراز الأنسولين ، وقاما بجمعه ثم حقنه مجددًا فوجدوا أن حالة الكلب قد تحسنت كثيرًا ، ثم بعد ذلك جربوا هذا العلاج مع طفل مريض يدعى ليونارد تومسون وكان عمره 14 عامًا ، وقد نجح ذلكالعلاج في تحسن حالته كثيرًا وعاش حتى عمر السابعة والعشرين ، وتوفى بسبب الالتهاب الرئوي وقد حصلا على جائزة نوبل بفضل ذلك الاكتشاف  .

وقد لاقى اكتشاف الأنسولين ، صدى واسعًا على مستوى العالم ، كما أنه أصبح نقطة فارقة في علاج مرض السكري ، وعلى مدى الأعوام التالية ، تم تحسين وتطوير طرق استخراج الأنسولين ، مما أدي إلى انقاذ ملايين الأرواح ، حتى أن تيد ريدر وهو واحد من أول أربعة أطفال تلقوا العلاج بالأنسولين عام 1922م قد عاش حتى عمر 76 عامًا .

شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook