في زمنًا بعيد ، كان هناك في مزرعة أحد المزارعين ثلاثة أرانب صغيرة ،  أرنب ذو لون رماديًا وكان طيب ولطيف برغم حبه الشديد للأكل ، والثاني أسود اللون وكان شديد المهارة ولكنه أيضًا كان كثير الغضب وشديد الانفعال ، أما الثالث فكان أبيض القلب واللون أيضًا كما أنه كان ذو خلق حسن وعيبة الوحيد أنه كان يسرح بخياله وكأنه يعيش في جزيرة الأحلام .

في يومًا من الأيام التهم الأرنب الرمادي كل الجزر الذي قام المزارع بزراعته في الحديقة ، غضب منه المزارع وقال : الأرنب هذا سيضرني ويخسرني الكثير لابد لي من أن أبيعه في السوق ، وذهب المزارع إلى السوق ورآه طفلًا صغيرًا وأخذ الأرنب الرمادي واشتراه من المزارع وأخذه في الصندوق .

وقتها لم يشعر الأرنبان الآخران بغياب صديقهم الثالث وأخذوا يلعبون في المزرعة سويًا ، وأثناء اللعب أوقع الأرنب الأسود إناء اللبن أثناء رقصه على طاولة المطبخ ، فلما عاد المزارع وشاهد ما حدث بسبب الأرنب الأسود قال : يا له من أرنب متلف .

سأقوم ببيعه هو أيضًا في السوق ، وعند ذهابه إلى السوق صادفه طفلًا صغيرًا وأخذ منه الأرنب لما شعر به ناحيته من ذكاء ومهارة ، وتبقى في المزرعة الأرنب الأبيض وحيدًا ، كان يشعر الأرنب الأبيض بالكثير من الوحدة والملل ، حاول أن يتجول في أرجاء المنزل وحاول أن يستكشف السطح ولكنه وقع في ماسورة المدفأة وتلوث فروه الأبيض الذي أصبح أسود من غبار المدفأة .

فلما عاد المزارع ورأى الأرنب بهذا الشكل قال : هذا الأرنب غير نظيف بالمرة ، سأقوم ببيعه في السوق ، وعندما ذهب إلى السوق رآه ساحرًا وقال : إن هذا الأرنب جميلًا سأشتريه ليساعدني في أعمالي السحرية ، واشتراه الساحر فعلًا .

قام الساحر بالتحدث مع الأرنب وقال له أنه يعمل في المسرح كل يوم وأنه سيساعده في أداء عروضه المسرحية وأخذ يشرح له ما سيقوم به من دور ووافق الأرنب الصغير على كلام الساحر ولكنه لم يكن مصغيًا لكلام الساحر بجدية لأنه كما قلنا كان كثير السرحان .

وفي اليوم التالي ذهب الساحر ومعه الأرنب إلى المسرح لأداء عروضه السحرية ، وكان من الحاضرين لهذا العرض الطفلين الصغيرين ومعهما الأرانب الرمادي والأسود ، وعندما قام الساحر ببدء عرضه مع الأرنب .

لم يتذكر الأرنب ما قاله له الساحر ولم يعرف ماذا يفعل ، غضب الساحر من الأرنب وهدده بالضرب بالعصا ، وقتها جرى الأرنب الأسود ناحية الساحر محاولًا منعه عن ضرب صديقه وفي الوقت نفسه كان الأرنب الأبيض بداخل القبعة .

حاول الساحر أن يقوم بحيلة تخرج الأرنب من القبعة فقال : أعرف أرنبًا يحب الأكل وأخرج قطعة من الشوكولاته ، فصاح الأرنب الرمادي وركض مسرعًا نحو الشوكولاته وقال أنا أحب الأكل كثيرًا .

فسمعه الأرنب الأبيض وخرج من القبعة ، صفق الجمهور للأرانب الثلاث معتقدين أن ما حدث هو جزء من العرض ، وبعد انتهاء العرض طلب الساحر من الطفلين أن يحتفظ بالأرانب وقبل الطفلين هذا بعدما فهموا ان الأرانب الثلاثة أصدقاء وكان في كل مساء يتشارك الأرانب الثلاثة في العروض السحرية على المسرح ولم يتركوا بعضهم ثانية .