في يوم من الايام استيقظ الاسد ملك الغابة من نومه علي اثر سقوط فأر صغير علي احدي قدميه، اضطرب الاسد وشعر بالغضب من هذا الفأر الذي اقلق راحته، فأمسك به وقال له في سخرية : ألا تعلم ان ملك الغابة نائم فكيف تجرؤ علي الاقتراب منه ومن عرينه وتلعب وتلهو حوله دون ان تهابه او تخف منه ؟! ادرك الفأر ان مصيره الموت بعد دقائق بين مخالب هذا الاسد العملاق، فحاول أن يتمالك نفسه وقال : جلالة الملك، إني ادرك بالطبع قوتك العظيمة وسلطانك، وانا مجرد فأر صغير ضعيف ولا يليق بملك عظيم مثلك أن يقتلني، فأنا لا اصلح وجبة لك، فأرجوك ان تتركني اعود الي زوجتي واولادي .سأله الاسد بلهجة اشد سخرية واستهزاء : ولماذا قد اتركك دون عقاب وانت ايقظتني من نومي واقلقت راحتي ؟! صرخ الفأر بدموع : يا سيدي الملك، إن الجميع يعلم قوتك وقدرتك وعظمتك ارجوك ارحمني هذه المرة ربما تحتاج إلي في المستقبل .. ضحك الاسد ضحكة عالية وهو يقول : انا احتاجك انت ايها الفأر ؟ كيف تتجرأ علي قول هذا ؟ حاول الفأر اظهار بعض الشجاعة لاستفزاز الاسد وهو يقول : اتركي يا جلالة الملك وسوف تري بنفسك حاجتك الي ضعفي .
ألقي الاسد بالفأر المسكين بعيداً عنه وهو يقول : سوف اتركك وسأري كيف يمكن ان يحتاج ملك الوحوش الي من هو مثلك، انطلق الفأر هارباً من العرين وهو يقول : شكراً لك يا سيدي، وتأكد دائماً انني سأكون في خدمتك .. بعد مرور ايام قليلة سقط الاسد في شباك صياد ماهر كان قد جاء الي الغابة لصيد بعض الحيوانات، فأخذ الاسد يزأر ويستغيث، حتي سمع الفأر زئيره فانطلق بسرعة نحو الصوت، وبدأ يقرض الشبكة بكل قوته باسنانه الحادة، حتي تمكن من عمل فتحة كبيرة في الشبكة فانطلق منها الاسد هارباً وتمكن من النجاة من شبكة الصياد بفضل هذا الفأر الصغير، اتجه الاسد الي الفأر وهو يقول في خجل : الآن فقد ادرك ان الملك مهما بلغت قوته وسلطته لن يتمتع بالحياة والحرية دون مساعدة الصغار الضعفاء، فكل كائن محتاج الي غيره .
العربية
