قصة الأعمال الصالحة لا تذهب مطلقًا

الكاتب: رامي -
قصة الأعمال الصالحة لا تذهب مطلقًا
في إحدى القرى البعيدة بالهند ، كان يعيش صبي صغير يدعى تشندرا مع أسرته الصغيرة ، والتي تزوج فيها أبوه بامرأة أخرى بعد وفاة أمه ، وكانت القرية في ذلك الوقت تعاني من ندرة المياه ، حتى أن كل الناس بالقرية كانوا يذهبون إلى صنبور ماء بعيد ، لجلب المياه من هناك .

وكان الصبي الصغير يستيقظ كل صباح للحصول على الماء من هذا المكان البعيد لنفسه ولعائلته ، وقد كانت مهمة جلب الماء صعبة عليه بسبب طول الطريق ووعورته ، حيث كان يذهب وحده صباحًا ومساءًا .

وفي حين أن زوجة أبيه كانت تعطيه هذه المهمة الصعبة ، كانت تعطي مهام سهلة لأشقائه ، ومع ذلك لم يكن الصبي الصغير يحمل أي مشاعر غضب أو حقد تجاه أسرته ، فقد كان يقوم بهذا العمل الشاق بكل حب من أجل سعادة سرته .

وذات مرة أثناء عودته من رحلة جلب الماء اليومية ، رأى رجلًا مسنًا يستريح تحت شجرة ويبدو عليه الجوع والعطش ، فلما اقترب منه ورأى الرجل المسن الماء الذي يحمله ، طلب منه أن يسقيه بعضًا من الماء ، فقام الصبي على الفور بإعطائه وعاء الماء لكي يشرب منه .

فشكره الرجل العجوز ودعا له بالخير والتوفيق ، ثم أكمل الفتى سيره وقبل وصوله للمنزل التقى بسيدة في منتصف العمر طلبت منه أن يسقيها فأعطاها الصبي الوعاء لكي تشرب ، وبعد أن روت ظمأها شكرته دعت الله أن يرزقه الخير .

فسار الصبي إلى منزله وهو سعيد بفعل الخير ، ولكن حينما وصل إلى المنزل كان نصف الوعاء فارغ ، فغضبت عليه زوجة ابيه وعنفته لأن نصف الوعاء لن يكفي أسرته ، على الرغم من ذلك كان الصبي يفعل هذا كل يوم حينما يخرج لجلب الماء ، ويطالبه العطاشى والمحتاجين بالشرب .

فكان يعطي كل من كان يطلب منه الماء ، برغم علمه زوجة أبيه ستعنفه وقد تضربه بسبب جلب نصف الوعاء فارغ ، وذات يوم قرر الصبي أنه لن يساعد أحد ، ويعطيه الماء في الطريق إلى المنزل لأنه لم يعد يتحمل تعنيف زوجة أبيه وعقابها له .

وبينما كان يسير تشندرا في طريقة المعتاد من رحلة جلب الماء ، رأي رجلًا جريحًا ينزف على الطريق وطلب منه بعض الماء الذي يقويه على السير ، فذكر الصبي وقتها أنه أقسم ألا يعطي أحدًا من الماء المخصص لأسرته .

ولكنه لم يستطيع أن يرد محتاج ، وعاد عن قسمه بعد أن أعطى للرجل الجريح الماء وساعده علي الوقوف ، وعندما وصل الصبي إلى المنزل ورأت زوجة أبيه الوعاء نصفه مليء بالماء ، ضربته ضربًا مبرحًا وعنفته كثيرًا لأنه أصر على هدر الماء .

وفي اليوم التالي بينما كان الصبي يلوم نفسه على عدم الالتزام بقسمه ، طرق شخص ما باب المنزل طرقًا خفيفًا ، ففتح له الصبي ففتح له الصبي فإذا بالرجل الذي يقف على الباب ، هو نفس الرجل الجريح الذي قابله بالأمس في الطريق .

فقد كان هو نفسه رجل البريد الذي يحمل الرسائل ، وكان معه رسالة للصبي من إحدى الكليات التي تقدم فيها بطلب منحة دراسية ، حيث وافقت الكلية على إعطائه المنحة وأرسلتها إليه بالبريد ، فلولا مساعدة تشندرا له في اليوم السابق لكان مكروه أصابه ، وضاعت الرسائل التي معه بالطريق ومن ضمنها رسالة المنحة .

فحمد الصبي الله كثيرًا على مساعدته للرجل وعدم منع الماء عنه ، وعلم حينها تشندرا أن الأعمال الصالحة لا تذهب هباءً ، فما قام به الصبي من فعل للخير عاد عليه بخير أكبر بكثير .
القصة مترجمة عن : Good deeds never go unrewarded

شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook