قصة الأميرة وضحى آل عريعر

الكاتب: رامي -
قصة الأميرة وضحى آل عريعر
الأميرة وضحى آل عريعر ، أو كما يطلق عليها أم الضعفاء والمحتاجين ، بدأت القصة برغبة من الملك عبد العزيز رحمه الله في جمع شمل أبناء الأسر الكبيرة والقبائل ، فكان يعدد الزوجات من القبائل المختلفة ، وكان هدفه أن يخلق علاقة أسرية بين القبائل في المملكة .

وكانت الأميرة وضحى بنت محمد بن حمادة بن مشاري بن حسين بن محمد بن حمادة بن عريعر بن دجين بن سعدون آل عريعر ، والتي كانت تنتمي لقبيلة بني خالد ، وهي والدة الملك سعود وتزوجت من الملك حين كان في الكويت .

عُرف عنها أعمالها الخيرية والتي كانت تحرص بنفسها على متابعتها ، وعرف عنها أنها تركت وصية بان تستمر أعمال البر والصدقات على الفقراء ، وقد أوصت كذالك بإنفاق دخل مزارعها كاملًا على الأعمال الخيرية والبر ، بالإضافة إلى وهب ثلث مالها للفقراء والمحتاجين .

الزواج :
لم تكن الأميرة وضحى هي الزوجة الأولى للملك ، فقد تزوج الملك قبلها شريفة بنت صقر الفجري ، وكانت من بني خالد أيضًا ، ولكنها توفيت بعد الزواج بستة أشهر فقط ، وحين تزوجها الملك كان في السابعة عشر من عمره .

تزوج الملك من الأميرة وضحى والتي أطلق عليها أم أول الأنجال ، حيث أنجبت الأمير تركي عام 1900م ، وتوفي الأمير تركي بالحمى الأسبانية وهو بالتاسعة عشر من عمره ، وأطلق على هذا العام سنة الرحمة ، حيث أنه حصد الكثير من الأرواح بسبب انتشار الأمراض التي خلفتها جثث ضحايا الحرب العالمية الأولى .

بعد تركي رحمه الله أنجبت الأميرة الأمير عبد الله والأمير خالد والأميرة منيرة وتوفي الثلاثة في أعمار مختلفة ، وأنجبت أيضًا الملك سعود ، والذي كاد يموت هو الأخر مثل إخوته ، ولكن رحمة الله حالت دون موته وتم علاجه .

كانت شديدة الحنان ، وقد قيل أنها احتضنت الأمير فهد ابن عبدالعزيز حين توفيت والدته ، وقد توفي الأمير فهد في نفس العام مع الأمير تركي ، وبعدها بعامين ولد الأمير فهد الثاني ، كما سبق وذكرنا تزوج الملك من الأميرة في الكويت ، حين كانت تعيش مع والدتها وشقيقتها ، كانت والدتها عبطاء السرداح وقد عرف عنها أنها قوية الشخصية وشديدة الصبر والتحمل ، وقد سافرت مع الأميرة وضحى حين انتقلت إلى الرياض وعاشت معها حتى أخر عمرها .

وقد تزوج الملك بالأميرة ، وتزوجت شقيقتها الأميرة حصة بالشيخ مبارك آل الصباح ، والذي كان حينها أميرًا الكويت ، وكان لأسرة الأميرة وضحى علاقة وطيدة بالأسرة الحاكمة في الكويت ، ومن هنا حدث الزواج .

الانفصال :
حين انفصل الملك عبد العزيز عن الأميرة وضحى كان الكل يعتقد أن تنقطع العلاقات تمامًا ، لكن على العكس فقد استمرت العلاقة بكل حب واحترام بينهم ، وكان دائم الحديث عن مواقفها المشرفة وسعيد بمساندتها له حتى بعد الانفصال.

وقيل أن الأميرة وضحى كانت من أول من تبعوا الملك عبد العزيز بعد ان استعادة الرياض ، وهو الأمر الذي جعل الملك يقدرها ويوكل إليها الكثير من المسؤوليات ، فعلى حسب الروايات من داخل القصر كانت الاميرة وضحى والأميرة نوره شقيقة الملك ، هن من يتحملن المسؤولية الكاملة في كل ما يتعلق بإدارة شؤون القصر الداخلية .

الوفاة :
على الرغم من أنها كانت أميرة وتعيش في قصر الملك عبد العزيز ، إلا أن حياتها لم تكن سهلة ، فقد عاصرت وفاة جميع أولادها ، وشهدت جميع المعارك التي خاضها الملك عبد العزيز .

ويقال أن حبها لأبنها الملك سعود بن عبدالعزيز كان شديدًا لدرجة أنها توفيت حزنًا عليه بعد أربعين يومًا فقط من وفاته في مدينة الرياض في (17 صفر 1389 هـجري الموافق 4 مايو 1969 ميلادي) ، وكان عمرها حينها تسعون عام ، حرصت خلال سنوات عمرها أن تكون مؤثرة ، وفاعلة في حياة الآخرين خاصة في حياة الفقراء والمساكين .

فقد حرصت طوال عمرها على أن تعامل الآخرين بكرم وبلين كبير ، وكانت تعطف على المحتاج والضعيف ، وقد أوصت أن يخرج ثلث أرباح ممتلكاتها للفقراء كصدقة جارية ، أما الأموال فقد أوصت بأن يتم استثمارها من أجل الفقراء والمساكين .

وقد وجدت العديد من الوثائق والمخطوطات الأثرية النادرة ، والتي تؤكد وصايا الأميرة وضحى ، والتي حددت في الوثائق سبل الإنفاق من أعمال خيرية ، ومنها دعم المحتاجين وكذالك عتق الرقاب ، ويقال أيضًا أنها كانت تنفق على حملات الحج ، وكذالك كانت تحرص على مراقبة أحوال أقاربها وذويها وكانت تحرص على مساعدة المحتاجين والضعفاء منهم ، وقد خصصت دخل مزارعها في الخرج والإحسان من أجل أعمال البر .

شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook