قصة الإناء النحاسي

الكاتب: رامي -
قصة الإناء النحاسي
"رسالة أغرب من الخيال ، قبل بضعة أيام تلقيت أغرب رسالة رأيتها بحياتي ، وهي من أعز صديقة لي جوليا ، وكانت تقول في الرسالة : جيسون ، أنا أحتاج منك أن تفعل شيئًا لأجلي هذه الليلة ، ومن المهم جدًا أن تفعل مثل ما هو موجود في الرسالة بالضبط ، من المحتمل أن تفكر أن كل هذا جنون لكن … فقط اتبع التعليمات .

هل تتذكر الإناء النحاسي الذي كنت قد وجدت نصفه في حديقة منزلي ؟ هل تذكره ؟ ، ذاك الذي رُسِمَ عليه علامات غريبة ، أريد منك الذهاب لشقتي وأن تحصل عليه منها ، ولكن أولًا قم برسم عين سوداء ، بأحد الأقلام على كلتا يديك ثم اذهب إلى الشقة ، واحضر معك حقيبة بلاستيكية وشمعة قبل الذهاب .

عند وصولك لشقتي تذكر لا تقم بتشغيل أي مصباح بالشقة ، ولكن أشعل الشمعة لتقوم بالتعرف على الطريق ، في غرفة نومي قد تستمع إلى بعض الأصوات تهمس لك ، فقط تجاهل كل ما تسمع لا يمكن لأحد أن يضرك منهم .

ستجد الإناء على المنضدة بغرفة النوم ، تأكد أنك تمسكه بكلتا يديك ، وأن العينين اللتين على يديك قد لمستا الإناء ، ثم قم برفع الإناء وضع كل ما يحتويه من دماء في الحقيبة الموجودة معك ، ولا تنظر بداخله مطلقًا ، ولكن تأكد أنه لا يوجد به شئ وأنك قد أفرغت كل ما فيه ، ثم خذه بعيدًا وتخلص منه ، ضعه في مكان لا يمكن لأحد العثور عليه فيه .

أسفة جيسون أني أطلب منك ذلك ، ولكنك الشخص الوحيد الذي أثق به ، إذا مر كل شئ على ما يُرام … سوف أراك قريبًا … كل حبي جوليا أنا خائفة ساعدني …

لم أكن أعلم تمامًا ما علي فعله ، هل كان ذلك مزحة أم ماذا !! ، فقررت أن أتصل بها وأعرف ، ولكني لم أتلقى أي رد ، لقد قمت بالاتصال بها ما يفوق العشر مرات ولكن لا رد .!

حاولت الإتصال مرة أخرى وكنت قد قررت أنها ستكون الأخيرة ، عندها ويا للعجب قامت بالرد علي ألة الرد وقالت مرحبًا جوليا هنا قم بترك رسالتك ، فقمت بالرد عليها مرحبًا جوليا أعلم أن الوقت متأخر ، ولكن قد وصلتني منك رسالة وأريد التأكده من صحتها لم أسمع أي رد ولكن فجأة سمعت صوتًا خافتًا يقول أنا خائفة ساعدني !! .

عندها صرخت جوليا ، ما الخطب ؟ ، لكني لم أتلقى أي رد ثم إنقطع الاتصال ، حاولت الاتصال مرة أخرى ولكن نفس النتيجة لا رد .

بقيت برهة من الزمن أحدق بالهاتف وكل أفكاري تدور حول كلماتها معي وكم الرعب بصوتها ، وبقيت هذه الكلمات تتردد في عقلي حتى قررت الذهاب لشقتها .

في شقة جوليا
أحضرت حقيبة بلاستيكية ، وشمع ، وأمسكت بمفاتيح سيارتي ، وانطلقت ووجهتي شقة جوليا ، عندما وصلت وفتحت الباب كدت أن أفتح المصباح ولكني تذكرت التعليمات ، فأشعلت الشمعة وبدأت بالتحرك داخل الشقة .

كنت خائفًا ولكني بدأت بالتقدم ناحية غرفة النوم وأنا أهمس جوليا ، جوليا ، كنت كلما أقتربت من غرفة النوم أشم رائحة عفنٍ في الهواء تزداد أكثر فأكثر ، أمسكت مقبض باب غرفة النوم وأنا أشعر أن هناك شيئًا سيئًا سيحدث ، فتحت الباب ودخلت وعندها بدأ الهمس .

كان الهمس خافتًا ولم أتبين في البداية ماهية الكلمات التي تقال ، ولكن عندما توغلت أكثر بالغرفة تعرفت على الكلمات والتي لم تكن إلا أشعل الأضواء .. أشعل الأضواء .

كان علي أن أقاوم الرغبة في إشعال الأضواء في ذلك الوقت بالذات ؛ لأن الظلام كان مرعبًا مع أني أشعلت الشمعة لكن لم تكن لتفي بالغرض .

كان الإناء موجودًا على المنضدة ، فذهبت إليه كي أنجز ما طُلِبَ مني كي أتخلص من كل هذا ، تأكدت أني سوف أمسكه بكلتا يدي في آن واحد ولكن بمجرد أن أمسكته شعرت بشئ لمس يدي ، ارتجفت يدي وسقطت الشمعة وعندها ساد الظلام .

بدأت الأصوات تزداد ولم يكن صوتًا واحدًا وإنما عدة أصوات وكان الظلام دامسًا ، عندها تذكرت أني لم أرسم على يدي العينين السوداويين فشعرت بالرعب ولكن لم يكن بيدي شئ أفعله الآن .

عندها لم يكن بيدي شئ غير أني قمت بسكب ما يحتويه الإناء على الأرض ، كانت رائحة النحاس والدماء تزكم أنفاسي ، كانت هذه اللحظات أكثر شيئًا مرعبًا مررت به في حياتي ، لم أعلم ما الوقت الذي استغرقته حتى أتخلص من كل الذي كان بالإناء ، وبمجرد شعوري بانتهاء ما به حتى وضعته بالحقيبة بسرعة وانطلقت خارجًا من الشقة .

عودة مرة أخرى
ركبت سيارتي وانطلقت بها ، حاولت الاتصال بجوليا مرة أخرى ولكن لا رد ، فجأة شعرت بوخزه في يدي وأصوات الهمسات عادت مرة أخرى ، كانت حولي في كل مكان ، كنت في طريقي للتخلص من الإناء ولكن الأصوات كانت تدعوني للعودة إلى الشقة وأنا أطعت .!! ، لقد عدت بالإناء إلى الشقة .! .

الآن أنا أفهم كل ما كانوا يرددونه في أذني ، أحيانًا يقولون  أشعل الأضواء .. أشعل الأضواء ، وأحيانًا يقولون  اطعمنا .. أطعمنا ..أطعمنا ، ثم بعدها أشعر بوخزٍ بيدي كأن سكينًا مرت عليها وعندها تنطلق الدماء من أصابع يدي كأنهم يتغذون عليها .

ربما يومًا ما نلتقي .
فهمت ما حدث لي فيما بعد ، أنا الآن مسجون بداخل الإناء ، لقد ارتكبت خطأً بعدم رسمي ما طُلِبَ من على يدي ولا سبيل لي للخروج ، فإذا قرأتي رسالتي لك يا جوليا فاعلمي أنني مسرور أنك قد تحررتي حبيبتي ، إذا تمكنت يومًا ما من الهروب مما أنا فيه ، فسوف ابحث عنك ونجتمع سويًا مرة أخرى ، وربما سنضحك من كل هذا الجنون الذي عشناه .!.

قصة مترجمة : the brass vase

"
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook