تم انتخاب سلفادور أليندي رئيسًا لشيلي في الرابع والعشرون من أكتوبر لعام 1970م ، لقد كانانتخاب الليندي وهو ماركسي موقر وأول زعيمي اشتراكي في تشيلي وفي أمريكا الجنوبية السبب في إطلاق واحدة من أكثر الفترات المأساوية إثارة للجدل في تاريخ شيلي .

كشف رد الولايات المتحدة على انتخاب أليندي عن مدى استعداد القوة العظمى لأمريكا الشمالية للانخراط في السياسة في أمريكا الجنوبية ، وحتى يومنا هذا ، لا تزال الوثائق مصنفة حول الإجراءات التي يقرها البيت الأبيض في شيلي كوسيلة لإزالة أليندي ، وعلى الرغم من عدم نجاح الانقلاب الذي تم تنفيذه ضد أليندي بفعالية ، إلا أنه من الواضح بشكل متزايد أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، قد فعلت كل ما بوسعها لدعم حركات المعارضة ضد إلينوي وزعزعة استقرار حكومته .

ولد إلينوي لعائلة من الطبقة المتوسطة في عام 1908م في فالبارايسو ، شيلي ، ودرس الطببالجامعة  في شيلي ، وحينها بدأ كناشط ماركسي من خلال الحملات التي كان يتم الترويج لها للفكر الماركسي ، وفي عام 1933م ساعد في تأسيس الحزب الشيوعي الاشتراكي ، وبعد أربع سنوات تمانتخابه لمجلس النواب في بلاده لأول مرة .

شكلت حملة إليندي الثالثة في الانتخابات الرئاسية عام 1964م ، بداية مبادرة رئيسية لوكالةالمخابرات المركزية الأمريكية لمنع الاشتراكية من الوصول للسلطة في شيلي ، وقد قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية بتمويل أكثر حملة لخصوم إليندي ، ودعم الحزب الديمقراطي المسيحي .

وإلى جانب تمويل المعارضة ، أطلقت وكالة المخابرات المركزية حملة دعائية ، باستخدام الصحافة والإذاعة والملصقات والأفلام لإدانة الاشتراكية ، وحذروا التشيليين من أن انتصار إليندي سوف يؤدي إلى انتشار الوحشية والعنف على غرار الحادث في الاتحاد السوفييتي وسوف يزرع الديكتاتورية في شيلي .

ومن غير المفاجئ أن خصمه إدواردو فراي فاز في الانتخابات ، وفي عام 1970م شنت وكالة المخابراتالمركزية مرة أخرى حملة واسعة لمساعدة خصوم إليندي ومنعه من الوصول إلى السلطة مرة أخرى ، وهذه المرة أثبتت المبادرة كانت أقل نجاحاً وفاز إليندي بنسبة 36? من الأصوات ، مما وضعه فيالمرتبة الأولى من بين المرشحين الأربعة ، على الرغم من افتقاره لأصوات الأغلبية .

نجح إليندي في 3 نوفمبر 1970م ، وسرعان ما بدأ في إصلاح المجتمع والاقتصاد في تشيلي على أسساشتراكية ، وصادرت الحكومة التشيلية مناجم النحاس المملوكة للولايات المتحدة في البلاد دون تقديم أي تعويض لها ، امتد التأميم أيضًا ليشمل بنوك البلاد وغيرها من المؤسسات الصناعية ، وعمل على زيادة الأجور بمعدل 40 ? ، مع حظر الشركات من زيادة أسعار منتجاتها ..

على مدى ثلاث سنوات تسببت هذه السياسات في إثارة الجدل ، وضرب التضخم الجامح في تشيلي ، في حين تم توجيه الاتهامات إلى إلينوي بأنه كان يتحايل على البرلمان في الشيلي ليحول البلاد لحكم مطلق مثل كوبا ودول الكتلة الشرقية في أوروبا .

بالنظر إلى أن إليندي كان يمثل قوة خطيرة في أمريكا الجنوبية ، متهمة بدعم مزيد من الجماعات السياسية المتطرفة في جميع أنحاء القارة ، بدأت الولايات المتحدة في بذل محاولات شتى لزعزعة استقرار حكومته .

في عام 1970م ، أمر الرئيس ريتشارد نيكسون وزير خارجيته هنري كيسنجر لعمل انقلاب ضدإليندي ، وهي حقيقة أثبتتها وثائق وكالة المخابرات المركزية بعد عدة سنوات من الحادث ، والتي زعمت “إنها سياسة ثابتة ومستمرة لها ” ، فقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية وضع شروط أو طريقة للانقلاب ضد حكومة إليندي بطريقتين ، أولاً من خلال زعزعة استقرار اقتصاد البلد عن طريق قطع اتفاقات المعونة الأمريكية ، وثانياً عن طريق البحث عن قادة عسكريين يمكن إقناعهم بعمل انقلاب ضد الرئيس المنتخب .

في الحادي عشر من سبتمبر عام 1973م ، جاءت الخطة الأمريكية لتؤتي ثمارها ، وخاصة مع الأزمةالاقتصادية في تشيلي ، وهي حقيقة نجم عنها عدة عوامل داخلية وخارجية ، فقد أكمل الجنرال أوغستو بينوشيه انقلابه ، وانتحر إليندي قبل القبض عليه .

وعلى الرغم من أن الوثائق التي تم الكشف عنها ، قد كشفت عن مشاركة أمريكية كبيرة في التدخل الواضح في  شئون تشيلي في أوائل السبعينيات ، فقد تم تبرئة المنظمة برعاية هذا الانقلاب وبدلاً من ذلك ، خلص التحقيق الذي أجرته لجنة الكنيسة عام 1975م  إلى أنها خلقت الظروف التي شعرفيها أن الانقلاب الذي قام به بينوشيه ليبدو ناجحًا .

تم انتخاب حكومة أخرى غير  إليندي المنتخبة ديمقراطيًا ، من قبل الولايات المتحدة بسبب كان خليفته وهو الديكتاتورية بينوشيه والذي كان أكثر تحفظًا ، وسمحت حكومته بعودة للاستثمار الأمريكي إلى تشيلي ، كما اشتهرت عهده بحدوث انتهاكات وحشية في البلاد .