كان في مملكة بعيدة ، بها نهر ، وكان هذا النهر منزل للعديد من البجع الذهبي ، كان البجع يقضي معظم وقته على ضفاف النهر ، كل ستة أشهر كان البجع يحرص على أن يترك للنهر بعض الريش الذهبي كمقابل لحياتهم هناك .
وبالطبع كان جنود المملكة يجمعون هذا الريش الذهبي ويضعوه في الخزانة الملكية ، وفي يوم من الأيام كان أحد الطيور المشردة يطير فرأى النهر ، فقال لنفسه أن مياه هذا النهر تبدو جيدة ، وتساعد على الراحة والاسترخاء ، وقرر في حينها أن يتخذ من النهر بيتًا له.
بمجرد أن هبط الطائر بالقرب من النهر ، لاحظتها البجع الذهبي ، وأتوا إليها مسرعين وهن يصرخن فيها ، أن هذا النهر ينتمي لهم وحدهم ، ملك لهم ، وأنهم يدفعون مقابل تواجدهم في النهر من الريش الذهبي ، الذي يأخذه الملك ، وبالتالي لا يحق لأحد أخر العيش على النهر سواهم.
فقال الطائر أنه بلا منزل أو مأوى ، وأنه مستعد هو الأخر أن يدفع مقابل حياته في هذه المنطقة ، وسأل البجع الطائر كيف ستدفع ثمن إقامتك ؟ ، أنت لا تملك ريش ذهبي ، كانوا يقولون هذا وهم يضحكون ويسخرون من الطائر .
وقالت أحد البجع لا تحلم بأن تسكن بيننا ، وعليك أن تغادر على الفور ، حاول الطائر أن يقنع البجع بكل تواضع أن يدعوه يسكن على النهر ، استعطفهم كثيرًا وتحدث إليهم كثيرًا ، ولكن البجع تعامل مع الطائر بعجرفة كبيرة وطردوه من النهر .
حينها قرر الطائر الحزين أن البجع أهانوه بشدة ، وأنه يجب أن يرد عليهم بشكل عملي ويعلمهم درسًا مهمًا ، بسرعة بدأ الطائر في التحرك وتنفيذ خطته ، ذهب الطائر على الفور إلى الملك وقال له يا سيدي الملك ، إن البجع الذي يسكن النهر الذي يمر في مملكتك غير مؤدب ، وغير طيب ، لقد ترجيتهم كثيرًا حتى يسمحوا لي بالبقاء في النهر ، وأخذه منزل وملجأ لي .
ولكنهم رفضوا تمامًا وقالوا لي أنهم اشتروا النهر من الملك بالريش الذهبي ، كان الملك شديد الغضب مما قاله البجع ، أولًا لأنهم أهانوا طائر مشرد لا مأوى له ، ولأنهم أدعوا أنهم يملكون النهر .
أمر الملك أن يحضر الجنود البجع على الفور إلى المحكمة ، في ثوان معدودة حضرت كل البجع الذهبي إلى المحكمة مع الجنود ، كما أمر الملك ، قال الملك غاضبًا للبجع أتعتقدون أن خزانة المملكة تعتمد على الريش الذهبي الذي تتركوه ؟ ، لا يحق لكم أن تقرروا من يعيش على النهر ومن يغادر منه ، أتركوا النهر على الفور أو سوف أحكم بقطع رؤوسكم .
ارتعش البجع خوفًا من الملك ، وبسرعة قرروا الطيران بعيدًا وألا يعودوا أبدًا إلى المملكة أو إلى النهر ، ذهب الطائر إلى النهر مجددًا و بدأ يبني بيتًا له بالقرب من النهر ، عاش الطائر طويلًا ، وتزوج وأنجب طيور صغيرة ، وكان الطائر دائم الحرص على أن يرحب بأي طائر جديد ، وأن يساعده على بناء المنزل والسكن بالقرب من النهر .
العبرة من القصة : 1. الأنانية والغرور لا يمكن أن ينتج عنها أي شيء جيد . 2. أحيانًا قد يتسبب السلوك السيئ في عقاب كبير لم نكن نتوقعه . 3. إن ارتكبت خطأ ما يجب أن تتحمله وأن تتحمل عواقب فعلتك .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
