قصة البوذية

الكاتب: رامي -
قصة البوذية
"كثيرًا ما نسمع عن البوذية ، ونتساءل هل هي ديانة أم مجرد مصطلح ؟ هل هي طائفة أم جماعة لها معتقدات خاصة ، وطقوس محددة يتم ممارستها ، وكيف يمكن لشخص عادي أن يصبح بوذيًا ؟ هل بوذا إله ؟ وإذا كان مجرد فرد في جماعة ، كيف يعبدونه؟

ماذا تعني البوذية ؟
البوذية كلمة إغريقية ، مشتقة من مصطلح بوذا وتعني الاستيقاظ ، وتتلخص معنى تلك الكلمة ، في إيقاظ الشخص من غفلته ، ووهمه وشغفه الشديد وحبه للحياة ، والسمو الروحي لمكانة أعلى ترتقي على شهوات البشر.

بوذا ..
بوذا هو سيدهارتا قوتاما ، ولد هذا الرجل في شمال الهند ، في القرن السادس قبل الميلاد ، وهو من عائلة ملكية كانت تقطن نيبال ، هذا الصبي سليل العائلة الثرية ، كان قد تربى في ترف ورغد الحياة وكافة ملذاتها .

ولكن ما سرعان ما خاض هذا الصبي رحلة تجول خلالها في بلاده ، ورحل إلى عدة أماكن تعرف خلالها على القفراء ، ونظر لمن هم أقل منه في المستوى ، وهنا قرر سيدهارتا أن يغادر مكانه في القصور والترف ، وترك عائلته وزوجته ، وانعزل تمامًا .

في فترة قابل خلالها أساتذة أكبر منه سنًا وخبرة ، علموه كل ما أراد من معرفة ، وسما بنفسه فوق شهواته ، وعقب ستة أعوام ، شعر سيدهارتا بأنه قد أصبح أكثر نضجًا وأكثر خبرة ومعرفة ، وإيمانًا .

وهنا كان سيدهارتا ، قد بلغ الخامسة والثلاثون من عمره ، عندما عاد إلى عائلته مرة أخرى ، ولكنه عاش حياة بسيطة للغاية ، لا يكاد يكون بها ما يلمس الترف ، وهنا أطلق عليه جيرانه اسم بوذا ، أي العائد من النوم ، أو المستيقظ ؛ وذلك تعبيرًا عن استيقاظه من غفلة الثراء والترف والشهوات .

وعاش بوذا لخمس وأربعين عامًا أخرى ، عقب تجربته تلك ، طاف خلالها العديد من البقاع والمدن والقرى ، في الهند ، وعلّم العديد من البشر فلسفته في الحياة ، وكيف يمكن للإنسان أن يترفّع وينزه نفسه ويسمو بروحه ، بعيدًا عن الشهوات .

أتباع بوذا ..
لم يكن بوذا إلهًا كما يظن البعض ، وإنما كان رجلاً اختار حياة الزهد البسيطة ، ولم يعتبر نفسه إلهًا أو رسولاً ، كما ادعى البعض على مدار السنوات المنصرمة ، فقد هدف بوذا إلى تعليم أتباعه معرفة ذواتهم ، والبحث عن أصول معاناة الإنسان ، وكيفية التخلص منها ، مع حرصه الدائم على تعليمهم ألا يعبدونه بعد وفاته .

ولكن العبادة لها أنواع ، منها ما يرجوه العبد من ربه ، وهو سماع صلواته وتلبية رغباته ودعائه ، والنوع الآخر هو ما فعله البوذيون ؛ وهو احترام تماثيل تم تصميمها له ، والوقوف أمامها في تقدير ، حيث يجلس تمثال بوذا متأملاً في كيفية تحقيق العدل والسلام ، بينما تشير الإضاءة في يد أتباعه إلى ضوء المعرفة التي ألهمهم إياها بوذا ، وهي كيفية عبادتهم لبوذا ؛ أي إخلاصهم تجاه ما علمهم إياه .

ولعل كل ما هو جيد أو حديث ، يتم انتهاكه من قبل بعض المتطرفون ، فقد يرى العديد منا طقوسًا غريبة غير مفهومة ، تحدث في معابد البوذية ، ولكن علينا أن ندرك وجود دسائس في كافة ما يتعلمه المرء ، فقد كانت فلسفة بوذا واضحة ولا تحتاج إلى المزيد من الخرافات حولها .

وللبوذية أنواع وفلسفات عدة ، نشأت وتطورت من خلال معلميها ، الذين تنقلوا بها من بلد إلى أخرى ، ولكن الأساس في كل تلك الفلسفات البوذية واحد ، فجميعها تدعُ لترك الملذات والسمو الروحي ، لكن هي من الملل المنحرفة اليوم وتلك كانت قصتها .

"
شارك المقالة:
74 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook