قصة الجرادة والعصفور

الكاتب: رامي -
قصة الجرادة والعصفور
يذخر تراثنا الشعبي العربي بالكثير من قصص الجدات التي طالما روينها لنا ونحن أطفالاً صغار ، ومن بين تلك القصص الشعبية قصة الجرادة والعصفور من التراث التونسي الشقيق .

كانت زهرة تمكث في بيت جدتها لبضعة أيام متواصلة ، وأثناء الفترة التي مكثت بها ، كانت تخرج كل يوم تروي الأزهار بالحديقة في فناء المنزل الخلفي وفي أحد الأيام ، شاهدت جرادة لامعة خضراء تقف على إحدى الأزهار ، فظلت تتأملها حتى أتت جدتها وأمسكت الجرادة بيديها ، وقالت للأطفال هاهي زوجة العصفور يا أولاد فهلل الأولاد كثيرًا ، ولكن زهرة طلبت من جدتها أن تروي لها القصة .

قالت الجدة في قديم الزمان كان هناك رجل فقير يدعى عصفور يعيش برفقة زوجته الملقبة بالجرادة ولم يكن لديهما سوى كوخ صغير متواضع يعيشان فيه سويًا ولكن ما كان يثير استياء الجرادة هو أن زوجها العصفور كان متوقفًا عن العمل ، فكانت تلجأ هي إلى ترقيع الثياب وتبيعها ، من أجل الحصول على بعض المال .

وذات يوم عادت جرادة إلى المنزل غاضبة وقالت لعصفور ما بالك تجلس هنا ، والرجال في السوق يعملون ، فقال لها أنت ترين الحال فماذا أفعل ، فأخبرته أن يذهب للسوق ويفرك بعض الرمل بيديه ويدعي أنه يقرأ الطالع فيتجمع الناس حوله ويعطونه المال الوفير .

سمع عصفور كلام زوجته وأحضر كيسًا مملوء بالرمال وذهب للسوق وظل يفركه ، فبدأ الناس يتجمعون حوله يرغبون في معرفة طالعهم وكان عصفور يهذي ويدعي لهم بعض الأمور ، فأقبل عليه المزيد والمزيد .

في ظل ما حدث ذهب أحد العرافين إلى كبيرهم وأخبره بما حدث ، ونقل إليه قلقه حيال الأمر ، خشية أن يحصل عصفور على الزبائن منهم فقرر الزعيم أن يذهب إليه ويختبره ، فإذا أفلح ضمه إلى مجموعتهم وصار واحدًا منهم ، وإذا لم يفلح قام بطرده وكشفه للناس ، فلا يستطيع أن يضايقهم في رزقهم مرة أخرى .

خرج الزعيم وقد حمل عصفورًا تحت ثيابه ، وذهب لعصفور وسأله إن كان يعلم ماذا يختفي تحت ثيابه بعدما عرّفه بنفسه فامتقع وجه عصفور وأخذ يولول لولا جرادة ما وقع عصفور ، فاندهش الزعيم وتيقن أن عصفور لعيم فأخذه في مجموعته وطلب منه أن يكون واحدًا منهم ، وصارت جرادة تتحدث بين النساء أن زوجها يتنبأ وقد صار شهيرًا بعمله هذا .

ولكن يشاء القدر أن تحدث سرقة لدى السلطان ، فأمر بجمع كل العرافين من بلده حتى يخبرونه بمن قام بالسرقة ، وقام بقطع رأس كل من لم يعرف الإجابة ، فتم استدعاء كبيرهم الذي كان أكثر من عصفور مهارة وذكاء فأخبر الملك أن لديه من يستطيع أن يعرف مكان الكنز ، مقررًا أن يضحي بعصفور بكل دهاء .

تقدم السلطان من عصفور وطلب منه أن يعرف السارق ، ولم يكن لدى عصفور شيئًا يقدمه للملك ، فطلب إعطائه مهلة أربعين يومًا ، وتسع وثلاثين دجاجة وديكًا واحدًا ، فلبى له السلطان طلبه ، وهو يشعر أن عصفور سوف يقدم له الدليل .

لم يكن لدى عصفور فكرة ما سيفعل ، سوى أنه سوف يجلس ليأكل الأربعين دجاجة والديك ، ثم يتقدم نحو المقصلة ، لتقطع رأسه مثل غيره ، فهو لا يدري ما يفعل حقًا .

وأثناء مكوث عصفور بالمنزل ، جلس يتناول الدجاج وقال لزوجته هذه هو الأول من الأربعين قد حصل ، هنا كان أحد أفراد العصابة يتجسس عليه ، وبمرجد أن سمع عصفور يتحدث هكذا ، ذهب ركضًا إلى زعيم العصابة ، وأخبره بما سمع وأن عصفور ، علم أنهم أربعين شخصًا وقال أن الأول حصل .

هنا أرسل زعيم العصابة كل يوم أحد رجاله ، وكانوا يعودون مذعورين مما يقوله عصفور ، هذا هو الثاني من الأربعين ، وهذا هو الثالث من الأربعين ، حتى جاء اليوم الأخير ، ذهب زعيم العصابة بنفسه يستمع ، فهلع عندما سمع عصفور يقول ، هذا هو رأس الأربعين سوف يقطع ، فسمعته جرادة وفتحت الباب .

فإذا بالرجل يتوسل لعصفور أن يتركه ، وسوف يذهب إلى خارج البلاد ولن يراه ثانية ، فيما وقف عصفور ينظر له في بلاهة ، بينما التقطت جرادة طرف الحديث ، وأخبرت زوجها أن هذا رئيس العصابة التي سرقت كنوز السلطان وطلبت منه ألا يفضحهما أمام هذا السارق ، فنفخ عصفور صدره وسأله عن مكان الكنز حتى لا يسلمه للسلطان ، فأخبره اللص بالمكان ، وعند الصباح ذهب عصفور للسلطان وأخبره عن مكان الكنز ، وبالفعل وجد السلطان ضالته ، وصار عصفور مقربًا منه ، وعاش هو وجرادة في جناح داخل قصر السلطان .

شارك المقالة:
114 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook