قصة الجزيرة النائية

الكاتب: رامي -
قصة الجزيرة النائية
حتى تصل إلى تحقيق أهدافك ومبتغاك ، لابد لك أن تجتهد وتعمل بجد ، وتصبر على كل ما تواجه من عثرات ، فلا نجاح يأتي دون تعب ومشقة ، حتى تشعر بنعمة وجوده ، وتتذوقه ، وإذا ما توفرت لك سبل الرفاهية ، فلا يجب عليك أن تهمل عملك ، في مقابل أنك تحصل على مبتغاك دون شقاء ، فإذا نفدت خزائن رفاهيتك ، فسوف تجني الحزن والهموم .

الحكاية :
كان هناك شابًا صغيرًا ، يهوى القراءة كثيرًا ، ويستمتع بالسفر في خياله ، إلى بلدان كثيرة لا يعرفها ، ويتعرف على عادات وثقافات أهلها ، وكيفية معيشتهم .

حتى أتى عليه اليوم ، الذي قرر فيه هذا الشاب أن ينطلق عبر البحر ، ويغامر في الوصول إلى أراضٍ جديدة ، وبالطبع كانت القراءة هي خير رفيق له في رحلته ، حيث كانت أحب أنواع القصص إلى قلبه ، هي قصص المغامرات والاستكشاف ، وهو لا يدري أنه سوف يعيش قصة مغامرة حقيقية ، أعجب من كل هذا الخيال .

كان الشاب يطالع أحد كتبه ، وهو في منتصف البحر مبحرًا ، وإذا به فجأة يصدم بإحدى الصخور ، التي تسببت في تلف جزء كبير من قارب الفتى ، وبدأت المياه تتسرب إلى جوف القارب ، وكان الشاب يجاهد حتى لا يغرق ، وعقب عدة محاولات غرق القارب .

استطاع الشاب المسكين ، أن ينتزع أحد ألواح قاربه ويصعد فوقه ، وظلت الأمواج تحمله بين ثناياها ، يمينًا ويسارًا ، حتى ألقت به على شاطئ جزيرة نائية ، لا يعرف الشاب عنها شيئًا .

بمجرد أن وصل الشاب إلى سطح الجزيرة ، حتى وجد عليها بعض الناس ، يرتدون ملابس قديمة وبدائية ، وانطلقوا نحوه يهتفون بصوت مرتفع ، بمجرد أن رأوه وهم يصيحون ، عاش الملك عاش الملك .

اصطحب الناس هذا الشاب ، إلى حيث يوجد قصر فخم ، به من الرفاهية والراحة ، ما لا يمكن لبشر أن يرفضه ، حيث وجد الفراش الوثير والطعام والشراب ، مما لذ وطاب وكافة سبل النعيم .

لاحظ الشاب أن الجزيرة تفتقر إلى العمل ، فكل ما فيها من خير سوف يكون مصيره إلى الهلاك ، فبدأ في العمل فورًا ، وأمر بأن يعمل الناس ، من سكان الجزيرة في الزراعة والصناعة ، ثم أمر ببناء المدارس لتعليم الأطفال منهم ، وأتم بقية الإنشاءات بالمستشفيات ، ثم قام بتأسيس بعض المكتبات ، في محاولة منه لنشر العلم والتثقيف .

وفي أحد الأيام ، سأل الشاب وزيره ، عن سر هذه الجزيرة النائية ، ولماذا اتخذوا منه ملكًا عليهم ، فأجابه الوزير أن الجزيرة قديمة قدم الأزل ، وكانت تلك الجزيرة من شروط المكوث بها ، هو أن يتولى أمرها غريب عنها ، لمدة عام فقط .

سأل الشاب باستغراب ، وأين يذهب الملك بعد عام واحد ، أجابه الوزير يتم نفيه إلى الصحراء ، فذهب الشاب إلى الصحراء ، فوجد بها مجموعة من الرجال ، تبدو عليهم أمارات الحزن والهم ، وقد غزا الشيب رؤوسهم .

عاد الشاب إلى الجزيرة ، وأخذ يفكر فيما قد يفعل ، هنا أتته فكرة رائعة ، فانطلق صوب الصحراء مرة أخرى ، وهناك أمر بأن يتم تعميرها ، وأن تمتد إليها خيوط المياه ، حتى يبدأ من فيها بالزراعة والصناعة والتعلم .

وبعد أن انقضت فترة الولاية ، لهذا الشاب على الجزيرة ، تم إرغامه على الانتقال إلى الصحراء ، ولكنه لم يكن متشائمًا أو حزينًا ، بل كان سعيدًا لأنه أعد العدة ، وشحذ همته من أجل هذا اليوم .

شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook