كان الجمل ويدعى ” جميل ” خلقه الله جمل أعرج في مشيته ، فهناك قدم اطول من قدم عند الجمل هكذا خلقه الله ، دون باقي الجمال والحيوانات ، فكان يسير وهو يعرج بصعوبة بسبب ذلك العيب الخلقي في قدمية ، وفي احد الأيام قررت الحيوانات ان تقيم مسابقه بالغابه ، مسابقه أسرع حيوان في الغابه ، وكرر الجمل جميل ان يشارك في المسابقه ، وقام بتسجيل اسمه وهنا نظر له الجميع بسخريه ، فهل انت يا جميل ، سوف تشارك في المسابقه ؟
شعر الجمل جميل بالحرج الشديد والزعل ، وقال لهم انا اعرف بأن الله خلقني قدم اطول من قدم واعرج في مشيتي ، ولكنني قوي الجسد ، وسريع جدا واستطيع ان افوز باذن الله ، اخذ الجميع يسخرون من الجمل ، ويقللون من شأنه يقولون له أنت يا جميل و كيف تستطيع الفوز في المسابقه يا جميل ، ولكنه لم يكمل كلامه وقرر ان يشارك في المسابقه رغم عرجته .
وفي يوم السباق تجمعت الحيوانات استعدادا للاشتراك في المسابقه ، أخذت الحيوانات تركض بسرعة كبيرة حتى تصل الى الجبل وبعدها تتسلق الى قمة الجبل ، فمن يتسلق القمه أولا يكون هو الفائز بالسباق ، انطلقت الحيوانات جميعها سريعا من نقطة البداية ، وكان الجمل جميل يسير بصعوبه شديدة ، وكان هو الأخير في السباق والمركز الأخير ، وصل إلى الجبل اخر المتاسبقين ، وكانت الحيوانات تسخر منه ، وتقول له يا جميل لماذا شاركت في هذا السباق ، وانت لا تستطيع ، وتجعل الحيوانات تسخر منك يا جميل ، كان يجب أن تجلس في بيتك ، لم يهتم الجمل بما يقولون ابدا فلم تنتهي المسابقه بعد و لم تنتهي بعد .
كانت المسابقه ان يصلوا الى الجبل، وبعدها يتسلقوا الى قمه الجبل ، وكان الجمل جميل في المركز الأخير ، وكان متعب ومنهك جدا وصل إلى الجبل ولكنه لم يجلس ليستريح كباقي الحيوانات ، التي جلست تستريح قبل صعود الجمل من مجهود الجري والركض الطويل ، ولكن جميل كان يسير ببطء شديد ، وقرر الا يستريح وصعد الجبل ، بينما الحيوانات جميعها تستريح ، واخذ الجمل جميل ، يصعد ويتسلق الجبل وهو يشعر بالتعب الشديد ، ولم يجلس ويرتاح مع الجمال التي اخذت تستريح قبل صعود الجبل .
لانه كان يريد الفوز ، ولم يوقفه أحد كان يصمم على الفوز ، واثبات انه يستطيع فعل شيء ، كان الجبل شديد الانحدار ولكن الجمل لم ييأس أبدا وصعد ولم تتنتبه له باقي الحيوانات ، التي كانت تتحدث وتستريح ، وفي النهايه وصل الجمل جميل الاعرج الى قمه الجبل أولا ، ولم تستطيع الجمال اللحاق بالجمل جميل الاعرج ، فلم يتمكن أي حيوان اللحاق بالجمل ، فكان الجمل جميل ، وصل إلى نهايه السباق ووصل إلى قمة الجمل أولا .
وفي النهاية وصل الجمل جميل لنهاية الجبل وفاز بالكأس رغم عرجته ، وكان فخور جدا بأنه هو الذي فاز رغم عرجته ، وهنا تعلمت الحيوانات ، بأنه ليس على الاعرج حرج ، فليس عيب ان يكون المرء مريض ، ويحاول أن يشارك في السباق ، ويحاول أن يفعل شيء ، و لقد فعلها جميل الجمل الأعرج ، وفاز على جميع الجمال رغم انه كان مريض ومصاب وليس سليم مثلهم ، و يجب أن نتعلم ألا نسخر من أحد مريض حتى لا يصيبنا الله بذلك المرض وجعلنا مثله ، ولابد ان نحمد الله ونشكرة على فضله ونعمته و بأننا بصحه جيده وليس فينا شيء.
الكاتبة منى حارس