على مقعد في الحديقة جلست سيدة عجوز لها شعر أبيض ووجه ناعم وعينان مبتسمتان ، اتكأت على عصا رفيعة وطويلة ، وفي طرفها كرة ذهبية ، فجأة جاء أمير مسرعًا وهو طالب في الصف الأول جلس كالثور على المقعد وقال لها ابتعدي لا يوجد لي مكان فتحركت السيدة جانبًا فرأت على وجهه الأحمر علامات الغضب ورأت عينان تلمعان وتدمعان .

فسألته السيدة ماذا حدث لك أنت غاضب فقال لها لا شيء ثم ما شأنك أنت ، لم تتأثر السيدة من كلام أمير وقالت بهدوء أراهن أنك تشاجرت قبل بضع دقائق غضبت وبكيت وصرخت ، غضبت من ابنه صف ريم وكيف لا أغضب أردت أن أضربها لأنها لم توافق أن تعطيني قلم التلوين ، فقالت له في الحقيقة لا يجب أن تغضب لهذا السبب فقال لها لم أغضب من ريم فقط ، فأخي سليم لم يسمح لي أن ألعب معه بالحاسوب وصرخ بوجهي ودفعني خارج الغرفة .

سأهرب من البيت وكفى ، فقالت له أتهرب من البيت بسبب دفعة صغيرة ، فقال لها ليس بسبب أخي فقط بل أيضًا بسبب أمي طردتني من المطبخ لأنني تناولت قطعة كعك صغيرة من صينية الخبز فقالت وهل أتيت إلى هنا بعد هذه المشاجرات فقال لها كلا ، في طريقي دخلت دكان وأردت شراء الحلوى ولكن صاحب الدكان سامر طردني وقال لي أولًا أذهب إلى البيت وتعلم آداب الكلام ، فقالت له ولماذا قال لك هذا ، فركض أمير الأرض بقدميه غاضبًا وقال لماذا تسألين كل هذه الأسئلة ، هل يعنيك أمري ، هل تستطعين مساعدتي نظرت العجوز إلى عيني أمير نعم أستطيع مساعدتك .

انظر أملك عصا سحرية وكلمة سحر فسألها أمير بدهشة ماذا ، انحنت العجوز وهمست في أذنه كلمة واحدة فقال لها أمير بسخرية هل هذه هي كلمة السحر ، فقالت له هذه هي كلمة السحر ولكن تذكر يجب أن تنطق هذه الكلمة بطريقة مميزة وإلا فلن يسري مفعول السحر ، يجب أن تنظر مباشرة للعينين وأن تقول كلمة السحر بصوت رقيق وواضح ، فقال لها كلمة بسيطة كهذه يمكنها أن تساعدني ، قالت العجوز نعم ولكن تذكر كيف يجب أن تلفظها بالضبط ، فقفز أمير عن المقعد وركض إلى البيت وتوجه مباشرة إلى المطبخ فوجد والدته مازالت واقفة تحضر الكعكة .

اقترب أمير من والدته نظر إلى عينايها ، وقال بصوت رقيق وواضح من فضلك يا أمي أسمحي لي أن أذوق قطعة كعك ، علت الابتسامة وجه والدته واختارت قطعة كعك كبيرة وقدمتها لأمير وقالت له صحة على قلبك يا بني ، قفز أمير من الفرح فكلمة السر تعمل ، أكل الكعكة وأسرع إلى غرفة أخيه أقترب من أخيه سليم ووضع يده على كتفه ونظر في عينيه ، ثم قال بصوت رقيق وواضح وقال لو من فضلك يا سليم أسمح لي أن ألعب معك بالحاسوب فتزحزح سليم من مكانه وقال له تعال أعلمك لعبة جديدة ، ابتسم في نفسه وقال هذه العجوز جنية طيبة فقد اثبت كلمتها السحرية نفسها وكرر الكلمة مع ريم وصاحب محل الحلوى .

ركض أمير إلى الحديقة لكي يشكر العجوز ولكنه لم يجد أحدًا على المقعد لم يجد إلى بعض الآثار على الرمل فأدرك أمير أنها أثار العصا الرفيعة للعجوز ..