قصة الجيب المثقوب

الكاتب: رامي -
قصة الجيب المثقوب
قد نُبتلى بأشياء ، تجعلنا نواجه مواقف عصيبة ، أو تضعنا في حالات صعبة ، قد لا نستطيع أن نتصرف فيها وحدنا ، أو تكلفنا عبئًا لمواجهتها ، وقد نفقد بسبب خطأ صغير ، القدرة على تنفيذ ما كنا نفعله كما اعتدنا ، ولعل صديقنا باسم قد وقع في مأزق ، بسبب إهماله للثقب في جيبه .

الحكاية :
يروي باسم وهو طفل مهذب في العاشرة من عمره ، أنه قد اعتاد يوميًا على الصلاة في جماعة مع والده ، بينما تساعده والدته عقب عودته من المدرسة في إنجاز دروسه ، وما يتعلق بها من واجبات يجب عليه تأديتها .

وقد اعتاد باسم أن يذهب يوميًا ، لصلاة الفجر برفقة والده ، في جماعة داخل المسجد ، فكم عشق هذا الخشوع الذي يحل عليهم في جوف الليل ، ومع خيوط الفجر وصوت المؤذن والإمام ، إنه لشعور رائع ، دائمًا ما كان يتسبب في تلهف باسم عليه .

في أحد الأيام عاد باسم من مدرسته متأخرًا عن المعتاد ، وقد قلقت والدته بشدة عليه ، إلا أنه بعد أن وصل إلى المنزل ، أخبرهم أنه قد تأخر بسبب ثقب في جيب بنطاله ، كان قد أدرك باسم وجوده من قبل ، ولكنه لم يعره اهتمامًا ، حتى أتى هذا اليوم ، وكان قد وضع باسم في جيبه مصروفه ، ولم ينتبه إلى هذا الثقب ، وعندما أراد أن يلحق بوسائل المواصلات للعودة ، إلى المنزل اكتشف أن ماله قد سقط بسبب هذا الثقب .

جلس باسم حزينًا على ما حدث معه ، ففطن والده إليه وأدرك أنه يلوم نفسه ، فربت على كتفيه وأخبره أن صغائر الأمور ، لابد والانتباه لها ، فهذا الثقب الصغير ، كلفه مسيرة قاربت على الساعة ، حتى عاد إلى المنزل وهو منهك القوى ، وقد فاته موعد كتابة واجباته المدرسية ، ولكن لابد أن نعلم بأن الحياة ، لا تعلمنا دروسًا بالمجان ، لابد وأن نمر بالموقف حتى نذق مرارته ، فنتعلم من العواقب ألا نهمل في شيء ، مهما كان صغيرًا بعد ذلك .

في هذا اليوم ، غلب النعاس عيني باسم ، عقب أن نامت والدته التي تساعده في أداء واجباته ، واضطر والده للجلوس برفقته ، يشرح له الدروس ويساعده ، ثم تركه وذهب للخلود إلى النوم ، عقب أن سهرا سويًا ، ولكن غلب النعس باسم أيضًا فنام .

لم يدر باسم كم نام من الوقت ، إلا أنه قد استيقظ مع آذان الفجر ، وهو يقول لنفسه إذا كان ثقب البنطال قد أضاع علي وقتي الثمين ، فلا يجب أن أدع النوم ، يضيع علي صلاة الفجر في جماعة ، فقد تعلمت ألا أترك شؤوني للمصادفة ، وأن كل شيء  يجب أخذه بعين الاعتبار ، مهما شعرنا أنه صغيرًا ، فنهض وانطلق مسرعًا يوقظ والده ، ثم انطلقا سويًا لصلاة الفجر في جماعة كما اعتادا كل يوم .

شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook